محللون: توصيات الشراء لأسهم منتقاة تشجع المضاربين على العودة للأسواق الإماراتية
أجمع محللون ماليون على أن التقييمات التي بدأت تصدرها شركات مالية إقليمية ودولية حول الأسعار العادلة لأسهم منتقاة شجعت كبار المضاربين على العودة إلى الأسواق الإماراتية لاقتناص فرص استغلال المعلومات لتسريع أسعار أسهم معينة بنسب قياسية غير مبررة.
واستبقت شركات مالية إقليمية ودولية معروفة مثل "جلوبل" و"شعاع كابيتال" والمجموعة المالية المصرية "هيرميس" و"جولدمان ساكس"
و"ميريل لينش" و"كريدي سويس" صدور نتائج الشركات للنصف الأول من العام الجاري، وأصدرت تقارير حول عدد من الأسهم الإماراتية مثل: "اتصالات"، "دو"، "أملاك"، "أرابتك"، "إعمار"، و"دبي الإسلامي"، وأوصت بشراء هذه الأسهم بعد أن حددت أسعارها العادلة بأعلى من أسعارها السوقية حاليا.
وقال الدكتور همام الشماع المستشار الاقتصادي لشركة الفجر للأوراق المالية، إن التقييمات التي تصدرها شركات مالية إقليمية ودولية حول الأسعار العادلة لأسهم بعض الشركات وتوقعاتها لأرباح الربع الثاني عادت لتمارس تأثيرها الإيجابي في الأسواق التي ملت حالة الغيبوبة التي دخلت فيها منذ أكثر من شهر، الأمر الذي شجع مضاربين كبارا لاقتناص فرصة استغلال معلومات محددة منتشرة ومعروفة تساعد على انتقائية وتركيز على تداولات عدد محدد من الأسهم.
وأضاف أن المضاربات التي بدأت مع بداية النصف الثاني من العام، كسرت الحاجز النفسي لحالة الركود والغيبوبة التي عاشتها الأسواق خلال الشهر الماضي، مستفيدة من توقعات الأرباح العالية للربع الثاني وأفلحت في تحفيز المستثمرين والمحافظ في الدخول إلى السوق، كما أفلحت في موازنة ضغوط البيع الكبيرة للمستثمرين والمحافظ الأجنبية، والتي بلغت 914.15 مليون درهم خلال الأسبوع في سوقي دبي وأبو ظبي الماليين.
وأضاف أنه رغم إيجابيات هذه المضاربة الانتقائية في تحريك الأسواق واستقطاب السيولة وتشجيع مديري المحافظ وكبار المستثمرين والمضاربين على العودة للأسواق مشترين قبيل الإعلان الرسمي عن النتائج، إلا أنها أضرت بالسوق وبتصورات المستثمرين لتوجهاتهم الاستثمارية، حيث أسهمت في تشويه معايير الاستثمار في الأسواق المالية، في الوقت الذي لا تزال فيه الأسواق تعاني نقصا نسبيا في السيولة تجعلها عرضة لتقلبات سريعة تنجم عن ضغوط البيع تترتب على خروج مستثمرين أجانب أو على عمليات جني أرباح محدودة.
وأضاف "لاحظنا سرعة تتابع جني أرباح بعد أول ارتفاع للمؤشر تشهده الأسواق، كما حصل في سوق دبي في جلسة الأربعاء التي أعقبت ارتفاع اليوم السابق، وذلك بسبب شح السيولة فيها مقارنة بسوق أبو ظبي التي استطاعت مقاومة ضغوط جني الأرباح.
وأنهت الأسواق الإماراتية تعاملات الأسبوع الماضي بارتفاع نسبته 2 في المائة، وقفزة في التداولات بنحو 45.7 في المائة إلى 15.4 مليار درهم، حيث ارتفع معدل التداول اليومي إلى 3.1 مليار درهم مقارنة بمعدل 2.1 مليار درهم.
وقال محمد علي ياسين، العضو المنتدب لشركة الإمارات للأسهم والسندات في تقريره الأسبوعي، إن تداولات الأسواق المالية عكست تراجعات الأسابيع الماضية، خاصة من منتصف الأسبوع، حيث شهدت الأسواق ارتدادا سعريا قويا يوم الثلاثاء الماضي وصاحبه ارتفاع في حجم التداولات ليعطي إشارات مشجعة عن احتمال عكس الأسواق اتجاهها نتيجة تحسن العوامل المؤثرة في نفسية المستثمرين، التي كانت السبب الرئيس في تراجعات الأسابيع السابقة.
وأضاف أنه على الرغم من عمليات جني الأرباح التي شهدتها السوق يوم الخميس الماضي من قبل المضاربين، إلا أن هناك أسهم شركات استمرت في الارتفاع وبنسب ملحوظة مثل أسهم "أرابتك"، "ميثاق"، "آبار"، "أغذية"، ومصرف عجمان. وفي رأينا أن هذا الأمر قد يكون مرتبطا مع اقتراب إفصاحات الشركات عن نتائجها للنصف الأول من العام الجاري، والتي يتوقع لها أن تكون إيجابية وربما مفاجئة لبعض الشركات.