المخاوف من القطاع البنكي تعمل على تقويض الثقة بأسواق المال

المخاوف من القطاع البنكي تعمل على تقويض الثقة بأسواق المال

تعمقت المخاوف أمس من الأنباء المقلقة الآتية من قطاع البنوك في كل من بريطانيا والولايات المتحدة، وهي مخاوف فحواها أن الأزمة المالية يزال أمامها بعض الوقت، وأحدثت اضطراباً في أسواق الأسهم والائتمان على جانبي الأطلسي.
وحذر بنك برادفورد آند بينجلي، وهو أكبر بنك بريطاني يتعامل في قروض الاستثمارات العقارية بهدف التأجير، من أن ظروف التداول تزداد سوءاً، في الوقت الذي أكد فيه أنه يعتزم إصدار أسهم جديدة (مع حق الشراء للمساهمين الأصليين)، وقال إن شركة الأسهم الخاصة تكساس باسيفيك جروب ستشتري حصة مقدارها 23 في المائة.
من جانب آخر، أعلن بنك واتشوفيا عن رحيل كين تومبسون، كبير التنفيذيين في البنك، بعد أن عانى هذا البنك الأمريكي خسائر هائلة في القروض. يذكر أن إعلان وكالة التقييم الائتماني ستاندارد آند بورز أنها خفضت تقييماتها لعدد من البنوك الاستثمارية الكبيرة في الولايات المتحدة عمق من الحالة القاتمة في السوق.
في لندن هبط سعر سهم بنك برادفود آند بينجلي بمقدار 24 في المائة، في حين هبط واتشوفيا بمقدار 4 في المائة.
وتعمقت المخاوف حول آفاق الاقتصاد العالمي بفعل أحدث دُفعة من بيانات التصنيع في الولايات المتحدة وأوروبا.
وفي الولايات المتحدة، ارتفع مؤشر النشاط التصنيعي، الذي يضعه معهد إدارة العرض، ليصل إلى 49.6 في الشهر الماضي بعد أن كان 48.6 في نيسان (أبريل). يذكر أن قسماً كبيراَ من الزيادة مدفوع بالزيادة في طلبات الشراء الأجنبية.
إلا أن تقرير أيار (مايو) شهد مرور الشهر الرابع على التوالي الذي سجل فيه المؤشر رقماً دون الـ 50، وهو ما يعني تقلص الحركة.
الأمر الذي يبعث على القلق أكثر حتى من ذلك هو القفزة التي سجلها مؤشر الأسعار المدفوعة من 84.5 إلى 87.0 في أيار (مايو)، وهو الشهر الـ 17 على التوالي من الارتفاعات الشهرية في الأسعار بالنسبة لشركات التصنيع.
وقال جيمس نايتلي، من آي إن جي فاينانشال ماركتس: "يبرز التقرير ضعف النشاط المحلي، ولكنه يبرز أيضاً الطلب الخارجي النشط والقوة المتواصلة للتضخم، وهو من شأنه أن يبقي البنك المركزي الأمريكي متشدداً في نغمته".
من جانب آخر، أكد استبيان لمديري المشتريات في منطقة اليورو أن النشاط الصناعي في المنطقة يمر بمرحلة تباطؤ على نحو ملحوظ في الربع الثاني.
انخفض مؤشر أيار (مايو) لمديري المشتريات ليصل إلى 50.6 بعد أن كان 50.7 في نيسان (أبريل)، رغم أن الرقم تم تعديله من التقدير "الخاطف" عند الرقم 50.5.
وفي بريطانيا هبط مؤشر مديري المشتريات للتصنيع إلى معدل أدنى من المتوقع هو 50.5 في أيار (مايو) بعد أن كان 50.8 في نيسان (أبريل).
وقالت ميلاني بولر، وهي اقتصادية لدى موديز إيكونومي كوم: "الآفاق بالنسبة لقطاع التصنيع البريطاني مستمرة في كونها قاتمة وكئيبة".
"يبدو الأمر وكأن قطاع التصنيع سيبدأ في التقلص خلال الأشهر المقبلة، وذلك بفضل انخفاض عدد الطلبات الجديدة وأسعار المدخلات التي لا تزال على ارتفاعها".
وعلى نحو مستقل، شهدت أرقام الإقراض من البنك المركزي البريطاني انخفاض عدد القروض السكنية التي تمت الموافقة عليها إلى أدنى مستوى لها خلال نيسان (أبريل) الماضي. وعلى الرغم من الأخبار الاقتصادية الكئيبة، إلا أن من المتوقع أن يبقي بنك إنجلترا أسعار الفائدة دون تغيير عند 5 في المائة في اجتماعه المقرر حول السياسة النقدية يوم الخميس المقبل.
كذلك من المتوقع أن تظل أسعار الفائدة في منطقة اليورو دون تغيير عند 4 في المائة، في اجتماع البنك المركزي الأوروبي في اليوم نفسه.
وقال ريكاردو باربيري، من بانك أوف أمريكا: "خلال عطلة نهاية الأسبوع، استمر مسؤولو البنك المركزي الأوروبي في إبراز مخاوفهم حول التضخم وأكدوا استعدادهم لمكافحته".
خسرت أسواق الأسهم في الولايات المتحدة وأوروبا بعضاً من المكاسب التي حققتها في الأسبوع الماضي. بحلول منتصف اليوم في نيويورك انخفض مؤشر ستاندارد آند بورز 500 بمقدار 1.57 في المائة، في حين أن مؤشر فاينانشال تايمز يورو فيرست 300 لعموم أوروبا هبط بمقدار 1.1 في المائة.
وحققت الأسواق الآسيوية أداء إيجابياً أفضل من الأسواق الأخرى. في طوكيو ارتفع مؤشر نيكاي 225 بمقدار 0.7 في المائة، ليصل إلى أعلى مستوى له خلال خمسة أشهر تقريباً.
وتوسعت الفروق بين العوائد على السندات الحكومية وسندات الشركات في الوقت الذي تراجعت فيه أسواق الأسهم الأمريكية والأوروبية. ارتفع مؤشر آي تراكس، الذي يتألف في معظمه من السندات الخطرة، بمقدار 22 نقطة أساس ليصل إلى 469 نقطة أساس، وارتفع مؤشر آي تراكس أوروبا للسندات الممتازة بمقدار ست نقاط ليصل إلى 83.5 نقطة أساس. ولكن لم يحدث تغير كبير في عقود التأمين المتقابلة على الائتمان لأجل خمس سنوات في بنك برادفود آند بينجلي، حيث بلغت 175 نقطة أساس. وفي الولايات المتحدة ارتفع مؤشر سي دي إكس نورث أمريكا للسندات الممتازة بمقدار ثلاث نقاط أساس ليصل إلى 107.5 نقطة أساس.
استفادت السندات الحكومية من الحالة الضعيفة لأسواق الأسهم. هبط العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات بمقدار تسع نقاط أساس ليصل إلى 3.98 في المائة، بعد أن وصل في الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى له خلال العام. وفي ألمانيا هبط العائد على سندات الحكومة الألمانية بمقدار سبع نقاط أساس ليصل إلى 4.38 في المائة.
وكان الجنيه الاسترليني أبرز عملة في أسواق العملات، في الوقت الذي تسببت فيه المخاوف المتجددة حول آفاق الاقتصاد البريطاني في دفع الاسترليني بحدة إلى الأدنى. وشهد الدولار ارتفاعاً متواضعاً أمام اليورو.
في سوق السلع شهد النفط جلسة أخرى اتسمت بالتقلب الكبير. في البداية تسبب الوضع المتماسك للدولار بإرسال سعر النفط الخام إلى مستوى متدن في حدود 125 دولاراً للبرميل، رغم أنه ارتد إلى الأعلى بحلول منتصف اليوم في نيويورك ووصل إلى 129 دولاراً للبرميل.

الأكثر قراءة