ترقب لنتائج جولة خليجية حاسمة لاتفاقية التجارة الحرة مع أوروبا غدا في بروكسل
يترقب خبراء الاقتصاد الخليجيون ونظراؤهم الأوروبيون نتائج جولة جديدة من المداولات الأوروبية الخليجية ستجرى غدا في مقر المجلس الوزاري الأوروبي في بروكسل، يتوقع أن تكون الحاسمة حيال اتفاق للتجارة الحرة بين الطرفين، خاصة بعد أن دخل هذا المشروع مرحلة من الغموض الذي بات يلف مصيرها.
ويأمل الطرفان أن تمثل هذه المداولات ـ التي تتم بحضور ممثلي الطرفين على مستوى كبار الموظفين والخبراء ـ آخر جولة من المفاوضات الفنية قبل البت وعلى المستوى السياسي هذه المرة في اتفاقية التبادل الحر المطروحة بين الطرفين منذ عام 1990 وباتت قاب قوسين أو أدنى من التوقيع عليها. كما أكد الجانبان أن الفرصة مواتية للتوصل إلى اتفاق بشأن التجارة الحرة، وأعربا عن أملهما في التوصل إلى اتفاق نهائي للمواضيع العالقة خلال هذه الجولة لما لهذه الاتفاقية من انعكاسات إيجابية كبيرة على تطوير العلاقات الاقتصادية بين دول مجلس التعاون من جهة ودول الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى.
وأوضح عبد الرحمن بن حمد العطية الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج، أن وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ونظرائهم في دول الاتحاد الأوروبي يولون مسألة اتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين أهمية قصوى. وقال العطية في تصريح صحافي لدى مغادرته الرياض أمس متوجها إلى بروكسل للمشاركة في الاجتماع الثامن عشر للمجلس الوزاري الخليجي الأوروبي المشترك المقرر عقده في بروكسل غدا، إن وزراء الخارجية من الجانبين قد أنهوا مجمل القضايا التي تم التفاوض عليها، وأن دول مجلس التعاون الخليجي بذلت جهوداً كبيرة لإنهاء المفاوضات، معرباً عن أمله في أن يتم تحديد موعد للتوقيع على الاتفاقية خلال اجتماع بروكسل الوزاري. كما أعرب عن تطلعه إلى أن تحقق الاتفاقية الأهداف المنشودة لكلا الطرفين، وأن تؤدي إلى تعديل ميزان التجارة بين الجانبين الذي يميل بشكل كبير لمصلحة الاتحاد الأوروبي.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي "لقد آن الأوان للتوصل للصيغة النهائية في سبيل إقرار الاتفاقية والتوقيع عليها بعد أن قام الاتحاد الجمركي في دول المجلس عام 2003، وانطلقت السوق الخليجية المشتركة بداية هذا العام". وأوضح أن حركة الاستثمار في القطاعات الاقتصادية وتوسعها تشجع على تعزيز استثمارات الدول الأوروبية في دول المجلس وبخاصة أن دول المجلس قد عمدت إلى تحسين بيئة الاستثمار فيها وجعلها أكثر جاذبية من خلال التشريعات، كما فتحت أبواب الاستثمار في المجالات جميعها بما فيها تلك التي كانت مقتصرة على المواطنين، إضافة إلى أن دول المجلس تسعى إلى التعاون مع دول الاتحاد الأوربي في مجالات أخرى مثل البحث العلمي ونقل التكنولوجيا وزيادة التفاعل بين فعاليات القطاع الخاص في المنطقتين.
وشدد العطية على أن الوقت قد حان للانتقال من التمنيات ذات الطابع الإيجابي إلى ترجمة عملية لذلك على أرض الواقع من خلال الإسراع بتوقيع اتفاقية التجارة الحرة بين الطرفين الخليجي والأوربي دعماً للعلاقات بينهما ولاسيما أن المفاوضات أضحت منتهية في معظم القطاعات والأنشطة. يذكر أن دول مجلس التعاون الخليجي قد أنهت المفاوضات الخاصة بالتوصل إلى اتفاق لتحرير التجارة مع كل من سنغافورة ورابطة التجارة الحرة الأوروبية "افتا"، كما يجري التفاوض مع دول ومجموعات أخرى لتحرير التجارة معها.