إشهار جمعية الزراعة العضوية
دون وزير الزراعة اسمه كأول عضو في جمعية الزراعة العضوية السعودية وذلك بعد أن أعلن إشهارها في لقاء التسويق الزراعي السادس الذي نظمته مشكورة اللجنة الزراعية بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض.
وتميز الافتتاح الرسمي لهذا اللقاء بالمكاشفة والوضوح فيما يخص القطاع الزراعي وعلى وجه الخصوص موضوع الساعة أزمة الغذاء والتوجه للاستثمار الزراعي في الخارج وتخوف المزارعين أن يكون على حساب الاستثمار الزراعي داخليا والتخلي عن المزارعين في الداخل مما سيسهم في ذوبان التنمية الزراعية التي تحققت خلال ثلاثة عقود من الزمن وفي تجاهل دور القطاع الزراعي في توطين أبناء الريف وتحسين دخولهم وتوفير فرص عمل للمواطنين ومكافحة هذا القطاع للتضخم والمحافظة على أسعار المنتجات الزراعية خلال تلك العقود إلا من الموسمية فقط والتي هي سمة المنتجات الزراعية.
وبالعودة للجمعية الوليدة والتي رأت النور في بيئة مهيئة للقبول بالمنتجات الزراعية العضوية تشوبها أزمة ثقة بين المنتج والمستهلك وهذا بدوره يعظم المسؤولية على الجمعية لخلق الثقة المتبادلة واستفادتها من العوامل المشجعة سواء على المستوى الرسمي أو القطاع الخاص وخصوصا أن هناك دعوة لنشر هذا النوع من الزراعة التي هي بكل بساطة العودة إلى طريقة زراعة الأجداد في الماضي مع الأخذ بأساليب التقنية الحديثة في العمليات الزراعية للحصول على الغذاء الصحي الآمن وتوفير منتجات زراعية عضوية للمستهلك خالية من الإضافات الخارجية مع المحافظة على البيئة، والبعد كل البعد عن مشكلات تلوث الغذاء الناتج عن استخدام المبيدات والأسمدة الكيماوية وغيرها من بعض مدخلات الإنتاج مثل المضادات الحيوية ومحفزات النمو والبعد كذلك عن التغيرات الجينية بواسطة الهندسة الوراثية.
كما أن الزراعة العضوية تعمل على تشجيع القدرات الطبيعية المكتسبة للتربة والنبات والحيوان لمكافحة الأمراض والآفات باستخدام الطرق الزراعية السليمة البيولوجية والميكانيكية وعدم اللجوء إلى المواد الكيماوية التي تخل بالتوازن البيئي. ومن العوامل المشجعة بدء بعض المزارع أخيراً في التحول إلى مزارع عضوية متخصصة في الإنتاج النباتي والحيواني، وظهور مصانع ووحدات للأسمدة العضوية وكذلك وجود عدد من مشاريع الأبقار والدواجن منتشرة في مناطق المملكة توافر السماد العضوي وتبني بعض المشاريع الزراعية خط الإنتاج الزراعي العضوي من الخضار أو الفاكهة إلى جانب أن هناك الكثير من صغار المزارعين الذين يعملون تلقائياً منذ القدم لإنتاج منتجات زراعية عضوية لكن لم يستفيدوا من هذه الميزة لعدم التصديق عضويا على تلك المنتجات. وستكون تلك الجهود إلى جانب الجهود الرسمية دافعا لدخول العديد من المزارعين في حلبة الإنتاج الزراعي العضوي وزيادة المعروض من المنتجات الزراعية العضوية ومن المؤمل أن يسهم تفعيل الجمعية في تحفيز عملية الاستثمار في الأنشطة الزراعية العضوية المختلفة باستخدام التقانات الحديثة إلا أن ذلك يتطلب تضافر الجهود من القطاعين العام والخاص للتعريف بهذا النشاط سواء للمزارعين أو المستهلكين على حد سواء وزيادة المعروض من مدخلاته لخفض التكلفة الإنتاجية وبالتالي زيادة مخرجاته. ولابد من إعادة النظر من قبل الجهات الرسمية في احتياجات هذا النشاط وعلى وجه الخصوص العمالة الزراعية وقروض البنك الزراعي لتكون داعما للمستثمر في نشاط الزراعة العضوية لزيادة المعروض ووضع خيارات أمام المستهلك.