الكتب الإدارية: خداع للقراء بالأوهام وهالات النجاح!

الكتب الإدارية: خداع للقراء بالأوهام وهالات النجاح!

يستعرض الكتاب أمثلة من كبريات الشركات العالمية العاملة في مختلف المجالات، خاصة مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ليدلل على انتشار تأثير الهالة ويقلل من شأن وفائدة العديد من الكتب الإدارية الأكثر مبيعا.

يقوم الكتاب على أساس افتراض وجود الكثير من الأوهام التي تؤثر في تشكيل التفكير الإداري. وتتضمن بعض الأخطاء في منطق التفكير أو الأحكام الخاطئة التي تلقى على عواهنها وتؤثر سلبا في عملية التفكير في الأسباب الحقيقية وراء أداء الشركة. يكشف الكتاب أكثر هذه الأوهام وجودا في عالم الشركات.
يمتد تأثير هذه الأوهام إلى الكثير من المطبوعات والأبحاث الأكاديمية الخاصة بالتجارة وإدارة الأعمال، وكذلك الكثير من أفضل الكتب مبيعا التي تهدف إلى كشف أسرار النجاح أو الطريق إلى تحقيق التفوق.
يدعي مؤلفو هذه الكتب أنها مبنية على التفكير العلمي، بينما هي في الواقع تعتمد أساسا على حكاية الروايات. وبالتالي فهي تقدم للقراء راحة البال ولكنها تخدع المديرين وتقدم لهم صورة غير حقيقية عن طبيعة النجاح الإداري.
يبيّن الكتاب أن تأثير هالة النجاح يعد من أكثر الأوهام إقناعا، ويحدث هذا التأثير عندما ترتفع مبيعات وأرباح إحدى الشركات، إذ يفترض الناس عادة في هذه الحالة أنها تتبع استراتيجية ذكية وأن وراءها قائدا ذا رؤية ثاقبة وموظفين في غاية الكفاءة وتسودها ثقافة مؤسسية رائعة.
وفي المقابل عندما يتعثر أداء هذه الشركة يفترض الناس أن الاستراتيجية التي تتبعها كانت سيئة، ويجزمون أن قائدها أصابه الغرور، وأن العاملين فيها أصابهم الرضا عن الذات بالخمول، وأن ثقافتها المؤسسية صارت راكدة وتحتاج إلى التجديد، بينما في الواقع يكون التغيير الذي حدث ضئيلا للغاية، لكن تحسن أداء الشركة صنع حولها هالة من النجاح شكلت الطريقة التي يرى بها الناس ويدركون استراتيجيتها وقادتها والعاملين بها وثقافتها وكل ما يتعلق بها.
يستعرض الكتاب أمثلة من كبريات الشركات العالمية العاملة في مختلف المجالات، خاصة مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ليدلل على انتشار تأثير الهالة ويقلل من شأن وفائدة العديد من الكتب الإدارية الأكثر مبيعا.
إضافة إلى تأثير هالة النجاح، يتناول الكتاب تأثير ثمانية أوهام أخرى شهيرة، من بينها:
* وهم الأداء المطلق: فالواقع أن أداء الشركة يقاس نسبة إلى أداء الشركات المنافسة، وبالتالي لا يكون مطلقا أبدا وهذا هو السبب في أنه لا يمكن ضمان النجاح في حالة اتباع وصفة معينة للنجاح، فالنجاح يأتي من الأداء الأفضل من المنافسين، ما يعني أنه يظل على المديرين تحمل المخاطرة.
* وهم البحث الدقيق: يمتدح الكثير من مؤلفي الكتب الأكثر مبيعا أنفسهم على الكم الهائل من البيانات الذي قاموا بتجميعه، ولكنهم ينسون أن هذه البيانات قد تكون غير صحيحة أيا كان حجم هذه البيانات ومهما كانت طرق البحث تبدو متطورة.
* وهم التفسير الوحيد: تشير العديد من الدراسات إلى أن عاملا معينا مثل ثقافة المؤسسة أو المسؤولية الاجتماعية أو التركيز على العملاء هو السبب في تحسن أداء الشركة. ولكن نظرا لأن العديد من هذه العوامل مرتبطة ببعضها يكون تأثير كل منها على حدة عادة أقل مما تشير إليه هذه الدراسات.

Title: The Halo Effect: ... and the Eight Other Business Delusions That Deceive Managers
Author: Phil Rosenzweig
Publisher: Free Press
ISBN-10: 0743291255
February 2007
Pages: 256

الأكثر قراءة