رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


هل ستتم معالجة تلك المباني الهزيلة؟

بعد أن وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز بأن تسمى جامعة الرياض للبنات، باسم جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن للبنات خلال رعايته الأسبوع الماضي حفل وضع حجر أساس الجامعة. لم يصبح لدى المسؤولين عنها أي عذر في الإبقاء على المظهر الحالي والشكل المعماري الهزيل لتلك الجامعة، والذي يسيء لمظهر المدينة ويقتل روح الإبداع حتى لمرتاديها من الطالبات أو الزوار. ونمط البناء التجاري والتقليدي الذي أكل الدهر عليه وشرب. أسوار ومبان متفرقة وصناديق ليس فيها من الإبداع شيء. كأنها ملاحق خدم أو كراجات قصور الناصرية وتذكرني بطريقة البناء قبل 40 عاماً أو مباني الرئاسة العامة لتعليم البنات السابقة. وبوابات للدخول والخروج غير متناسقة ولا تنم عن مبنى جامعي. فهي تقع على تقاطعين مهمين أحدهما يأتي بضيوفنا والزوار المهمين من المطار والآخر يؤدي إلى أختها جامعة الملك سعود. وموقعها يتوسط مباني أخرى مثل مبنى "سابك" وجامعة الإمام محمد بن سعود. وهي في منطقة مركزية للنمو المستقبلي للمدينة وقد تصبح ضمن أو حتى جنوب وسط المدينة مستقبلاً بسبب النمو والزحف العمراني.
 موقع الحرم الجامعي على تقاطع الطريق الدائري الشرقي مع طريق الإمام (الجامعة) هو فرصة لأن يكون موقعاً مميزاً من المدينة وأن يكون
إضافة معمارية لها. ويجب أن يكون مثالاً للهندسة المعمارية والتخطيط السليم. وأن تكون مدينة جامعية متكاملة وبتخطيط حديث وسليم يراعي التراث العمراني والعادات والتقاليد السعودية. بدءًا من المخطط الشامل لها والذي يربط تلك المباني بعضها بعضا وبشخصية اعتبارية تنم عن مشروع مترابط وله نمطه وشخصيته الاعتبارية التي توحي بأنها جامعة أو حرم أو مدينة جامعية. وأن يتم التنسيق مع أمانة منطقة الرياض لوضع ممر ورصيف منسق للمشاة حولها.
  وأن ينتهي لدينا هذا النوع من التفرقة في الاهتمام بمباني الأبناء عن البنات والرجل عن المرأة. لقد صرفنا الكثير على جامعات الأبناء، مدينة جامعة الملك سعود، ومدينة جامعة الإمام محمد بن سعود ومدينة لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وجامعات كبرى في معظم مدن المملكة، وجميعها جاءت بعد دراسة مستفيضة للمواقع ودراسات تخطيطية ومسابقات معمارية للحصول على مبان متميزة. ولكن جامعة البنات لم تلق الاهتمام، إن وضع حجر الأساس للجامعة يجب أن يؤخذ على أنه اهتمام واضح بالتعليم الجامعي لبناتنا وأخواتنا وأمهاتهن وهو تدشين لمرحلة تاريخية أساسية من خطة التعليم العالي للمرأة السعودية.
فالجامعة تضم مباني إدارية التي تشمل مباني وتجهيزات إدارة الجامعة والمكتبة المركزية ومركز المؤتمرات، والمنطقة الأكاديمية تشمل مباني وتجهيزات لأكثر من 15 كلية في مختلف التخصصات النظرية والعملية والتقنية،  مستشفى تعليمي عام وكبير لعدد 700 سرير في جميع التخصصات الطبية مع المختبرات الجامعية. ومنطقة للأبحاث تابعة لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وثلاثة مراكز أبحاث علمية متخصصة في تقنية النانو والمعلومات والعلوم الحيوية، إضافة إلى المنطقة السكنية لمنسوبي الجامعة وهيئة التدريس وعائلاتهم وسكن الطالبات، كما تضم المنطقة مسجداً وجامعاً ومرافق ترفيهية متكاملة ومغلقة، ومرافق ترفيهية متكاملة ومغلقة خاصة بالطالبات.
ويبقى أن موضوع إقحام مدارس للتعليم العام بمراحله الثلاث، ورياض للأطفال للبنات والبنين، وكأنها ليست في صميم الموضوع. فهي لم نرها في جميع الجامعات العالمية او المحلية. وهي إضافة إن كانت صحيحة فهي تستحق التأكد من جدواها ومدى الازدحام والإرباك الذي ستسببه للمدينة الجامعية أو السكان المجاورين.
  كما أن الجامعة يجب أن يكون لها شعار بتصميم حديث وفق مسابقة معمارية وليس للفنانين وإنما لشركات تصميم الشخصيات الاعتبارية للشعارات التي تربط اسم الجامعة مع النمط العمراني والتعليمي، ويتم طبعه على جميع المطبوعات وكروت منسوبي الجامعة وسياراتها. ويتم وضعه على الإعلانات في الصحف والمؤتمرات والأبحاث وغيرها.
مجهودات كبيرة يجب أن يبدأ العمل عليها من الآن فهذه الجامعة قد تأخذ طريقها للتخصيص. وقد يكون القطاع الخاص ممولاً أو مستثمراً لها. لذلك فهي يجب أن تبني الأسس والهيكلة التنظيمية والتجارية والاستثمارية لتكون لها قيمتها الاستثمارية لتشجيع القطاع الخاص على المساهمة في إكمال المسيرة.
إنه من باب التكريم لخادم الحرمين وراعي تلك المسيرة وتوجيهاته الكريمة أن نرد الجميل ونكون على مستوى التشريف للمليك وللوطن ولبناتنا وأخواتنا وخالاتنا وعماتنا وأمهات أبناء أبنائنا في المستقبل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي