رسائل لا يصدقها عاقل
لست وحدي الذي يتعرض لغزو الرسائل الإجبارية، فالجميع تمر به رسائل رغما عن أنفه، سواء رضي أم لم يرض، والجميع اكتوى بنارها، وهي تلعب بأعصاب بعض الناس صغارا وكبارا، و تتكرر بشكل مستمر، وهي تدغدغ المشاعر الدينية، وخصوصا مقام النبي صلى الله عليه وسلم، وأصبحت الآن عبر رسائل الجوال، والحديث عنها يبدأ بأبرز رسالة وهي وصية الشيخ أحمد حامل مفاتيح المسجد النبوي التي يروج لها كثيرا، وتضغط على قارئها حتى لا يتنصل من تطبيق ما فيها، وقد ظهرت هذه الوصية منذ سنوات يصعب حصرها، وقد كتب عنها الشيخ بن باز، رحمه الله، وذكر أنها مكذوبة. وقد قال عنها الشيخ، رحمه الله، (ولقد سألت بعض أقارب الشيخ أحمد المنسوبة إليه هذه الفرية عن هذه الوصية، فأجابني بأنها مكذوبة على الشيخ أحمد، وأنه لم يقلها أصلا، والشيخ أحمد المذكور قد مات من مدة، ولو فرضنا أن الشيخ أحمد المذكور أو مَن هو أكبر منه زعم أنه رأى النبي، صلى الله عليه وسلم، في النوم أو اليقظة، وأوصاه بهذه الوصية - لعلمنا يقينا أنه كاذب، أو أن الذي قال له ذلك شيطان، وليس هو الرسول صلى الله عليه وسلم)، وهذه الفرية المنسوبة إلى الشيخ أحمد تتكرر ويتكرر على غرارها رسائل أخرى.
رسالة صديقي
ولعل من سلسلة هذه الرسائل ما فاجأني بها أحد الأصدقاء الأعزاء الذي ذكر لي أنها وصلت لأحد أقاربه فأرسلها له وجاءني ليسألني أليس لمثل هذه الرسائل نهاية، قلت لن يكون لها نهاية حتى يختفي الباطل عند مروجيها الذين تعودوا على إرسالها بشكل مستمر من سنوات دون كلل ولا ملل، ويتوارثونها جيلا بعد جيل، ونص الرسالة التي وصلت لقريب صديقي مختلف عن وصية حامل مفاتيح المسجد النبوي، ولكنهما يتفقان في طريقة الترويج لهما وتقول الرسالة (إن هناك شخص اسمه محمد الشاوي أقسم بالله العظيم أنه رأى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في المنام وقال له الرسول بلغ السلام إلى كل المسلمين وقل لهم من نشرها يفرح فرحا شديدا ومَن يتجاهلها يحزن حزنا شديدا، لا إله إلا الله أنت ربي فاغفر لي إني كنت من الظالمين، أرسلها إلى 25 شخصا وستسمع خبرا مفرحا الليلة)، إلى هنا انتهت الرسالة وهي على شاكلة الرسائل السابقة فقط تغير الطرح، فالمرة هذه رؤية النبي، صلى الله عليه وسلم، ومثل هذه الرسائل كما قال عنها علماؤنا باطلة وليس لها أي صحة، وبهذا التكرار يؤثرون في بعض الناس الذين يتجاوبون دون العودة لأهل العلم الموثوقين، وهذا ما يجب أن يحرص عليه كل مَن يتعرض لمثل هذه الرسائل البدعية، نسأل الله أن يقينا وإياكم البدع والفتن ما ظهر منها وما بطن إنه ولي ذلك والقادر عليه.