الدول المستهلكة تسجل عائدات كبيرة من ارتفاع أسعار الخام بفضل الضرائب
لم تكن خزانات الدول المنتجة للنفط مملوءة بالسيولة قط كما هي الآن، بينما يتوقع أن تبلغ عائدات الذهب الأسود على هذه الدول ألف مليار دولار في 2008، الا أن الدول المستهلكة تستفيد ايضا من هذا الوضع.
سجلت الدول الـ13 في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) عائدات بلغت 675 مليار دولار في 2007 مقابل 600 مليار دولار في 2006 بحسب أرقام إدارة الطاقة الأمريكية.
وتتوقع هذه الإدارة مع اقتراب أسعار النفط من عتبة 140 دولارا للبرميل، أن تصل عائدات أوبك النفطية إلى 1178 مليار دولار في 2008، وهو رقم قياسي مطلق في الصناعة النفطية.
وتقول "أوبك" إنها سجلت عائدات بلغت 2045 مليار دولار منذ 2002، في حين أشارت نشرة "بتروليوم إنتيلجنس ويكلي" إلى أن عائدات "أوبك" هذه السنة سترتفع
بمقدار 305 مليارات دولار على أساس برميل بسعر 100 دولار، إلا أن سلة أوبك المرجعية المؤلفة من 13 نوعا من الخام تشير إلى سعر يبلغ وسطيا نحو 125 دولارا منذ عدة أسابيع، وبالتالي فإن العائدات لـ 2008 ستكون أكبر من المتوقع.
وتنتج "أوبك" نحو 32 مليون برميل يوميا أي 38 في المائة من الإنتاج النفطي العالمي، أما السعودية وهي المنتج الأكبر فإنتاجها يبلغ حاليا 9,45 مليون برميل يوميا وأعلنت الخميس زيادة إنتاجها مائتي ألف برميل.
وتنتج الدول الخليجية الأربع في "أوبك"، السعودية، الإمارات، الكويت، وقطر، 15.5 مليون برميل يوميا، وقد سجلت عائداتها النفطية ارتفاعا حادا في السنوات الأخيرة.
وهذه الدول مجتمعة سجلت عائدات بلغت 340 مليار دولار في 2007، ويتوقع أن يرتفع هذا الرقم في 2008. ورفعت مجموعة جدوى الاستثمارية السعودية توقعاتها بشأن عائدات المملكة النفطية إلى 260 مليار دولار في 2008 بسعر برميل وسطي في حدود 90 دولارا، إلا أنها أشارت إلى أن السعودية قد تربح مليار دولار يوميا إذا بقيت الأسعار في حدود 115 دولارا للبرميل.
وكشفت هذه التوقعات قبل رفع إنتاج المملكة بمقدار 300 ألف برميل إضافية يوميا في حزيران (يونيو) وقبل ارتفاع سعر البرميل إلى ما فوق 130 دولارا.
والمملكة التي كانت عائداتها النفطية السنوية في حدود 43 مليار دولار في التسعينيات، سجلت عائدات بلغت 300 مليار دولار بين 2005 و2006.
وفي الفترة نفسها، سجلت الإمارات التي تنتج 2.62 مليون برميل يوميا عائدات بلغت 63 مليار دولار، فيما سجلت الكويت التي تنتج 2,58 مليون برميل يوميا عائدات بلغت 50 مليار دولار. والكويت التي كانت ميزانياتها خاسرة في التسعينيات، سجلت فوائض بلغت 100 مليار دولار خلال السنوات المالية التسع الأخيرة وباتت موجوداتها في الخارج تقدر بـ 250 مليار دولار.
وبلغت الموجودات الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي الست، أي الدول الخليجية الأربع في "أوبك" إضافة إلى البحرين وسلطنة عمان، نحو 1800 مليار دولار في 2007، وذلك بحسب المعهد المالي الدولي (اي اف اف).
ويتم استثمار جزء من هذه الموجودات في الدول المتقدمة عبر صناديق سيادية تملكها هذه الدول.
ومن المتوقع أن يصل حجم هذه الموجودات الخارجية في 2008 إلى ألفي مليار دولار في 2008 بالرغم من الإنفاق العام الكبير وتنفيذ المشاريع الضخمة داخل هذه الدول. إلا أن الدول المستهلكة أيضا تسجل عائدات كبيرة من ارتفاع أسعار الخام، أحيانا تكون أكبر من عائدات الدول المنتجة نفسها وذلك بفضل الضرائب على الطاقة، بحسب "أوبك".
فبين 2002 و2006، حصدت الدول الصناعية السبع الكبرى 2310 مليارات دولار من ضرائب الطاقة، مقابل 2045 مليار دولار سجلتها دول "أوبك" كعائدات نفطية في هذه الفترة. ففرنسا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا استفادت من ضرائب الطاقة، وهي ضرائب غالبا ما تحدد بنسب مئوية، أكثر مما استفادت دول "أوبك" من صادراتها النفطية.