أسعار النفط تحت سيطرة أحداث فنزويلا وكولومبيا .. ومخاوف الإمدادات

أسعار النفط تحت سيطرة أحداث فنزويلا وكولومبيا .. ومخاوف الإمدادات

تتجه الأسواق إلى التركيز على جانب الإمدادات خاصة بعد بروز العامل الأمني والخوف من انقطاع الإمدادات في نيجيريا وترقب ما يمكن أن تنتهي إليه عملية الكشف عن صلات الرئيس الفنزويلي هيوجو شافيز مع المتمردين الكولومبيين، الأمر الذي شكل دفعة قوية إلى سعر البرميل تجاوز بها 126 دولارا يوم الجمعة. فالاضطرابات وهجوم المتمردين في دلتا النيجر أديا إلى استمرار تراجع الإنتاج الذي وصل الشهر الماضي إلى أدنى معدل له خلال عقد من الزمان. كما أدى كشف صحيفة "وول ستريت جورنال" عن قيام شافيز بتسليح المتمردين الكولومبيين إلى زيادة احتمال قيام واشنطن بخطوة مضادة يمكن أن يرد عليها شافيز بقطع الإمدادات عن السوق الأمريكية أو تقليصها، الأمر الذي ستكون له انعكاساته على سعر البرميل والوقود للمستهلكين.
خلال الأسبوع الماضي وحده تصاعد سعر البرميل بنحو عشرة دولارات، كما أنه أضاف 13 في المائة منذ بداية الشهر الحالي، الأمر الذي يشير إلى أن اخترق السقف وأصبح الحديث عن أي رقم أمرا ممكنا.
وتزامن هذا الارتفاع السعري في الوقت الذي سجل فيه الدولار تحسنا ملحوظا، وبصورة معاكسة لكل التحليلات التي راجت منذ بداية العام عن الدور الذي يلعبه المضاربون خاصة مع ضعف الدولار والتحول إلى النفط من بين سلع أخرى واتخاذه وسيلة تحوط، وهذا ما يؤكد قوة الطلب لكن يلاحظ في الوقت ذاته أنه لم يتم ترجمة هذا السعر العالي إلى تراجع في الاستهلاك، الأمر الذي دفع بعض المحللين إلى تقدير أنه ما لم يصل سعر البرميل إلى 150 دولارا فإن حجم الاستهلاك لن يتأثر بصورة واضحة.
وأدى هذا المناخ العام إلى إفراز حالة من الحساسية والتخوف تجاه وضع الأسعار والإمدادات عبرت عن نفسها من خلال لجنة الطاقة والتجارة في الكونجرس، التي طلبت من إدارة الرئيس جورج بوش عدم الدخول في تعاقدات جديدة لملء المخزون النفطي الاستراتيجي. ففي تقدير اللجنة فإن أي كميات تسحب من السوق لصالح المخزون ستكون على حساب احتياجات المستهلكين الحالية ومما سيكون له تأثيره في الأسعار. وكان بوش في مرات عديدة قد قلل من تأثير هذه الخطوة على أساس أن الكمية المستهدفة يوميا تقل عن واحد على عشرة من 1 في المائة من حجم الاستهلاك العالمي اليومي، لكنها ستساعد على رفع حجم المخزون من 701 مليون برميل يوميا حاليا إلى 727 مليونا بنهاية هذا العام من خلال شراء 70 ألف برميل يوميا.
من ناحية أخرى تقول إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن حجم المخزونات سجل زيادة بلغت 5.7 مليون برميل من النفط الخام إلى 325.6 مليون، كما زاد مخزون البنزين 800 ألف برميل إلى 211.9 مليون برميل، لكن المقطرات سجلت تراجعا في حدود 100 ألف برميل يوميا إلى 105.7 مليون، كما تراجع إنتاج البنزين إلى 8.7 مليون برميل يوميا، بينما لم يتغير حجم الإنتاج من المقطرات وهو 4.2 مليون.
وبسبب المرحلة التي تمر بها الأسواق اتجهت دراسة أصدرتها "باركليز كابتال" إلى رفع توقعاتها لسعر ويست تكساس هذا العام إلى 116.90 دولار ويمكن أن يرتفع إلى 126 دولارا في وقت ما من النصف الثاني من العام.
من جانبه، فند عبد الله سالم البدري الأحاديث حول وجود أزمة في الإمدادات، مشيرا إلى أن المعروض من النفط يتجاوز متوسط خمس سنوات ويغطي 53 يوما استهلاك ومضيفا أن المنظمة تنتج في الوقت الحالي أكثر من 32 مليون برميل يوميا كما أن وضع الطاقة الإنتاجية الفائضة في حدود ثلاثة ملايين برميل يوميا، وهو يتحسن باستمرار.

الأكثر قراءة