لماذا يتربصون بالهيئة؟
ليس هناك إنسان معصوم من الخطأ إلا من عصمه الله من الأنبياء، وكل من يعمل يصدر منه الخطأ سواء بقصد أو غير قصد وهذا أمر طبيعي، ويؤيده حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون). هذا الحديث العظيم يدل دلالة كبيرة على أنه ليس هناك من لا يقع في الخطأ وأن على الإنسان عندما يخطئ أن يتراجع عن هذا الخطأ سواء كان في العبادة أو الحياة العامة، ولعل هذا الحديث رسالة من خير البرية لكل من يتربص بالآخرين عند وقوع الأخطاء وعدم التماس العذر لهم وخصوصا الأخطاء عندما تقع أثناء مزاولة العمل الرسمي ومن ذلك ما يتعلق بعمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي اتهمت ببعض الأخطاء التي وقعت في بعض مناطق بلادنا الحبيبة أثناء تأدية عملهم، ووقعت أخيرا أخطاء أخرى لا تزال محل اتهام ولم تنته التحقيقات فيها، والحقيقة أن الهجوم على الهيئة يتم أحيانا بطريقة مقصودة ومستهدفة وهذا أمر ملاحظ للأسف الشديد، وهذا ليس دفاعا عن الهيئة لكنها الحقيقة، ونحن لا نقول إنهم معصومون فهم بشر يخطئون كغيرهم، لكن لماذا ما يصدر منهم يضخم بشكل كبير؟! ولا أعلم لماذا هذا التربص، فالإجابة لديهم وهذا ما نتمنى أن يختفي، وأن يكون الهدف علاج الخطأ وليس التشهير والإساءة، وهذا الجهاز الرسمي الكبير هو محل عناية هذه الدولة المباركة التي أرسى دعائمها الإمام المجدد الملك عبد العزيز - رحمَهُ اللهُ - الذي اهتم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعين الشيخ عبد العزيز بن عبد اللطيف آل الشيخ، وعيَّن معه جماعة من العلماء كالشيخ عمر بن حسن آل الشيخ، والشيخ عبد الرحمن بن إسحاق آل الشيخ، والشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم آل الشيخ وذلك عام 1345هـ؛ للاحتساب والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
كما أننا نتابع جميعا كلمات الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية - وفقه الله - عن الهيئة، ومنها قوله في إحدى المناسبات: (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قائمة بواجباتها والدعم لها مستمر وهي ركن من أركان الإسلام الفقهية التي ينفذها ولي الأمر)، وقال في مناسبة أخرى: (إن هيئة الأمر بالمعروف هي مثل أي جهاز حكومي معرضة للوقوع في أخطاء)، وقال في حديثه لإحدى الصحف (إنه لا ينبغي تفسير مثل تلك الأخطاء على أنها أمور مقصودة). فهذه الكلمات تأكيد من الأمير نايف على أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واهتمام الدولة به وأن الأخطاء التي تقع لا تقلل من حجم العمل التي تقوم به الهيئة. وأجدها فرصة لأذكر كل أخ ينال من رجال الهيئة دون وجه حق بأنه مسؤول أمام الله عما يقوله، فليتذكر هذا الأمر لأنه لا خلود لأحد في الدنيا، كما لا أنسى أن أطالب إخواني العاملين في الهيئات أن ينفذوا ما يطلب منهم من مرجعيتهم وأن يعلموا أن أي خطأ يقع منهم ليس كالأخطاء التي تقع من غيرهم، وهذا ما لمسوه ويجب أن يتنبهوا له، ولا أملك وأنا المتابع لأعمال هذا الجهاز المبارك إلا الدعاء لهم بمزيد من التوفيق والسداد والسير على الطريق الصحيح وجهودهم معروفة ويقدرها الجميع.