قطع السيارات "الاستهلاكية".. سلع تفقد هيبتها بسبب التقليد!

قطع السيارات "الاستهلاكية".. سلع تفقد هيبتها بسبب التقليد!

تعد قطع السيارات الاستهلاكية مثل "السيفون، فحمات الفرامل، فلتر الهواء" من الأمور المهمة التي يحرص كثيرون على تغييرها بشكل مستمر، لأهميتها البالغة التي تحدد استمرار إمكانيات المركبة مع مالكها، وعدم تعريضه للخطر، لذلك وكحال كل السلع الاستهلاكية فإن الحاجة الملحة والمتواصلة تسمح بالتلاعب والاستغلال بالنفاذ من خلال ضعاف النفوس.
أضحى استبدال قطع الغيار الأصلية بالتقليد ظاهرة تزعج كثيرين، وتؤثر في الاقتصاد المحلي بشكل كبير، رغم السعر الزهيد المقدم عن السلعة المقلدة مقارنة بالسلعة الأصلية التي يقدمها وكيل المصنع، مستغلاً جهل المستهلك المسكين الذي لا يجد في هذا الوقت من يستطيع مساعدته في وقت حاجته، وفي الآونة الأخيرة انتشر هذا التلاعب في محلات تغيير الزيت التي لا تخضع إلى رقابة من قبل الجهات المسؤولة، العاملون في هذه المحال نسبة كبيرة منهم انتهجوا استغلال الزبائن مستعينين بقلة خبرة الزبائن، ليوهموه أنه سيشتري قطعا أصلية وهي في الحقيقة قطع مقلدة.
من أبرز هذه السلع المقلدة فلتر الزيت (السيفون)، إذ يعتبر من الأجزاء المهمة داخل المركبة، ويعمل على تنقية الزيت من الشوائب قبل دخوله إلى الماكينة، وبالتالي ضمان استمرار عملها على أكمل ما يرام، وهذا الأمر سوغ لبعض محال تغيير الزيوت التلاعب بتقديم فلاتر مقلدة بأسعار مقاربة لأسعار الفلاتر الأصلية الموجودة في وكالات السيارات، ويبيعونها على أنها أصلية، مما قد يؤثر في عمل المحرك وجودته، وبالتالي تعطيلها بعد فترة من الزمن.
المفارقة أن سعر الفلتر الأصلي الموجود في وكالات السيارات (للسيارات المتوسطة) هو 15 ريالا، بينما يباع الفلتر غير الأصلي في ورش الزيوت بسعر 25 ريالا، يقول مفلح الدوسري إنه قرأ كثيرا عن هذه المشكلة في منتديات الإنترنت، وعندما زار أحد محال قطع الغيار الأصلية، وسأل للعامل الموجود هناك، أشار إليه بترك الفلاتر الموجودة في ورش تغيير الزيوت، لأنها تعرض عادة الفلاتر غير الأصلية، مؤكدا أنه عندما ذهب بعد ذلك لإحدى محال تغيير الزيت ومعه الفلتر الأصلي، وطلب تغيير الفلتر بفلتر أصلي، فأحضر العامل فلترا مشابها له. وأكد الدوسري أن العامل المسؤول عن تغيير الزيوت بدا مرتبكاً، عندما علم بما يدور في داخلي، ولم يجد أمامه سوى مقولة "نحن نبيع فلتر أصلي ولا تحاول أن تطيل الحديث معي"!
عبد الرحمن العويرضي شدد على ضرورة مراقبة محال تغيير الزيوت وقال لم يقف الأمر عند فلتر الزيت (السيفون) فقط، بل حتى فلتر الهواء يشهد تلاعبا في أسعاره، وأضاف سعر فلتر الهواء في وكالات المركبات 25 ريالا، بينما يباع في الورش فلتر آخر غير الأصلي بسعر 25 ريالا أيضاً، مشيراً إلى تعدد الأسباب والهدف واحد وهو جيب المستهلك ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وقد أثبتت دراسة حديثة أن غالبية المحركات حديثة التصميم تحتوي على ذلك النوع من الفلاتر المسمي بفلتر التدفق الكامل، وفي هذا النوع الشائع يتم تدفق كل زيت المحرك المندفع من مضخة الزيت إلى الفلتر ليتم تنقيته وتصفيته من الشوائب العالقة به قبل أن يصل الزيت الي أجزاء المحرك المختلفة. وأثبتت الدراسة أيضا أنه باستخدام فلتر الزيت لعدة شهور أو عدة آلاف من الكيلومترات فإن مسامية أجزائه الداخلية تقل مع مرور الوقت وذلك بسبب تأثير تراكم الذرات والجزئيات والعوالق والرواسب المختلفة، الأمر الذي تقل فيه كفاءة أدائه مع الوقت مما يحتم عملية استبداله بآخر جديد، ويفضل أن يراعى دائماً تغيير زيت المحرك مع عملية تغيير الفلتر حتى لا يستخدم الفلتر الجديد مع الزيت المستعمل والذي يحتوي على العديد من الرواسب مما يقلل من كفاءة الفلتر نفسه، وأشارت الدراسة أيضاً إلى أن العمر الافتراضي التقريبي لفلتر الزيت الأصلي وغير مقلد هو في حدود ستة أشهر أو ما يوازي عشرة آلاف من الكيلو مترات.

الأكثر قراءة