إيقاف طالب ثانوي
ليست المرة الأولى التي يتعرض لها طالب للإيقاف عن الدراسة، وإكمال تعليمه بسبب رسوم الدراسة، فقد كانت المرة الأولى التي كنت قريبا منها لأبناء زميل لنا من أبناء الوطن كان متزوجا من غير سعودية، واستمرت مشكلته بضعة أشهر حتى دفع للمدرسة وسحب ملف أبنائه منها، وبالأمس القريب التقيت رجلا مسنا من جنسية عربية أدخل ابنه إحدى المدارس الأهلية وفوجئ قبل أيام بطرد ابنه من المدرسة لعدم دفعه رسوم الفصل الثاني، ووالده الآن عاطل عن العمل، والدراسة الآن في مراحلها الأخيرة والابن خارج الخدمة الدراسية، ومهما تكن المبررات فإن طرد طالب من دراسته وهو على بعد أيام من الاختبارات النهائية أمر مؤلم، وكان الأحرى بهذه المدرسة وغيرها من المدارس التي تتخذ مثل هذه القرارات أن تنتظر حتى نهاية العام ولا يتم تسليم الطالب نتيجته وشهادته إلا بعد أن يدفع الرسوم كاملة، هذا إذا لم يكن صاحب المدارس مقدرا لحالة الطالب الذي يدرس عنده وليس لديه نية للصبر على ظروفه، وقد يقول قائل وهل المدارس الأهلية ضمان اجتماعي حتى يتم التدريس فيها مجانا، أو تكون الدراسة فيها بالديون وهو ما لا تتقبله كل مدرسة تسعى لكسب الرزق من جراء التعليم وهذا المجال الذي تزاوله، وأقول إنها وجهة نظر سليمة وأحترمها، وهي قد تفتح أبوابا لآخرين، لكن باستطاعة المدرسة معالجة ذلك بعدة طرق، ومنها تأخير تسليمه النتيجة كما ذكرت مسبقا خصوصا إذا كان طالبا مميزا ومتفوقا دراسيا كحال هذا الطالب الذي أكتب عن مشكلته، ولم يجبره على المدرسة الأهلية إلا الحصول على أعلى الدرجات للاهتمام الكبير فيها بالطلاب عن المدارس الحكومية، والأب إذا كان وجد فرصة تدريس ابنه في مدارس سعودية حكومية ما كان ينبغي له تركها وإدخال ابنه في مدارس أهلية، وهذا كان نقاشي معه فيه عندما نقل لي معاناته، ولكنه تعذر بتوقف عمله السابق في عدم الإيفاء بتسديد الرسوم المستحقة على تدريس ابنه، وعدم وجود دخل لديه في الوقت الحاضر لأسباب لا يتسع المجال لسردها وليس هذا مكانها، وبغض النظر عن حل مشكلة هذا الرجل والمبلغ المستحق على تدريس ابنه في المدرسة، إلا أنني أتناولها من جوانب إنسانية ومن دوافع حق المسلم على المسلم في هذا الدين العظيم الذي يحثنا على التواد والتراحم يقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، وعموما أحببت أن أنقل هذه المشكلة وهي في يقيني أنها متأصلة في وسط المدارس الأهلية التي هي في حاجة لحل جذري، وحتى يعود هذا الطالب إلى مدرسته ويشعر بتلاحم المجتمع المسلم في مثل هذه المواقف، فإن لسان حاله وأمثاله هو الرضا بالوضع الحالي حتى يستجد مستجد في حياة أولياء أمورهم، لكي يعودوا لمقاعد الدراسة وينجوا من إعادة السنة مرة أخرى بعد دفع رسومهم، وبودي من هذا الأخ وأمثاله مستقبلا ألا يقدموا على إدخال أبنائهم مدارس باهظة في رسومها، حتى لا يكون ذلك مؤثرا في مستقبل أبنائهم، أسأل الله للجميع التوفيق في دينهم ودنياهم.