رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


أوباما والبيت الأبيض

[email protected]

تغوص أمريكا في وحل المشكلات المالية التي هي من صنع أيدي بعض أبنائها وبجانب العوم في بحر هذه المشكلات تطغى الانتخابات في الوقت الحاضر على بعض تفكير المواطن الأمريكي بين سياستين وحزبين ـ من الواضح أن باراك أوباما مرشح الحزب الديمقراطي يتجه بقوة إلى بوابة البيت الأبيض إن لم تحدث بعض المفاجآت التي لم تكن في الحسبان ـ فقد اقتنع الكثير من الشعب الأمريكي بأهمية وصحة التغيير ـ فالتقدم المذهل الذي حققه المرشح باراك أوباما سواء في المناظرات التليفزيونية الثلاث أو حتى على مستوى قدراته الشخصية البالغة التي جعلته يصل إلى عقول الكثير من الشعب الأمريكي سواء كانوا من أصل إسباني أو إفريقيين أمريكان أو بيضا غير متعنصرين لأصلهم وعرضهم والعالم العربي يملك الكثير من التفاؤل في قدرات هذا الرئيس على إزالة الأثر السيئ الذي تركته سياسة المحافظين الجدد الذين اختطفوا السياسة الأمريكية خلال حكم الرئيس بوش مستغلين ضعف قدرات الرئيس بوش السياسية ومحدودية تجربته العالمية مما أتاح الفرصة لهم بقيادة الثعلب ديك تشيني الذي قاده الطموح الشخصي والطمع أن يخلده التاريخ كأقوى نائب رئيس أمريكي في التاريخ ـ وساندته في ذلك عصابة الشر سيئ الذكر وزير الدفاع السابق رامسفيلد وبول وولفويتر ـ ريتشارد بيرل ـ ايليوث ابرامز ـ دوغلاس فايث ـ جون بولتون ـ وأيا كان الفائز في الانتخابات فإن الإدارة الأمريكية القادمة تواجه جدولاً مليئا بالالتزامات والاختناقات الاقتصادية والمالية والسياسية ومنها على سبيل المثال لا الحصر التالي:

الأزمة المالية
أخلت الأزمة المالية التي ضربت عواصفها السوق الأمريكية المالية والمؤسسات المالية بعد سقوط بنك ليمان براذرز وضعف المستوى الائتماني لبنوك مالية ذات مراكز قيادية في السوق الأمريكية مثل بنك مورجان ستانلي وميريل لنش وشركة AiG للتأمين وبنوك صغيرة أخرى إضافة إلى وكالة فاني ميري وفريدي ماك لقروض الإسكان وسعت أمريكا حثيثة إلى ضخ ما يقارب سبعمائة مليار دولار في المؤسسات المالية التي ضعفت مراكزها المالية وضعفت قدراتها الائتمانية وكان قائد هذه المجموعة بنك سيتي بنك الذي حصل على نحو خمسة وعشرين مليارا دعماً كأحد أكبر البنوك الأمريكية.

السياسة
سيرث الرئيس الجديد طبقاً مليئاً بالمشاكل السياسية ويأتي في مقدمتها تحسين الصورة الأمريكية لدى كثير من الدول التي أصبحت تنظر بشك وريبة للسياسة الأمريكية في مناطقها وسياسة العصا الغليظة وحروب الاستنزاف المالي والسياسي في العراق وأفغانستان وترويض الخارجين على الطاعة في أمريكا اللاتينية مثل فنزويلا وكوبا وبوليفيا والدومنيكان وهندوراس ونيكاراجوا وغيرها ـ كما أن باكستان في وضعها الاقتصادي المتردي والتغيير في قياداتها السياسية قد يدخل القوات الأمريكية في قنوات أخرى من الاستنزاف العسكري بسبب قرب إفلاس الخزانة الباكستانية مما قد يضعف قدرات الجيش الباكستاني في إدارة الحرب على الحدود مع أفغانستان بالوكالة عن أمريكا إذ إن دافع الضرائب الأمريكي وهو يدفع الآن نحو سبعمائة مليار دولار دعماً للبنوك وستمائة مليار دولار أنفقت على حرب العراق وأفغانستان وقتل ما يزيد على أربعة آلاف جندي أمريكي ـ كما أن الحرب في أفغانستان تزداد حدتها وها هي حكومة كرزاي تطلب تدخل المملكة لدى طالبان للمفاوضات وكان القائد الإنجليزي في أفغانستان والسفير البريطاني جيرار شيدر الذي عمل في المملكة العربية السعودية سابقاً يشعر بصعوبة إحراز انتصار عسكري لقوات حلف الأطلسي في أفغانستان ـ كما أن غارات الطائرات الأمريكية دون طيار المستمرة على الحدود الباكستانية تحصد مزيداً من أرواح الأبرياء من الباكستانيين والأفغان مما يؤلب الشعب على الحكومة الضعيفة لزرداري وهناك هموم الشرق الأوسط وإيران وكوريا الشمالية وخوف الإدارة الأمريكية من هذه الدول ـ وفي الوقت الذي تتقدم استطلاعات الرأي برؤية متواصلة بأن أوباما يتقدم على منافسه ماكين بنقاط عدة وستوضح الانتخابات التي ستجري غداً مدى صدق هذه الاستطلاعات وكانت في الماضي مؤشراً يعتمد عليه في تفوق الرئيس بوش سابقاً والرئيس كلينتون ـ ويحظى باراك أوباما بتأييد الكثير من رجالات الحزبين وقد جاء الدعم الذي قدمه أخيرا على طبق من ذهب كولن باول وزير الخارجية السابق ورئيس الأركان زخماً قوياً لدعم أوباما ـ إن جدول أوباما سيكون مليئاً بالتحديات داخلياً وخارجياً في مجالات متعددة ويأتي في مقدمتها الهموم الداخلية ومنها الخفوضات الضريبية ـ والرعاية الطبية ومشكلة الفقر الذي ازدادت حدته ودخل أكثر من 45 مليون أمريكي إلى هذه الدائرة ـ الدين القومي الكبير الذي تم رفع سقفه إلى عشرة تريليونات دولار ـ والهجرة الكبيرة من دول الجوار خاصة المكسيك ـ لقد دخلت الانتخابات الأمريكية مرحلة الضرب تحت الحزام وهي المرحلة الأخيرة دائماً في الانتخابات انطلاقاً من سياسة (مادون الحلق إلا اليدين) فها هو المرشح الجمهوري يعود إلى دفاتره القديمة في اتهام أوباما بأنه عربي مسلم وأنه غير أمريكي أصلاً لأنه ولد في جزيرة هاواي وصديق للمتطرف وليم ايرز وراعي الكنيسة في شيكاغو المتطرف وعلاقاته أيضا مع الدكتور رشيد الخالدي البروفيسور الأمريكي من أصل فلسطيني والمحاضر في الجامعة والمتهم بأنه ممثل منظمة التحرير الفلسطينية ويرتبط بعلاقة صداقة وطيدة مع أوباما فهم لم ينظروا إلى جنسيته الأمريكية ولكنهم نظروا إلى أصله الفلسطيني.
إنني أضم صوتي غير المسموع والمسموح به لإعطاء أوباما مفتاح البيت الأبيض والمكتب البيضاوي وعسى أن يخرج إلينا بتصور مناسب للتعامل مع الدول الصديقة مثل المملكة التي أرهقها التعامل الأمريكي المتعجرف سابقاً والسير معها حثيثاً لحل مشاكل المنطقة وعلى رأسها قضية فلسطين وانتشار السلاح النووي في المنطقة ومد يد العون للدول الإسلامية والصديقة والانطلاق إلى آفاق مستقبل التقدم والازدهار بعد أن أضعفت الحروب المتتالية والمشاكل الاقتصادية المتوالية وضع هذه الدول وشغلتها في نفسها وإذا سقط ماكين فإن عدة عوامل أسهمت في هذا السقوط عجرفته الشخصية والمشاكل المالية وسيرة الحزب الجمهوري وطيبة الذكر نائبة الرئيس سارة بالين أعني ربما كانت حجر الأساس في هذا السقوط .
والله الموفق ,,

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي