مزارعون يحجمون عن توريد القمح إلى الصوامع ترقبا لرفع السعر

مزارعون يحجمون عن توريد القمح إلى الصوامع ترقبا لرفع السعر

تواردت أنباء خلال الأسبوع الماضي عن إحجام عدد كبير من مزارعي القمح عن توريد محصول 2008 إلى المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق ترقبا لرفع سعره من قبل الحكومة. ووفق مصادر زراعية فإن كثيرا من المزارعين يتخوفون من التوريد بالسعر الحالي (ألف ريال للطن)، ويحاولون تأخير وصوله إلى الصوامع لتفادي أي تأثيرات كأن يعاملوا بالسعر القديم، خاصة أن تكاليف الزراعة تقترب كثيرا من السعر الحالي وهو ما يجعل المحصول بدون هوامش ربحية.
"الاقتصادية" سألت صالح بن محمد السليمان مدير عام المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق عن الوضع فقال إن إدارته لم ترصد تراجعا في التوريد الذي بدأ في السعودية انطلاقا من وادي الدواسر قبل أسبوعين، رغم أنها توقعت في وقت سابق أن يتراجع حجم الإنتاج هذا العام لظروف مختلفة.
وقال السليمان الذي كان يتحدث لـ "الاقتصادية" هاتفيا "بدأنا في استقبال المحصول من المزارعين وهي عملية تستمر عدة أشهر حيث تجري جدولة العملية وفقا لحجم الإنتاج وسعة الصوامع، وأن هناك مواعيد للتوريد تحدد مسبقا".
وحول المخاوف من احتساب السعر الحالي في حال رفع السعر إلى أكثر من ألف ريال قال السليمان "أي تعديل في السعر (إذا تم من قبل الحكومة) يعني تعديل تسعير الموسم كاملا وليس وفق أسبقية التوريد". وقال مدير عام الصوامع: حتى الآن لم يصل إلينا (في الصوامع) أي شيء يفيد بتعديل سعر الشراء من قبل الدولة إذا تم ذلك فإنه يعني "سعر الموسم مثلا 2008 وليس من سلمنا قمحه أولا".
ميدانيا، قال مزارعون في وادي الدواسر التكاليف الحالية لإنتاج القمح سجلت ارتفاعا كبيرا ما يعني أن بيعه للحكومة بمبلغ ألف ريال سيسجل خسائر فادحة.
وقال حامد محمد الهاجري إن زراعة القمح "أصبحت مكلفة وغير مجدية لنا في الوقت الحالي بالنظر إلى ارتفاع أسعار البذور والمبيدات والأسمدة. ويعتقد الهاجري أن التكلفة ارتفعت من 60 هللة سابقا بالنسبة إلى الكيلو جرام إلى أكثر من ريال، لافتا إلى أنه يحاول بيع محصوله خارج الصوامع رغم وجود بطاقة توريد لديه. وأكد أن بيع جزء من المحصول في السوق عبارة عن كيس 45 كيلو بنحو 90 ريالا. لكن مزارعين آخرين يعتقدون أن شراءه وفق هذا التصور قليل جدا وفي أوقات مثل أزمة الدقيق قبل عدة أشهر.
واعتبر المزارع علي شايع آل دمجان أنه في حيرة من أمره جراء انتشار شائعات تفيد بتعديل سعر الشراء من قبل الدولة. وأضاف هويدي الدوسري أن زراعة القمح مكلفة على المزارع في ظل ارتفاع البذور والمبيدات ولألأت الزراعية إضافة إلى القروض التي يعانيها معظم المزارعين وقال "لدي تردد في إدخال محصولي للصوامع لهذا العام فربما يكون البيع بالأسواق أكثر ربحا كما حصل لبعض المزارعين الذين باعوا محصولهم العام الماضي بالأسواق (كطحين) حيث وصل سعر الكيلو نحو ريالين إلى 2.5 ريال.

الأكثر قراءة