المستثمرون يشعرون بالاطمئنان بعد هبوط سعر النفط بمقدار 5 دولارات للبرميل
أدى الهبوط في سعر النفط إلى اندفاع في الأسهم الأمريكية والأوروبية يوم أمس، في الوقت الذي ركز فيه المستثمرون أنظارهم على البنوك المركزية.
اشتعلت الأسهم بعد أن ارتفعت مخزونات النفط الأمريكية للمرة الأولى خلال ستة أسابيع وبعد أن هبط سعر النفط أكثر من خمسة دولارات للبرميل، ما دفع بسعر النفط إلى ما دون 132 دولاراً للبرميل خلال إحدى المراحل.
من جانب آخر, كانت البنوك المركزية في دائرة الأضواء في الوقت الذي رفع فيه البنك المركزي النرويجي من أسعار الفائدة، وأعاد البنك المركزي الأوروبي تأكيد احتمالات رفع أسعار الفائدة في الشهر المقبل. وجاء هذا في أعقاب قيام البنك المركزي الهندي برفع أسعار الفائدة يوم الثلاثاء لمكافحة التضخم، الذي تبلغ معدلاته الحالية أكثر من 11 في المائة.
استمر التضخم المتصاعد في تحدي الاقتصاد العالمي، وكان المستثمرون في انتظار أحدث قرار حول أسعار الفائدة وبيان السياسة النقدية من البنك المركزي الأمريكي في تداولات بعد الظهر في مدينة نيويورك.
كان من المتوقع أن يُبقي البنك المركزي الأمريكي على أسعار الفائدة لليلة واحدة على حالها عند 2 في المائة، ولكن المستثمرين يعتقدون أنه يواجه مهمة صعبة في الموازنة بين هدفيه التوأم، أي المحافظة على النمو الاقتصادي واحتواء التضخم.
كان الاقتصاديون يتوقعون صدور بيان من لجنة السياسة النقدية يُبقي المستثمرين في حالة تخمين حول إمكانية قيام البنك المركزي الأمريكي برفع أسعار الفائدة في وقت متأخر من هذا العام. وفي حالة حدوث ذلك فإنه سيشعل تغيرات وتقلبات كبيرة عبر قطاعات الأسهم والسندات وأسواق العملات، ويُحدِث أثراً مماثلاً حين تفتح آسيا أسواقها اليوم.
قال لو كراندال، وهو اقتصادي لدى رايتسون آيكاب Wrightson Icap: "تشير أفضل تقديراتنا إلى أن البيان سيكون غائماً بما يكفي ليُبقي توقعات السوق حول قيام البنك المركزي برفع أسعار الفائدة على حالها دون تغيير تقريباً، ولكننا نرى أن هناك بعض الخطر في أن السوق قد تقرأ الصياغة الجديدة على أنها تنطوي على هبوط الأسعار." يذكر أن المسؤولين في البنك المركزي الأمريكي أكدوا في الفترة الأخيرة الحاجة إلى احتواء التضخم في الوقت الذي يمر فيه الاقتصاد في مرحلة نمو متباطئة ويعاني فيه سوق عمل ذات أحوال متدهورة.
قال وليم سترازولو، وهو محلل استراتيجي للسوق لدى شركة بيل كيرف تريدنج Bell Curve Trading: "في النهاية فإن جماع الأمر يقوم على النمو الاقتصادي بالنسبة للبنك المركزي الأمريكي، وليس التضخم. وأجد من الصعب أن أصدق أن البنك المركزي سيرفع أسعار الفائدة في الوقت الذي تتصاعد فيه معدلات البطالة".
خارج الولايات المتحدة كان المزاج العام لدى البنوك المركزية أكثر حسماً. فقد أوضح جان كلود تريشيه، رئيس البنك المركزي الأوروبي، ملاحظاته الأخيرة حول رفع أسعار الفائدة في الاجتماع الذي سيعقده البنك في الثالث من تموز (يوليو).
قال تريشيه: "قلت إننا نستطيع اتخاذ قرار برفع أسعار الفائدة بنسبة يسيرة في اجتماعنا المقبل في سبيل تأمين أرضية متينة للتوقعات التضخمية".
رفع البنك المركزي النرويجي سعر الفائدة الرئيس بمقدار 25 نقطة أساس ليصل إلى 5.75 في المائة، استجابة لمعدلات التضخم المرتفعة ووجهة نظر بعض الاقتصاديين الذي كانوا يتوقعون بقاء أسعار الفائدة على حالها.
في الأخبار الاقتصادية، كان من شأن الموعد القريب لاجتماع لجنة السياسة والبيان الصادر عنها في البنك المركزي الأمريكي أن ألقيا بظلالهما على البيانات الخاصة بالبضائع الصلبة (أي التي تزيد فترة بقائها على ثلاث سنوات) وبيانات قطاع الإسكان.
في أيار (مايو) بقي عدد الطلبات على البضائع الصلبة على حاله، وباستثناء طلبات النقل فقد هبط عدد الطلبات بمقدار 0.9 في المائة. يذكر أن الرقمين كليهما كانا ضمن التوقعات. كذلك هبط عدد المساكن الجديدة التي بيعت في أيار (مايو) بنسبة متوقعة مقدارها 2 في المائة.
بحلول منتصف اليوم في نيويورك هبطت أسعار السندات الحكومية الأمريكية، في الوقت الذي كان فيه المتداولون في انتظار سماع أخبار من البنك المركزي. ارتفع العائد على السندات الحكومية لأجل سنتين بمقدار ثلاث نقاط أساس ليصل إلى 2.92 في المائة.
كذلك ارتفع العائد على السندات لأجل عشر سنوات بمقدار خمس نقاط أساس ليصل إلى 4.16 في المائة. وفي بريطانيا هبطت العوائد على أسعار السندات كذلك، كان في طليعتها هبوط مقداره ثماني نقاط أساس في سندات الخزانة البريطانية لأجل سنتين ليصل إلى 5.21 في المائة. وفي بريطانيا أيضاً كانت مبيعات التجزئة سالبة في حزيران (يونيو)، وفقاً لبيانات من اتحاد الصناعات البريطانية. وارتفعت العوائد على السندات الأوروبية بعد ملاحظات تريشيه.
اندفعت أسواق الأسهم الأوروبية والأمريكية إلى الأمام في الوقت الذي تراجعت فيه أسعار النفط. أقفل مؤشر فاينانشيال تايمز يوروفيرست 300 لعموم أوروبا بزيادة مقدارها 1.1 في المائة، في حين أن مؤشر فاينانشيال تايمز 100 في لندن اندفع إلى الأعلى بمقدار 0.6 في المائة.
بحلول منتصف اليوم في نيويورك ارتفع مؤشر ستاندارد آند بورز 500 بمقدار 0.9 في المائة.
كانت نتائج الأسهم الآسيوية إيجابية وسلبية، حيث هبطت أسهم شركات لتصدير بعد صدور البيانات الضعيفة من الولايات المتحدة يوم الثلاثاء.
في طوكيو هبط مؤشر نيكاي 225 بمقدار 0.1 في المائة، في حين أن هونج كونج في جلستها المختصرة ارتفع المؤشر بمقدار 0.8 في المائة. هبط مؤشر تايوان بمقدار 0.2 في المائة، وارتفع مؤشر كوريا الجنوبية بمقدار 0.4 في المائة. ارتفع مؤشر شنغهاي بمقدار 3.6 في المائة وأقفل على ارتفاع لليوم الثاني على التوالي.
أقفل مؤشر سينسيكس Sensex في الهند بارتفاع مقداره 0.8 في المائة بعد ارتداده من هبوط سابق كان مقداره 1.9 في المائة. وارتفع مؤشر بورصة كراتشي 100 في باكستان بنسبة أخرى مقدارها 2.5 في المائة، مواصلاً بذلك مكسبه الذي حققه يوم الثلاثاء بنسبة 8.6 في المائة.
في أسواق العملات فإن أفعال وأقوال المسؤولين في البنوك المركزية أمْلَت توجهات وتحركات الأسواق. اندفع اليورو إلى الأمام، وارتفعت قيمة الكرونا النرويجية في مقابل اليورو والدولار، كما سجلت الروبية الهندية أعلى مستوى لها أمام الدولار خلال ثلاثة أسابيع.