الأسواق النسائية المغلقة.. مكان للمخالفات ووكر للبضائع المقلدة!
تعتبر فكرة الأسواق النسائية قديمة في مدينة الرياض حيث مضى على إنشاء بعضها أكثر من 20 عاما, فلم تكن الأسواق النسائية فكرة الحاضر التي من المفترض أن تطور ويصبح فيها نوع من الحداثة بحيث تكون على طراز المولات الجديدة، يعيبها الكثير من المشكلات التي ما زالت تحيط بها وأدت إلى فشل العديد منها. أثناء استطلاع أجرته "العاصمة" خلص بعض من لقيناهم إلى مجموعة من المشكلات التي تحيط بهذه الأسواق، ويبدو أنه من الصعب إيجاد حلول لبقاء مثل تلك الأسواق أو النهوض بها من جديد بسبب المشكلات الكثيرة المترتبة على بقاء مثل تلك الأسواق.
الكثير من السيدات يقبلن على الأسواق النسائية، ولكن من الملاحظ أن العديد منهن كبيرات السن، حيث يبحثن عن الاجتماع للحديث ومقابلة الصديقات، وهي مكان جيد للاستثمار عند بعضهن، ومن هؤلاء "أم فيصل" وهي سيدة مسنة تبيع بضائعها من خلال "بسطة" صغيرة في السوق منذ أكثر من 17 عاما، وهي متواجدة وتعرف زبائنها جيدا حتى أنها تقرضهم بحيث تبيعهم البضائع بالآجل.
المتتبع للأسواق النسائية المغلقة يجد أنها أصبحت عالما خفيا ومغلقا بعيدا عن الرقابة سواء الرقابة الصحية أو الأمن والسلامة أو حتى سلامة وصلاحية البضائع التي تباع فيها، وعن هذا الموضوع تحدث للـ"العاصمة" الدكتور زايد الحصان أستاذ الاقتصاد المشارك في جامعة الملك سعود قائلا "إن مثل تلك الأسواق أصبحت موضة قديمة، ولا يمكن اقتصاديا إصلاح وضعها أو تطويرها، وأرى أنه يجب إغلاقها بسبب المخالفات الكثيرة التي تنبع منها، والتي لا يمكن علاجها إلا بالاستئصال الكامل، حيث إنها أصبحت بؤرا للبضائع المقلدة وأيضا للعمالة النسائية المخالفة لأنظمة الإقامة والعمل والتي من الصعب أن يتم متابعتهم أو التحقق من هوياتهن بسبب أن السوق أصلا للنساء فقط ولا يمكن دخول الرجال إليها".
واستطرد الدكتور الحصان حديثه مؤكدا أن المولات الحديثة أصبحت هي الموضة، وخصوصا للعائلات، حيث إن العائلة تخرج للمولات للتنزه والتسوق والأكل أيضا في المطاعم الجيدة وتناول القهوة والشاي، بأسلوب عصري، خصوصا عندما تتمتع تلك المولات بالنظافة والسلامة بالنسبة إلى خدمات المقدمة، ويوجد بها الحراسات الأمنية الجيدة، مما يشجع تلك العائلات والمتسوقين على التوجه لتلك المولات.
وعن الخصوصية التي يجب أن تتوافر للمرأة، خصوصا وأنها تحتاج إلى بنات جنسها لتتعامل معهن في البيع والشراء، إضافة إلى خصوصيتها في ارتداء الملابس وتأكدها من المقاسات بعيدا عن أعين الرجال، قال الدكتور زايد الحصان أنه لا مانع من أن يقوم ملاك تلك المولات والأسواق من تخصيص أدوار أو أقسام معينة تخصص للنساء فقط، ولعل فكرة مملكة المرأة في مجمع المملكة أثبتت نجاحها حيث وفرت للنساء المتعة والخصوصية في التسوق والاجتماع ببعضهن بحرية تامة.
تقول إحدى المتسوقات أنها زارت أحد الأسواق النسائية ووجدته كئيبا ويفتقر لوسائل السلامة، مشيرة إلى أنه لو شب حريق - لا قدر الله - في ذلك السوق فسيكون عدد الضحايا كبيرا جدا بسبب افتقارها لوسائل السلامة المختلفة، ناهيك عن البضائع الرديئة والمقلدة، بل إن بعضها قد يحتوي على أصباغ ومواد سامة، ويمكن التأكد من ذلك بشراء الملابس من تلك الأسواق ووضعها في الماء لترى كمية الألوان والأصباغ التي تخرج من تلك الملابس, إضافة إلى العديد من المخالفات منها وجود عاملات من جنسيات مختلفة أصبحن يتقن اللهجة السعودية، وعند خروجهن من السوق يبدون وكأنهن سعوديات وهذا يجعل منهن محترفات في التنكر، مشيرة إلى أن ذلك ربما يكون ستارا لأعمال أخرى.
أكد الدكتور زايد الحصان أن الحل الوحيد للقضاء على المخالفات التي تكون في تلك الأسواق هو إلغاؤها تماما ومن ثم تطوير أسواق تناسب خصوصية المرأة ولكن تكون داخل المولات حتى تكون قريبة من الرقابة وأيضا تحت الحراسة الأمنية التي تحفظ للمرأة كرامتها وخصوصيتها.
ونصح الدكتور الحصان وسائل الإعلام بضرورة تثقيف المجتمع نحو التوعية في مختلف المجالات وخصوصا المجالات التي تمس الأسرة بشكل خاص، حيث يجب على أولياء الأمور الانتباه وعدم ترك أسرهم للذهاب إلى أسواق مغلقة على أنها أسواق نسائية فقط, وهم لا يعلمون ما يحدث داخلها، وفند الدكتور الحصان بعض الاقتراحات التي من الممكن أن تعوض عن تلك الأسواق النسائية بأسواق نسائية مشابهة لمملكة المرأة في مجمع المملكة، وذلك بتخصيص دور أو جزء من السوق يكون به محال نسائية مختلفة بل وحتى مطاعم خاصة بالأسرة بحيث تحفظ للمرأة خصوصيتها في تبضع ما تحتاج إليه من ملابس ومستلزمات خاصة وتتمكن من معرفة المقاسات دون عناء الذهاب للبيت ومن ثم العودة مرة أخرى إذا كان المقاس غير مناسب.