تقرير : المنتجون الرئيسون في "أوبك" ليسوا محصنين ضد ارتفاع الأسعار
يرى محللون أن ارتفاع التكاليف ونقص العمالة اللذين سببا مشكلات على مستوى العالم يهددان بشكل متزايد الدول المنتجة للنفط الرئيسة من أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" التي تجاهد لزيادة إنتاجها من النفط.
ويقول ديفيد كيرش من شركة بي.إف.سي الاستشارية في واشنطن "هذا أمر غير مفاجئ، ونحن نشهد اختناقات عالمية في قطاع الخدمات من شأنها التأثير في دول الخليج كذلك".
فواحدة من أكبر عمليات زيادة الطاقة الإنتاجية في السنوات القليلة الماضية وهي زيادة 500 ألف برميل يومياً من حقل خرسانية السعودي تحققت بعد أربعة أشهر من الموعد المقرر لها.
وقال كيرش "هذا يثير بعض الشكوك بشأن مشروعات أخرى في السعودية"، وحدد على وجه الخصوص حقل المنيفة السعودي الأخير على قائمة مشاريع التوسع التي أعلنتها السعودية، وقال إنه من المتوقع أن يتأخر ستة أشهر إن لم يكن عاماً.
والمشروع المتعلق بإنتاج 900 ألف برميل يومياً من المتوقع أن يبدأ الإنتاج في عام 2011، وساعدت المخاوف المتعلقة بالوقت الإضافي المطلوب الآن على دفع أسعار النفط إلى ارتفاعات قياسية قرب 127 دولارا للبرميل هذا الأسبوع.
وقال أنجوس مكفالي من شركة الايانس تراست الاستثمارية في بريطانيا "من الأشياء التي بدأت السوق تدركها في الوقت الراهن أن "أوبك" ليس لديها الطاقة الإنتاجية الكافية لزيادة إنتاجها بدرجة كبيرة".
وإلى جانب السعودية فإن الدولة الأخرى العضو في "أوبك" القادرة على زيادة إنتاجها بسرعة هي الإمارات العربية المتحدة. وتعتزم الإمارات خامس أكبر منتج للنفط في العالم زيادة طاقتها الإنتاجية من 2.8 و2.9 مليون برميل يومياً حالياً إلى 3.5 مليون برميل يومياً في 2012 م.
وقال روس كاسيدي من وود ماكنزي الاستشارية "السوق المنكمشة التي تعاني نقص المعروض تبعد احتمالات تحقيق هذا الهدف"، وأضاف "نتوقع أن يحققوا ذلك بحلول 2015، لا شك في أن بإمكانهم إنتاج هذا المستوى لكنهم يتعرضون لتعطيلات في مشاريع برية وبحرية على حد سواء".
ومن المشروعات المهمة لزيادة الإنتاج التي شهدت تعطيلات مشروع في حقل زكوم العلوي وأحد أكبر حقول النفط في العالم الذي حصلت "أكسون موبيل على حصة 28 في المائة فيه عام 2006.
وكان الهدف هو زيادة الطاقة الإنتاجية نحو 200 ألف برميل يومياً إلى 750 ألف برميل يومياً في إطار توسعة أكبر لكن الخطط لم تستكمل بعد واحتاجت إلى مراجعات بسبب ارتفاع التكاليف.
وقال مصدر مقرب من المشروع "الدراسات ما زالت جارية بشأن أفضل سبيل لتنفيذ المشروع، هذا يعني أنه سيتأخر"، وأضاف "المشكلة هنا هي المشكلة في كل مكان في العالم، ليس هناك عدد كاف من المقاولين، وليس هناك عدد كاف من العمالة".