الشيخ خالد الخليوي: انتشار الإسلام بأقلّ الجهود وأيسرها خلف هجمة الدنماركيين على نبي الرحمة
أكد الشيخ خالد الخليوي الداعية الإسلامي أن أعظم سبب لما قامت به تلك الحثالة من سبّ النبي, صلى الله عليه وسلم, هو البغض الشديد من بعضهم لديننا الإسلامي ولأهله المنتسبين إليه، ومحاولة ترجمة هذا البغض إلى واقع عملي يُؤذون من خلاله المسلمين، ويصدون عن سبيل الله تعالى.
فهم يرون الإسلام ينتشر بأقلّ الجهود وأيسرها ويشاهدون في المقابل ديانتهم وهي تسقط وتتهاوى مع عظيم الجهود المبذولة والمبالغ المدفوعة والبرامج المقامة.
وهذا بدوره قد ولد حسداً شديداً للمسلمين في قلوبهم "ود الذين كفروا من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم" البقرة (109).
وما هذه السخرية بنبينا, صلى الله عليه وسلم, إلاّ امتداد لأسلافهم من بني إسرائيل الذين سخروا بأنبيائهم واستهزأوا بهم, بل قتلوهم وقد قال الله, عز وجل, للنبي, صلى الله عليه وسلم, في حياته: "ما يقال لك إلاّ ما قد قيل للرسل من قبلك، إن ربّك لذو مغفرة وذو عقاب أليم" فصلت (43).
وقال كذلك عن بني إسرائيل "فبما نقضهم ميثاقهم، وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق، وقولهم قلوبنا غلف، بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلاّ قليلا" النساء (155).
وهؤلاء الذين قاموا بهذا الجرم الكبير جمعوا بين التطرّف والسّفه والحقد الشديد على الإسلام وأهله، فهذا كله أثمر تلك الرسوم الساخرة والمسابقات اللئيمة، "قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر" آل عمران (118).
ولو أنهم عقلوا لعلموا أن سبّهم محمدا, صلى الله عليه وسلم, يعني بالضرورة سبّهم عيسى ـ عليه السلام ـ الذي جاء مبشراً برسالة محمد عليه ـ الصلاة والسلام "وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد" الصف (6).
أما عن عودتهم في إثارة القضية مرة بعد أخرى فإني أقول: ليس هذا بمستغرب عليهم لأنهم يسيرون وفق منهج ثابت في عداوتهم للإسلام وأهله وقد أخبر الله تعالى عن هذه الحقيقة بقوله: "ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا", وقال كذلك "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملّتهم" البقرة (120).