50 فتاة ضحية رجل
استيقظنا جميعا على تلك الفاجعة التي نشرتها إحدى الصحف المتمثلة في عمل إجرامي دأب على القيام بها رجل بذيء يعيش على خيرات هذه البلاد المباركة، بيد أنه قذف النعمة برجليه وأخذ يسعى في الأرض فسادا بإغواء العديد من الفتيات اللاتي ضللن الطريق الصحيح، وانزوين في طريق مظلم يعيش على العلاقات المحرمة، وهذا الرجل الذي يمثل صورة ونمطا لآخرين ينتشرون في بلادنا هدفهم الإفساد، وبثه بطرق مختلفة، وقد أحسن رجال الهيئة صنعا وهم يتصدون لهذا العمل الإفسادي وينقذون ما يمكن إنقاذه من أفعال أمثال هذا الرجل القذر، الذي سقط في براثن أفعاله، بأيدي رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفقهم الله لكل خير. وهذا السقوط لهذا المجرم يتطلب من أولياء الأمور أن يكونوا أكثر حرصا ويقظة في مراقبة تصرفات الأبناء والبنات فهم أمانة في الأعناق، وإهمالهم هو دون شك خيانة لهذه الأمانة التي تحتاج منا إلى الطريقة والأسلوب الأمثل في التعامل معهم، والمسؤولية مشتركة بين الوالدين، فلابد أن يحرص كل منهما على أن يكون قريبا من الأبناء، وأن يتعامل معهم معاملة لائقة بهم، دون إفراط ولا تفريط، مما يكون له أكبر الأثر في تغير السلوك، وبالنسبة للفتيات بالذات فإن الأمهات هن أكثر مطالبة بالقرب من بناتهن والنزول لمستوى تفكيرهن دون أن تكون هناك مواجهة، فتحرص أن تجعل هذه الابنة صديقة لها وتقدم كل ما يساعد على توطيد العلاقة بينهما من تقديم الهدية لجلب قلبها، وإذعانها لأمها والسير على توجيهها الصحيح، وبصفة عامة فإن أهم شيء في التربية أن تشعر الابنة أو الابن بالحنان وأن لا يفقدوها بتصرف خاطئ من أحد الوالدين أو سوء معاملة، لأنهم سيجدن عشرات من يتلقفونهم ويعرضون عليها الكلام المعسول من الساقطين والساقطات الذين يجرونهم للوحل، كما أن من الأمور المهمة في تربية الأبناء، ويعتبر أهم سلاح، وأنتم دون شك تعرفونه ذلك هو سلاح الدعاء فهذا السلاح الفتاك الذي يصلك بربك دون وسيط والله يجيب دعوة عبده ما كان مستمرا في سؤاله غير يائس، ولا مستعجل، وقد يدخر الدعوات له، ولكن عليهما الاستمرار في الدعاء، فالإلحاح من أسباب إجابة الدعاء، وإن الله لا يجيب دعوة عبد لاه، لذا فإن العمل على هذا الأمر والاستمرار عليه دون شك له نتائج مثمرة بإذن الله، وأخيرا أقدم دعوات صادقة لرجال مخلصين في عملهم رجال الهيئة وفقهم الله وجعل ما يقومون به في ميزان حسناتهم عندما تصدوا لمثل هذا المجرم وغيره ممن يعبثون ببناتنا وفلذات أكبادنا وأسأل الله لهم المزيد من التوفيق.