طلاب جامعيون يقتسمون جزءا من كعكة الدروس الخصوصية!
استغل عدد من الطلاب الجامعيين من ذوي التخصصات العلمية انتهاءهم مبكرا من اختبارات نهاية العام، ليمتهنوا عملا مؤقتا يرتبط بما تعلموه في جامعاتهم لتدريس طلاب المراحل الدراسية الأساسية (الابتدائية والمتوسطة والثانوية) بإعطائهم دروسا خصوصية بأسعار منافسة للمدرسين الخصوصيين، وذلك للاستفادة مما تعلموه وتطبيقه عمليا، إضافة إلى الأرباح المادية التي سيجنونها من وراء هذه الدروس.
يقول عبد الله إبراهيم الطالب في كلية العلوم الطبيعية في السنة الأخيرة، إن فكرة الدروس الخصوصية اقتبسها من أحد زملائه في الكلية نفسها التي يدرس فيها، حيث يمارس صديقه هذه المهنة منذ العام الماضي، ويجني زميله فور انتهاء موسم الاختبارات قرابة الألفي ريال شهريا، مضيفا أن زميله يطمح إلى رفع هذا المبلغ ليتجاوز حاجز الثلاثة آلاف ريال شهريا. مستطردا أنه بدأ فعليا السير على خطى زميله، حيث يقوم حاليا بتدريس ثلاثة طلاب مادة الرياضيات بأسعار زهيدة لا تتجاوز 600 ريال للمنهج، مؤكدا أن ما دفعه لهذه الخطوة هو أنه مقبل على الإجازة الصيفية إذ يلزمه توفير مبلغ معين من أموال الدروس الخصوصية لقضائها في السياحة والاستجمام.
إلى ذلك تحدث زميله بندر الدريعي الذي أصبح متمرسا في الدروس الخصوصية، يقول إن بدايته كانت بتدريس أحد أقاربه الذي ما إن نجح حتى كافأه والده بمبلغ ألف ريال، وهذا المبلغ كان الشرارة الأولى لاحترافه الدروس الخصوصية. وأضاف أن مصروفه حاليا يعتمد بشكل كبير على الدروس الخصوصية، التي وصفها بالنبع الذي لا ينضب، مختتما حديثه بتوجيه رسالة إلى الطلاب الجامعيين أصحاب التخصصات العلمية المعقدة مفادها أن عليهم شحذ هممهم والاستفادة من تخصصاتهم ولو لمدة مؤقتة لتحقيق أرباح طائلة، وللاستفادة العلمية بتطبيق ما تعلموه نظريا على أرض الواقع.
وفي الإطار ذاته سلك محمد الدوسري الطالب في قسم الفيزياء مسلك سابقيه ولكن باحترافية أكبر، حيث الدروس الخصوصية إحدى المهام الرئيسة في جدوله اليومي أثناء الدراسة وليس في فترة الاختبارات فقط، إذ إن محمد يقوم بتدريس خمسة طلاب في المرحلة الثانوية منذ بداية الفصل الدراسي مادة الفيزياء بمبلغ ألف ريال للطالب الواحد طوال الموسم الدراسي، وهو مبلغ متواضع إذا ما قورن بالمبالغ التي يأخذها المدرسون الخصوصيون، الذين يأخذون عادة ضعف هذا المبلغ من الطلاب.
من جهة أخرى أثنى محمد العليان ولي أمر طالب يدرس عند أحد الطلاب الجامعيين، على أداء المعلم الصغير لولده على حد قوله، إذ وصف العليان هذا المدرس بالشجاع الذي استطاع إثبات نفسه وذلك بعد مقدرته مع ابنه على تجاوز عدد من المواد الصعبة وتحقيق ابنه درجات عالية في المواد التي يدرسها. مشيرا إلى أنه يفضل أن يدرس ابنه معلم مقارب لسن ابنه، حتى يتقبل منه ويأخذ برأيه، مضيفا أنه بذلك يدعم هذا الطالب الجامعي ماديا ومعنويا، مؤكدا في نهاية حديثه أن كل ما ينقص الشبان السعوديين هو ثقة الناس بهم.