التحولات الاقتصادية للشركات العالمية من وجهة نظر سياسية
"هذا الكتاب ليس عن تراجع أمريكا، ولكنه عن تقدم الدول الأخرى". يبدأ الكتاب بهذه العبارة مشيرا إلى العهد الجديد الذي يدخله العالم في الوقت الحاضر. يصف الكتاب عالما لم تعد فيه الولايات المتحدة تهيمن على الاقتصاد العالمي، ولا ترسم فيه تفاصيل الجغرافيا السياسية ولا تطغى فيه على الثقافات الأخرى.
يؤكد الكتاب أن القصة التي ستشكل مستقبل العالم هي "صعود الدول الأخرى"، ويقصد بهذه العبارة نمو دول مثل الصين والهند والبرازيل وروسيا وغيرها. ففي الوقت الحاضر نجد أن أعلى المباني في العالم وأضخم السدود وأكثر الأفلام السينمائية مبيعا وأحدث الهواتف الجوالة كلها تبنى وتصنع وتنتج وتبتكر خارج الولايات المتحدة.
ومن وراء هذا النمو الاقتصادي تأتي الثقة السياسية والاعتزاز القومي ومشكلات عالمية محتملة، فما الذي على أمريكا أن تدركه؟ وما الذي عليها أن تفعله من أجل أن تزدهر في هذا المناخ العالمي سريع التغير؟ وما معنى أن نعيش في عهد العولمة؟ يحاول فريد زكريا تقديم إجابات لهذه الأسئلة في هذا الكتاب.
عندما نتحدث عن الابتكار، نتحدث جميعا عن شبكات العلاقات الاجتماعية والابتكار التعاوني وثقافات المستهلك والشراكات وغيرها، فإننا نتحدث عن التوزيع الجديد للقوة في مجتمعنا وظهور مصادر جديدة للسلطة والفرص والابتكار، حيث انتهي النموذج المركزي للتنظيم والقوة وحل محله نموذجا شبكيا أكثر انتشارا.
يستعرض الكتاب هذا الانتشار للقوة والسلطة حول العالم، في الوقت الذي تتراجع فيه الولايات المتحدة وتظهر فيه دول أخرى. يؤكد الكتاب أن عهد الولايات المتحدة كدولة "مهيمنة" أي كمركز للنظام الاقتصادي، السياسي، الاجتماعي، والثقافي قد انتهى.
عندما كانت الولايات المتحدة هي القوة المهيمنة، كان على الآخرين تعلم الثقافة الأمريكية. والتغير الكبير في القرن الـ 21 هو أن الولايات المتحدة الآن تتعلم ثقافة الآخرين. فهي في حاجة لأن تتشارك القوة وتقيم التحالفات وتضفي الشرعية من أجل أن تقود وتزدهر. وتحتاج لأن تتوقف عن أن تكون صوت السلطة وتبدأ في إقامة حوار عالمي أو الكثير من الحوارات العالمية.
يماثل هذا التحول ما تفعله الكثير من الشركات اليوم، حيث تتحول أرباحها إلى آسيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية. توظف الشركات جيشا من علماء الاجتماع لفهم آلاف الثقافات واللغات حول العالم وعشرات الآلاف من الشبكات الاجتماعية الجديدة التي تنشأ كل يوم على الإنترنت، ثم تحاول الشركات الانضمام إلى هذه الثقافات والمحادثات من أجل أن تبيع منتجاتها وخدماتها. يتناول الكتاب هذا الموضوع من وجهة نظر سياسية عالمية.
يرى مؤلف الكتاب أن الولايات المتحدة تواجه مشكلة سياسية، إلا أن اقتصادها يظل قويا، وهو الأمر الذي لا يوافقه فيه الكثير من المفكرين السياسيين والمحللين الاقتصاديين في الوقت الحاضر. يرى فريد زكريا أن قوة الولايات المتحدة تكمن في قدرتها على الابتكار.