أكبر شركة تأمين إسلامية تضع لها موطئ قدم في السعودية
تستعد شركة سوليداريتي السعودية للتكافل حاليا لطرح 40 في المائة من رأسمالها البالغ 555 مليون ريال للاكتتاب العام في السوق السعودية، ومن المتوقع أن يكون الطرح قبل نهاية العام الجاري.
وكانت قد حصلت "سوليداريتي السعودية", التي تنتمي إلى أكبر شركة تأمين إسلامية في العالم من حيث رأس المال على الموافقة المبدئية من مؤسسة النقد العربي السعودي للتحول إلى مساهمة عامة، وقامت على أثر ذلك بتعيين شركة بي إم جي مستشارا ماليا لإتمام عملية التهيئة للاكتتاب.
وقد وصلت "سوليدارتي السعودية" إلى الخطوات النهائية من تسجيل الشركة وحصص المستثمرين السعوديين التي تمثل 33 في المائة من إجمالي رأس المال فيما تمثل حصص الشركاء البحرينيين 27 في المائة، إذ من المنتظر أن تستفيد الشركة من طرح أسهمها للاكتتاب في تمويل توسعاتها الحالية.
وأوضحت الشركة الأم "سوليدارتي للتأمين الإسلامي" ـ مقرها البحرين- وتعمل حاليا في البحرين، السعودية، قطر، عمان، الأردن، ماليزيا، ولوكسمبورج، أن نحو ثلث أقساط التأمين الإسلامي سيأتي من الغرب بحلول عام 2020، بزيادة عن الرقم الحالي الذي يساوي "صفر" تقريباً، وستتضاعف الأقساط عشر مرات لتصل إلى 15 مليار دولار.
وقد دفع هذا الأمر "سوليدارتي" إلى التفكير بشكل جدي في التوسع في أوروبا من خلال الارتباط بمؤسسات مالية قائمة تتطلع إلى تقديم تأمين إسلامي، على الرغم من تخوفها من بعض العوائق التي قد تقف في طريقها, التي على رأسها الافتقار إلى الأدوات الاستثمارية طويلة الأجل والعقبات الثقافية.
والتأمين الإسلامي أو التكافل يقوم على اقتسام الربح والخسارة بين العميل وشركة التأمين، في حين أنه في تعاملات التأمين التقليدي تتحمل شركة التأمين جميع المخاطر مقابل الحصول على أقساط التأمين.
وقال مسؤول في "سوليدارتي" "إن التأمين الإسلامي أصبح الآن مقبولاً على نطاق واسع في جميع أقسام السوق، ففي أوروبا هناك كثير من الطلب على المنتجات الاستثمارية الأخلاقية والمبدئية".
وأضاف: "إن نحو ثلثي الأقساط يأتي من آسيا، ومعظمها من المركز الرئيس للمصرفية الإسلامية، وهو ماليزيا، ومعظم النسبة المتبقية تأتي من الشرق الأوسط.
يذكر أن الذين يشترون بوليصة تكافل لا يدفعون أقساطاً، وإنما يتبرعون بمبالغ إلى صندوق جماعي، ثم يُصار إلى استثمار هذا الصندوق، وبعد خصم المطالبات التي يتقدم بها المشاركون في الصندوق، فإن العوائد من الصندوق تعاد لحاملي البوليصة، وبطبيعة الحال فإن الصندوق يُستثمَر حسب أحكام الشريعة الإسلامية.
ويعد التأمين الإسلامي حالياً في وضع يؤهله للاستفادة من سوق في الشرق الأوسط تتسم بنسبة تأمين متدنية بشكل مزمن، وكذلك الاستفادة من شعبيته المتنامية بين الغربيين الراغبين في منتجات مالية أخلاقية، ولكنها ثقافية.
وبحسب "سوليدارتي" فإن الافتقار إلى منتجات للدخل الثابت ذات أجل طويل يدفع البنوك وشركات التأمين الإسلامية إلى أن تجد نفسها مضطرة إلى الاستثمار في الخليج العربي في قطاع العقارات، وبالتالي تعرض نفسها لأي تصحيح في سوق الممتلكات.
هذا وتعتبر سوق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أدنى المناطق التأمينية في العالم، إذ يبلغ متوسط عوائد أقساط التأمين لكل فرد من السكان في المنطقة 25 دولاراً، مقابل 3500 دولار في الولايات المتحدة واليابان.