خبراء يتوقعون استمرار النمو الاقتصادي في الخليج

خبراء يتوقعون استمرار النمو الاقتصادي في الخليج

توقع خبراء عرب اليوم الثلاثاء عدم حدوث تغير في معدلات النمو الاقتصادي في دول الخليج شريطة عدم وقوع مواجهة عسكرية واسعة النطاق في المنطقة.
وأوضح خبراء ماليون ومجموعة من كبار المديرين في حلقة نقاشية في اليوم الأخير من المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع شرم الشيخ أن الطلب على النفط أو أسعار الطاقة المرتفعة لن يتغير على المدى المتوسط وهو ما يشكل "وسادة مريحة" للاقتصاديات في دول الخليج التي تحظى من خلال هذا بالسيولة الكافية لتنفيذ مشاريعها الكبرى المخطط لها.
وقال ناصر الشيخ رئيس مجلس إدارة شركة "أملاك" للتمويل العقاري الإماراتية إن دول الخليج استثمرت أموالها في الخارج وتحديداً في الولايات المتحدة خلال فترة الانتعاش النفطي الأخير مؤكداً "الأمر يختلف اليوم إذ سيتم استثمار الجزء الأكبر على المستوى المحلي".
واتفق المشاركون في الحلقة النقاشية في شرم الشيخ على أن المزيد من تدهور الأوضاع في العراق أو اشتعال الوضع في لبنان من شأنه إلحاق الضرر في التنمية الاقتصادية في دول الخليج وأكدوا في الوقت نفسه أن الخطورة الأكبر تتمثل في وقوع مواجهة عسكرية بين أمريكا وإيران.
وارتفعت خلال المؤتمر الأصوات التي طالبت كبار المديرين باتخاذ إجراءات فعالة للتصدي لارتفاع أسعار المواد الغذائية مؤكدين أن هذا الارتفاع في الأسعار يقلل من قدرة دول الخليج على جذب العمالة القادمة من دول فقيرة والتي تحصل على أجور متدنية.
وكشف تقرير دولي صدر قبل أيام أن الناتج المحلي الإجمالي لدول الخليج مجتمعة سيخترق حاجز التريليون دولار خلال العام الحالي لأول مرة في تاريخ المنطقة، مبيناً أن اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي ستمثل نصف الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأكد التقرير الصادر عن صندوق النقد الدولي أن التوقعات القصيرة الأجل بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عموماً لا تزال إيجابية رغم التوقعات بهبوط الاقتصاد العالمي، لكنه حذر من أن هذا التطور المواتي يتوقف على مواصلة الحكومات جهودها المبذولة لضبط أوضاع المالية العامة وإجراء إصلاحات هيكلية، والعمل على احتواء الضغوط التضخمية المتصاعدة.
وأفاد تقرير آفاق الاقتصاد الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، أنه رغم توقعات تراجع الاقتصاد العالمي إلى 3.7 في المائة العام الحالي، لكنه يتوقع أن يصعد النمو الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى 6 في المائة العام الحالي. وقال محسن خان، مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في الصندوق "لا تزال آفاق المدى القصير مواتية إلى حد كبير في المنطقة التي تختص بشؤونها إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى".
فبالنسبة للمنطقة ككل، يُتوقع أن يبلغ نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي أكثر من 6 في المائة. وفي هذا الإطار، من المتوقع أن يصعد متوسط نمو اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي إلى 6.1 في المائة العام الحالي من 5.6 في المائة عام 2007، مبيناً أن قطر ستسجل أعلى معدلات نمو في المنطقة عام 2008 حيث سيبلغ 14.2 في المائة. وفي السعودية، يتوقع الصندوق أن يرتفع معدل النمو الاقتصادي إلى 4.8 في المائة مع نهاية العام الحالي من 4.1 في المائة عام 2007 مدعوما بارتفاع أسعار النفط، حيث يتوقع أن يبلغ متوسط البرميل الواحد 95 دولاراً.
وكشف التقرير أن الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سيرتفع إلى 2.152 تريليون دولار، العام الحالي من 1.745 تريليون دولار سنة 2007، مشيراً إلى أن الناتج المحلي الإجمالي لدول مجلس التعاون الخليجي سيخترق حاجز التريليون دولار لأول مرة في تاريخه.

الأكثر قراءة