تدشين معرض لـ "الفنون الإسلامية" يحتضن 200 تحفة في الرياض
أكد الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، أهمية دور المعارض التي تبرز الدور الإنساني والاجتماعي والثقافي والفني المشرق للحضارة العربية الإسلامية. وأضاف خلال تدشينه معرض الفنون الإسلامية في قاعة الفن الإسلامي التابعة للمركز، الذي يعرض لمجموعة مقتنيات الدكتور عبد العزيز المشعل الخاصة من تراث الفن الإسلامي، التي تشمل أكثر الأعمال الفنية تنوعا وامتدادا على الفترات الزمنية المختلفة التي مر بها تاريخ الفن الإسلامي وصولا إلى القرن الحادي عشر الهجري، إن الجهد الذي نتلمسه من خلال المعروضات يسهم في توسيع قاعدة الوعي بمحددات حضارتنا المهمة بما يبني الحافز للأجيال المسلمة لاستلهام تاريخها والوعي بحضارة أمتها.
وثمن الأمير تركي الفيصل الرسالة التي تبناها الدكتور المشعل النابعة من رغبة فردية لحفظ تراث الأمة الإسلامية من الاندثار عبر حرص متواصل عبر سنوات عدة لجمع واقتناء أندر نماذج مخرجات الثقافة الفنية الإسلامية، لافتا إلى أن المعرض يتوج حرص مركز الملك فيصل للبحوث الإسلامية على تنظيم ما يعزز من تواصل المجتمع مع ماضيه الثري والغني بإبداعات لا تقدر بثمن.
وجاء المعرض الذي يأتي كحلقة ضمن سلسلة معارض الحضارة الإسلامية، التي يسعى المركز من خلالها للتعريف بالجوانب المشرقة للحضارة الإسلامية، ليحتفي بنماذج من الفن الإسلامي تروي ما كان يتعامل به في المجتمعات الإسلامية عبر قرون مضت، حيث أكد الدكتور عبد العزيز المشعل أنه من خلال أكثر من مئتي قطعة ضمتها مجموعته الكاملة في مختلف أنماط الفنون الإسلامية وأشكالها، يتنقل الزائر عبر عصور مختلفة ومتتابعة، ليرى أدوات منزلية ومكونات صناعة الكتاب وفنونه وآلات طبية ومسكوكات، ليشكل المعرض عبر نماذج معروضاته الخشبية والفخارية والخزفية والزجاجية نافذة يطل عبرها الزائر على جوانب الحياة الإسلامية في القرون الماضية.
وأوضح الدكتور المشعل مدى ما حفل به تاريخنا الفني الإسلامي من إشراقات فكرية فنية ناضجة عكسها رقي خطوط زخرفة النتاج الفني لعصور الحضارة الإسلامية، لافتا إلى أنه كأحد الشغوفين باقتناء أعمال نتاج تلك العصور، يشكل أحد حلقات الاهتمام بالفنون الإسلامية، التي بدأت في القرنين الأخيرين بمبادرة من الرواد المهتمين بتراث الإسلام والمسلمين وتاريخهم.
وعرضت واجهات قاعة المعرض، الذي يستمر على مدار شهر كامل، نماذج زجاجية من الأعمال الفنية الإسلامية، التي قادت حركة تطويرها في فجر الإسلام كل من مصر وبلاد الشام، حيث تعد صناعة الزجاج من الفنون الموغلة في القدم، والتي ترجع إلى أكثر من أربعة آلاف سنة، كما يحمل المعرض أعمالا فنية خشبية، التي كانت من السمات المميزة للفنون الإسلامية بدءا من التأثر بالزخارف المحفورة في الفنون القديمة كالساسانية نتيجة شح مصادر الخشب في الأقاليم الإسلامية التي دعت لجلبها من مناطق لبلاد أخرى، إلى أن تطور أسلوب الحفر في الخشب حتى صار صناعة لها استقلالها التام وسماتها الفنية عالية المستوى خصوصا مع دخول الحرف العربي ليكون إحدى دعائم زخارف الحفر على الخشب.