جامعة نورة

[email protected]

خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله عندما رفض إطلاق اسمه على الجامعة في الرياض وأطلق اسم نورة بنت عبد الرحمن لم يكن وفيا مع رموز بلادنا فحسب، بل هو يعمق المكتسبات التي حصلت عليها المرأة تباعا في مجتمعنا.
نورة بنت عبد الرحمن تستحق أن يوضع اسمها على أحدث وأكبر جامعة للبنات يطلقها الملك عبد الله للقرن الحادي والعشرين، فالأميرة نورة كانت الداعم والمساند والمعين وأنيس الوحشة وتوأم الروح للملك المؤسس، رحمه الله، وكل من ساند الملك عبد العزيز في جهود التأسيس التي نقطف وننعم بثمارها الآن يستحق أن يخلد اسمه ومنجزاته، فرموز الوطن ثروة للوطن ولأجياله المتعاقبة.
ألا يعد فارقا ومسافة حضارية ينتقل إليها مجتمعنا..
مجتمع مازال بعض أطفاله يخجل من ذكر اسم أمه بين أقرانه .. بل ربما تعد إهانة له إن حدث ذلك!
أيضا .. ألا تعد نقلة في مجتمع ما زال يواري اسم البنت في كروت زواجها وفرحها تحت .. (كريمة) فلان!
الملك عبد الله وضع اسم نورة على منشأة حضارية عملاقة، منشأة ترتبط بأحد الحقوق الأساسية للإنسان، أي التعليم، وهو الحق الذي كافح مجتمعنا ليضمنه للمرأة لتستكمل بناءها الشرعي، (والمؤمن القوي خير عند الله من المؤمن الضعيف)، والمصدر الأساسي لقوة المؤمن هو التعليم، وسيرة النبي العظيم محمد صلى الله عليه وسلم كلها سيرة تعليم وتربية للأمة، فنور الإيمان في القلوب والعقول يبدأ من نبذ الجهل.
الملك عبد الله وهو يتبنى هذه الجامعة ويطلق عليها اسم نورة بنت عبد الرحمن يضعنا مرة أخرى ومن جديد تجاه مسؤوليات دينية وإنسانية ووطنية تجاه المرأة عبر الاهتمام بشؤونها وحقوقها التي كفلتها الشريعة الإسلامية. أيضا إطلاق هذا المشروع الحيوي، يؤكد توجه الملك عبد الله وإصراره على أن يكون التعليم بكل مراحله محور التنمية واستدامتها وضامن الاستقرار لمجتمعنا.
التعليم يستحق أن توضع خلفه كل الجهود والإمكانات، فالشعوب المتعلمة المستنيرة لا يضع التعليم بين يديها (ثروة مستدامة) فقط، بل التعليم يجعلها مدركة لأوضاعها، متفهمة لمشكلاتها وتؤمن بالنضال السلمي، وانتشار التعليم وتعميقه هو الذي يؤسس (العصبية للدولة) ويكرسها، والملك عبد العزيز عندما أطلق مشروع التأسيس أراد له أن يكون جامعا لكل القوى والعصبيات القبلية الإقليمية والطائفية والريفية والحضرية والبدوية، وهكذا أوجد دولة تقوم على الدين والتعليم وبناء الإنسان والمجتمع، دولة تعبر دائما عن الإجماع الوطني بكل تفاعلاتها ومشاريعها وذهنية الحكم التي تقودها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي