المطبعة الحزينة
يتفاوت الناس في شجاعتهم, خصوصا عند ذكر الزوجة الثانية، فتجد من يزمجر ويرفع صوته وكأنه وحيد زمانه عندما يتعلق الأمر بالحديث عن التعدد، ولك أن تسمع منه قمة التحديات في الزواج دون خوف أو وجل، والذي يتكلم كثيرا في الغالب يبقى دون تعدد، لأن كلامه لا يتجاوز المجلس الذي يمكث فيه مع أصدقاء جلسته، وكم سمعنا من أحاديث مجالس في هذا الجانب، وشخصيا لأن لي تجربة في "وساطة الخير"، وأجد أمامي كثيرا ممن يرغب في الاقتران بالزوجة الثانية لكن الشرط الذي يتكرر من كل واحد منهم أن يكون زواج مسيار لا يعرف عنه أحد, خصوصا الزوجة الأولى، لأن بعض الراغبين في التعدد يخشى العواقب, خصوصا إذا كانت الزوجة شديدة الغيرة، وأحسب أن بعض الراغبين في التعدد يضع يده على قلبه, خصوصا في ظل الأحداث المزعجة, ومنها ما ذكر في إحدى الصحف أن زوجة أحرقت سيارة زوجها بعد أن تزوج عليها، واضطر إلى استدعاء الدفاع المدني لإخماد الحريق، وأكمل على تلك الزوجة بالطلاق رغم التزام والدها بشراء سيارة جديدة له، ولم تشفع الوساطات في ذلك.
سلوك خاطئ
ولا أذكر الحادثة السابقة لتخويف الراغبين في التعدد بل أذكرها كسلوك خاطئ ما كان ينبغي أن يصل إليه حال المرأة مع زوجها المعدد، وهناك صورة أخرى خاطئة لأم تدخلت في حياة ابنتها الزوجيه بإرغام زوجها على تطليقها بعد أن قامت بإتلاف كفرات سيارته فما كان منه إلا أن طلق زوجته. والحادثة الأخيرة كانت لإحدى العائلات التي توفي عائلها، وكانت تلك العائلة تستيقظ يوميا على ذهابه صباحا إلى المطبعة التي يملكها، وكانت حياته كذلك حتى وفاته، وفي أيام العزاء شوهدت إحدى النساء تبكي بحرقة، فاستغرب أهل الميت ما يحدث منها، فسألوها ما يبكيك؟ فقالت: أنا المطبعة التي كان والدكم يذهب إليها ويخبركم عنها. فكان ذلك الموقف مفاجأة لتلك الأسرة، لذا فإن الزواج إذا لم يكن معلنا فإنه تنتج عنه مشكلات مستقبلية للزوجة مع عائلته بعد وفاته، وهذا ما حدث مع المطبعة الحزينة، وأستغلها فرصة لأذكر بسماحة الدين الإسلامي وإباحته التعدد كحق شرعي للزوج شريطة العدل في القسمة مصداقا لقوله تعالى: "انكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث وربـــاع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحـــدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا", فيجدر بالأخت المسلمة المؤمنة بربها ألا تعتبر إقدام زوجها خيانة أو ما شابه ذلك من عبارات لأنه إنما يقدم على ذلك تيمنا بهذا الأمر الرباني الاختياري، عليها أن ترضى بما قسمه لها ربها مستعينة به في كل حين، وعلى الرجل أن يرفق بالمرأة وأن يعطيها حقوقها وألا يميل مع واحدة ضد الأخرى, ولا يقصد بذلك الميل القلبي إنما الميل في العدل العام. نسأل الله للجميع التوفيق, وأن يكون في ذلك عون على طاعة الله والسير على منهجه.