الغرف التجارية مطالبة برصد عراقيل الشركات ..وحلها
دعا المهندس عبد العزيز النملة رئيس مجلس إدارة شركة الشرق الأوسط للكابلات المتخصصة "مسك" السعودية، الغرفة التجارية الصناعية لرصد مشكلات رجال الأعمال ووضع الحلول المناسبة ورفعها للجهات المختصة لاعتمادها من أجل توفير مناخ اقتصادي متميز.
وقال النملة إن أهم المعوقات التي واجهت الشركة في البداية تمحورت في توافر رأس المال المطلوب لإقامة المشاريع المختلفة، حيث كانت الشركة تطمح في تحقيقها، مشيرا إلى أن إدارة شركة مسك أعتمد خطة تم تسميتها (3×3×3) وهي تعني أن تصل المبيعات إلى ثلاثة مليارات وبأرباح تصل إلى 300 مليون في غضون ثلاث سنوات. وأضاف في حوار مع "الاقتصادية" أن النية تتجه الآن لمراجعة وتعديل هذه الخطة لتصبح أكثر طموحاً، بعد أن استطاعت الشركة الوصول بصناعة الكابلات في المملكة إلى العالمية.
فإلى نص الحوار:
كيف كانت بدايتك؟ وكيف تبلورت بداياتك مع الصناعة التي تحتاج إلى خبرة وممارسة كبيرة؟
جذبني عالم الصناعة منذ سنوات طويلة فتوجهت نحو الصناعة الوطنية التي تمتعت بالازدهار والتطور في السنوات العشرين الأخيرة، وخضت أكثر من تجربة فعرفت أن النجاح يأتي بالتركيز على الصناعات المتخصصة التي تستهدف قطاعات معينة من الأسواق Niche Market فتوجهت إلى صناعة الكابلات الخاصة وهي التي حققت فيها نجاحات كبيرة وصلت بها إلى العالمية.
ما أبرز المعوقات التي صادفتك في البداية؟ ثم ما المنهج الذي تعاملت به مع تلك المعوقات؟
توافر رأس المال المطلوب كان أهم المعوقات لإقامة المشاريع المختلفة التي كنت أطمح إلى تحقيقها. ولكن الإيمان ثم الثقة بالنفس دفعاني إلى الانطلاق في عالم الصناعة تحت شعار أن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة أولى، فأنا أؤمن أن من يشعل شمعة خير ممن يلعن الظلام وأن يبدأ الإنسان بخطوة خير من ألا يبدأ أبداً.
أما النهج الذي اتبعناه فهو في غاية الأهمية، إذ لم نستعجل التمتع بالأرباح بل أعدنا استثمارها في مشاريع التوسع والتطوير وفق رؤية تخطيطية بعيدة المدى مما منحنا القدرة على مواجهة المنافسة بكفاءة واقتدار، بل وتعدى ذلك إلى توسيع دائرة نشاطاتنا إلى ما وراء حدود المملكة.
ثمة مواقف طريفة وغير طريفة تصاحب أنشطة رجال الأعمال ماذا نجد في ذاكرة النملة من هذه المواقف؟
عندما انطلقنا كانت المشكلة الأساسية تكمن في الحصول على الشهادات المختلفة التي كان أصحاب المشاريع ومنفذوها يطالبوننا بها لتصنيفنا على لائحة الموردين المعتمدين لديهم.
أما أطرف المواقف التي أتذكرها فكان عندما طلب منا إبراز إحدى الشهادات لتكملة ملفنا أثناء تقدمنا بطلب للحصول على منحة مالية لدى أحد صناديق الاستثمار. فقلنا إننا قمنا بالإجراءات للحصول على هذه الشهادة وهي مسألة وقت ووعدنا أننا سنضمها للملف بمجرد وصولها إلينا. المفاجأة الطريفة أننا حصلنا على المنحة قبل أن تصلنا الشهادة.
لكل رجل أعمال ناجح أسلوبه المميز في إدارة أعماله، ما الأسلوب الإداري الناجح الذي تعاملت به لتسيير دفة أعمالك؟
لدي معادلة بسيطة جداً: تعامل مع المرؤوسين لديك كشركاء وليس كمنفذي تعليمات تجعلهم يهتمون بأعمالك وكأنهم يعملون لمصلحتهم الخاصة.
الإنسان سند الإنسان.. ولا بد أن يكون في حياتك شخص أو عدة أشخاص ساندوك في مشوارك الحياتي.
من هؤلاء؟ ومن هم الأقرب والأكثر أثراً في نفسك؟
أدين بالفضل لنجاحي إلى والدي رحمه الله وزوجتي. فوالدي هو من نصحني، وشجعني ووجهني في اتخاذ أهم الخطوات والقرارات في حياتي. أما زوجتي فكانت إلى جانبي طيلة مسيرتي المهنية تشجعني وتدعمني معنوياً في كل خطوة أتخذها أو أخطط لها وأعترف بفضلها في تحملها عني كامل المسؤوليات العائلية وبالأخص تربية أبنائنا في فترة كنت مضطراً فيها إلى التركيز على عملي الذي كان يستهلك جل وقتي.
الغرف التجارية الصناعية بمثابة حلقة وصل بين القطاع الخاص والأجهزة الحكومية، كيف ترى واقع الغرف في بلادنا ؟ ولماذا أنت بعيد عنها تماما؟
أولاً لست بعيداً عنها فأنا عضو فيها وفي لجانها منذ خمس سنوات. أهم ما ينتظر منها هو رصد مشكلات الشركات ورجال الأعمال ووضع الحلول المناسبة ورفعها للجهات المختصة لتفعيلها بهدف توفير مناخ متميز لقطاع الأعمال في بلادنا.
هل تعتقدون أن هذه التسهيلات والتحسينات التي أدخلت على البيئة الاستثمارية ستحقق النتائج المأمولة؟ أم أنكم تعتقدون أنه لا تزال هناك حاجة إلى التطوير ومزيد من التسهيلات؟
اعتقد أنها نظرياً كافية، أما على الصعيد العملي فلا يزال هناك نقص كبير يجب إتمامه، إذ المطلوب من الجهتين الحكومية والخاصة فهم كل منهما الطرف الآخر. فعندما يصدر نظام جديد فإن تطبيقه يأخذ وقتاً طويلاً ويعود ذلك إلى كثرة الإجراءات البيروقراطية وعدم المرونة في التطبيق.
مضت سنوات على تأسيس شركة مسك السعودية، ما أهم النجاحات والإخفاقات التي مررتم بها طوال هذه الفترة ؟
أهم النجاحات أننا وضعنا الشركة على مستوى الشركات العالمية من حيث الاسم والشهرة وجودة منتجاتها. أما الإخفاقات فهي محدودة وتمكنا من تخطيها وليس هناك إخفاق يستحق الذكر.
ماذا عن خططكم الاستراتيجية في السوق السعودية والأسواق الخارجية، وإلى أين تتجه ؟
كنا أعلنا سابقاً عن خطتنا 3×3×3 أي الوصول بمبيعاتنا إلى ثلاثة مليارات وبأرباح تصل إلى 300 مليون في غضون ثلاث سنوات. أما اليوم فنحن بصدد مراجعة هذه الخطة لنوصل مبيعاتنا إلى أربعة مليارات ريال والأرباح إلى 400 مليون ريال في هذه السنوات الثلاث، أي لتكون الخطة 4×4×3.
ماذا عن مستقبل صناعة الكابلات في المملكة ؟
مستقبل واعد جداً فقد بدأ كثيرون في الاستثمار في هذا القطاع مما قد يؤدي إلى المنافسة والتضارب. يجب أن يكن هناك تعاون وتنسيق لتصنيع كافة أنواع الكابلات بأحسن نوعية فهي محدودة وتمكنا من تخطيها، عندها ستكون المملكة معروفة بنوعية منتجاتها وليس كمياتها.
هل لكم باع في مجال تدريب وتأهيل الشباب السعودي في قطاع الكابلات؟ وأين تقع قضية السعودة على خريطة شركتكم ؟
سؤال أجاب عن نفسه. فنحن في "مسك" نفخر بتميزنا في هذا المجال، إذ سعينا منذ سنوات إلى فتح الباب واسعاً لتوظيف أعلى نسبة ممكنة من الشباب السعوديين واضعين بين أيديهم أفضل الإمكانات للتدرب على أيدي ألإداريين والمهندسين المختصين. و"مركز التدريب و التطوير"، الذي أنشأته الشركة قبل خمس سنوات خير شاهد على اهتمامنا بتأهيل الشباب السعودي. وقد تخرج فيه حتى الآن ثمانية أفواج انخرط معظمهم في كوادر العاملين.