رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


متلازمة الدبدبة

[email protected]

تبلغ مساحة المملكة أكثر من 2 مليون كيلو متر مربع، وبسبب هذه المساحة الواسعة تتعدد مظاهر التضاريس من جبال وهضاب وسهول وأودية وكثبان رملية، كما أن درجات الحرارة قد تصل إلى ما يزيد على 50 درجة مئوية أثناء النهار في فصل الصيف فيما تقل عن الصفر المئوي أثناء الشتاء في بعض المناطق، والتي تنعكس بدورها وتؤثر في بيئة الإنسان ونشاطه وحياته المعيشية وتنقلاته، والموقع الجغرافي يرتبط بحدث أو تظاهرة أو وباء ويرتبط بهذا الموقع ويكون ملازما له والدبدبة أحد المواقع الجغرافية تقع في الشمال الشرقي من المملكة تهطل بها الأمطار بكميات تكفي لنمو مرعى غني بمكوناته النباتية ويعتبر المرعى في منطقة الدبدبة هو الأجود في المملكة حيث يسوده نمو الشعير البري الذي يعرف بفائدته الغذائية العالية لذا تكون مقصدا لرعاة الإبل والغنم حيث يمكثون فيها طوال فترتي الخريف والربيع مما يحسن صحة حيواناتهم ويقلل تكاليف إنتاجيتها بدرجة كبيرة( معهد بحوث الموارد الطبيعية والبيئية، مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، أيار (مايو) 2008م) وأول ما يتبادر للذهن تلازم الدبدبة مع نزهة برية أو ظهور الكمأة أو مناظر طبيعية خلابة إلا أنها هنا وردت كمتلازمة مع مرض عصبي قاتل جديد في قطعان الإبل وبائيته ليست عالية لكن نسبة وفيات الحيوانات التي تصاب به مرتفعة جدا قد تصل إلى 100 في المائة لم يكن مألوفا لدى رعاة الإبل الذين سموه بالدبدبة نسبة إلى اكتشافه أول مرة بهذه المنطقة وأصبح متلازما بها ولكثر البلاغات وبتوجيه كريم من سمو ولي العهد قامت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بالتعاون مع جامعتي الملك فيصل والقصيم للقيام بالأبحاث اللازمة لتشخيص هذا المرض ميدانياً ومخبرياً وأعطي هذا الفريق صلاحيات كاملة للاستفادة من المختبرات المتقدمة لدى الجهات المعنية بالمملكة وكذلك الاستعانة بالخبرات الدولية من هيئات وجامعات وأفراد ولعل الورشة التي عقدتها المدينة أخيرا برعاية وزير الزراعة عن دراسة هذا المرض التي أعدتها بالتعاون مع فريق العمل تمثل فرصة طيبة للتعرف على ما توصل إليه الخبراء والباحثون بشأن المرض والكشف عن أسبابه وكيفية الوقاية منه، ومثل هذه الفعاليات تعزز الجهود القائمة للاهتمام والعناية بالإبل والمحافظة على هذه الثروة الوطنية التي يبلغ عددها عام 2006م ما يقارب 900 ألف رأس والعمل على تنميتها وتطويرها وتقديم الخدمات البيطرية الوقائية والعلاجية والإرشادية. ولعله من نافلة القول الإشارة إلى ما ورد في كلمة وزير الزراعة من جهود لتطوير هذا القطاع ومنها إنشاء مركز أبحاث الإبل والمراعي في الجوف الذي يضم مشروعاً بدئ في تنفيذه لتربية وحماية وتحسين الإبل في المملكة بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ، ويشتمل هذا المشروع على (مجلس علمي) يشارك فيه إلى جانب وزارة الزراعة أعضاء من كل من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ،وجامعات الملك سعود، الملك فيصل، والقصيم. وقيام الوزارة باستكمال دراسة لإعداد استراتيجية لتطوير قطاع الإبل والأغنام في المملكة واستعراض أوضاعها الراهنة والعمل على تذليل ما يواجهها من عقبات وفي الختام نأمل أن يكون للمدينة أدوار توعوية إلى جانب الجهات المختصة في مجال توعية مربي الماشية للحفاظ على هذه الثروة بشكل صحي وسليم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي