رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


جامعة الأميرة نورة .. إنجاز يحتذى في تميز التخطيط والتصميم

كتبت يوم أمس عن توجيهات خادم الحرمين للمجهودات التي بذلت لإخراج وتصميم وتخطيط جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن للبنات بمدينة الرياض. وولادة المدينة الجامعية للجامعة الحكومية الأولى المخصصة للبنات، والتي ستقام على أرض مساحتها ثمانية ملايين متر مربع وستبلغ مسطحات مبانيها قرابة ثلاثة ملايين متر، هذا المشروع هو ولادة لمشروع عملاق يجعل الفتاه السعودية على حد سواء مع أخيها الفتى في مجال التعليم. ليس ذلك فحسب بل إن الجامعة ستوفر فرص عمل ووظائف لجيل كبير ممن تخرجوا من قبل أو سيتخرجون مستقبلاَ للمساهمة في تنمية المجتمع وتربية أبنائه. فالمشروع بتميزه كصرح تعليمي أصبح قاعدة اقتصادية للمدينة يدر فرص العمل للمواطنين وللنشاطات التجارية التي تعتمد عليه مثل الطباعة والتغليف والتصوير والمطاعم والوحدات السكنية التي ستقام حوله. وكذلك يساعد على تطوير الأبحاث والدراسات للمرأة. وقد يتطور مستقبلاَ ليصبح صرحا ومؤسسة علمية رائدة تستفيد من الاستثمار في مجالات الأبحاث والتطوير للمرأة العربية والإسلامية. وقد يكون هناك نوع من اللبس فيما أشرت إليه في مقالي السابق فأنا في الحقيقة أعتبر هذا الإنجاز مفخرة للمرأة السعودية والمرأة الإسلامية. كما أن هذا الإنجاز يجب أن يكون مثال نحتذي به في التخطيط والتصميم لحرم أي جامعة مستقبلية للفتاة. وأن تمسح المجهودات التي بذلت لهذا الصرح جميع التجارب الهزيلة السابقة وألا يصبح لدى المسئولين عن تلك التجارب السابقة مثل جامعة الرياض للبنات وغيرها أي عذر في الإبقاء على المظهر الحالي والشكل المعماري الهزيل لجامعة الرياض التي تقع على تقاطع الطريق الدائري الشرقي مع طريق الإمام سعود ( الجامعة) بمدينة الرياض.
لذلك فإن هذه التجربة المتميزة والمبدعة يجب أن تكون مثالا يحتذى به وألا يتم التنازل عن أقل من هذا المستوى لحرم أية جامعة للبنات مستقبلاَ. فالمباني الحالية لجامعة الرياض للبنات هي نفس الطراز السابق لمباني الرئاسة العامة لتعليم البنات وهو يسيء لمظهر المدينة ويقتل روح الإبداع حتى لمرتاديها من الطلاب أو الزوار. وهو نمط بناء تجاري وتقليدي أكل الدهر عليه وشرب. أسوار ومبان متفرقة وصناديق ليس بها من الإبداع شيء. كأنها ملاحق خدم أو كراجات. وأسوار وبوابات للدخول والخروج غير متناسقة ولا تنم عن مبنى جامعي.
لذلك فإن الطريق ممهد الآن لجامعات البنات للاستفادة من تخطيط وتصميم جامعة الأميرة نورة. فهي تقع على تقاطعين مهمين أحدهما يأتي بضيوفنا والزوار المهمين من المطار والآخر يؤدي إلى جامعة الملك سعود. وموقعها يتوسط مباني متميزة مثل مبنى سابك وجامعة الإمام محمد بن سعود. وهي في منطقة مركزية للنمو المستقبلي للمدينة وقد تصبح ضمن أو حتى جنوب وسط المدينة مستقبلاَ بسبب النمو والزحف العمراني. لذلك فهي فرصة لأن تكون حرما جامعيا آخر في هذا الموقع المتميز من المدينة وأن يكون إضافة معمارية لها وأن تكون مدينة جامعية متكاملة وبتخطيط حديث وسليم يراعي التراث العمراني والعادات والتقاليد السعودية.
وبقدر ما أهنئ المسؤولين الذين بذلوا الجهود العملاقة للخروج بهذه المفخرة فإنني أهنئ الفتاة والمرأة السعودية على هذا الاهتمام والتميز التي حظيت به. ولعلها ترد الجميل بالمثابرة والتحصيل الجاد. فتعليم المرأة لدينا أصبح نموذجا منفردا ومتميزا يحقق آمال المرأة وتطلعاتها في الوقت الذي يحافظ فيه على تمسكها بطبيعتها التي فطرها الله عليها والشريعة الإسلامية التي كرمت المرأة وأعلت شأنها وأوصت بتعليمها خاصة وهي تخوض عصر المعلوماتية والتقنية لتكون أكثر قدرة على تربية أبناء المستقبل.
إن وضع حجر الأساس للجامعة يجب أن يؤخذ على أنه اهتمام واضح بالتعليم الجامعي لبناتنا وأخواتنا وأمهاتنا. وهو تدشين لمرحلة تاريخية أساسية من خطة التعليم العالي للمرأة السعودية، فالجامعة تضم مباني إدارية التي تشمل مباني وتجهيزات إدارة الجامعة والمكتبة المركزية ومركز المؤتمرات، والمنطقة الأكاديمية تشمل مباني وتجهيزات لأكثر من 15 كلية في مختلف التخصصات النظرية والعلمية والتقنية، ومستشفى تعليميا عاما وكبيرا لعدد 700 سرير في جميع التخصصات الطبية مع المختبرات الجامعية. ومنطقة للأبحاث تابعة لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية. وثلاثة مراكز أبحاث علمية متخصصة في تقنية النانو والمعلومات والعلوم الحيوية. إضافة إلى المنطقة السكنية لمنسوبي الجامعة وهيئة التدريس وعوائلهم وسكن الطالبات، كما تضم المنطقة مسجداً وجامعاً ومرافق ترفيهية متكاملة ومغلقة، ومرافق ترفيهية متكاملة ومغلقة خاصة بالطالبات.
هذا الإبداع المتميز لجامعة الأميرة نورة يجعل الجميع أمام المحك وأن الجامعات الأخرى يجب أن تبذل مجهودات كبيرة لتبني الأسس والهيكلة التنظيمية والتجارية والاستثمارية لتنافس تلك الجامعة الحديثة.
إنه من باب التكريم لخادم الحرمين وراعي تلك المسيرة وتوجيهاته الكريمة أن نرد الجميل ونكون على مستوى التشريف للمليك وللوطن ولبناتنا وأخواتنا وخالاتنا وعماتنا وأمهات أبناء أبنائنا في المستقبل.

مستشار تخطيط عمراني وحضري

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي