حقائق التقدم الصناعي الصيني وأسرار البضائع الرخيصة
يبدو أن الصين وطفرتها الاقتصادية ستظل لفترة طويلة هي الشغل الشاغل للكثير من خبراء الاقتصاد الغربيين ما بين المتفائلين الذي يرون فيه فرصة للشراكة مع الغرب، وبين المتشائمين الذي يحذرون من اكتساحها الاقتصادي. يختلف هذا الكتاب في سبره لأغوار هذه الطفرة الاقتصادية بكشف حقائق التقدم الصناعي في الصين.
يكشف الكتاب حقيقة قدرة الصين على تقديم ما تنتجه من سلع وخدمات إلى العالم بهذه الأسعار الرخيصة، إذ تصف مؤلفته ما اكتشفته بأنه عالم وحشي تعمل فيه ضغوط التسعير المكثفة من الشركات الغربية مع الفساد الشامل وفقدان الشفافية على زيادة الخسائر الخفية التي لا يشعر بها أحد في المآسي الإنسانية والأضرار البيئية.
ترى المؤلفة أن ما يجري في الصين هو أمر حتمي إلى درجة كبيرة في دولة لا يكاد يوجد بها شفافية ويعم فيها الفساد المؤسسي ولا يملك العمال فيها إلى قدرة بسيطة على اللجوء للقانون وتزيد فيها دوافع الكذب بخصوص الممارسات التجارية عن دوافع الصدق.
يكشف الكتاب على أنه على الرغم من مرور نحو عشر سنوات على مراقبة المنظمات العالمية لظروف العمل في المصانع الصينية، نجد أن العالم ليست لديه أي فكرة حقيقية عن الظروف التي تصنع بها البضائع في الصين.
يكشف الكتاب عن ممارسة شائعة في الصين، وهي استخدام الشركات مصنعا نموذجيا ليكون نافذتها على العالم وتخفي ما وراءه من مصانع حقيقية غير قانونية تعمل دون سجلات بعيدا عن أعين الرقابة.
لا تخفى أساليب الخداع هذه عن الكثير من الشركات الغربية، إلا أن الكثير منها تفضل إنكار معرفتها بهذا الأمر وإلقاء مسؤوليتها الاجتماعية وراء ظهرها طالما أن الأسعار التي يشترون بها بضائع من الصين ستظل رخيصة.
وفي جو حمى البحث عن الثراء الذي اجتاح الدولة والذي يسعى فيه الجميع للثراء السريع والذي يعم فيه الفساد، يكاد يكون من المستحيل على الحكومة الصينية أن تقوم بواجبها بآليات التنظيم الحالية التي تفتقر إلى التمويل اللازم لإدارتها بفعالية.
على أن أهم ما يكشفه هذا الكتاب هو أن هناك تغيرا يلوح في الأفق بطريقة أو بأخرى، فهناك جيل كامل من الصينيين يتحركون من المناطق الداخلية الريفية في الصين ليحتشدوا على سواحلها التي يتركز فيها النشاط الصناعي في أكبر عملية هجرة جماعية داخلية في تاريخ البشرية، إلا أن هذه الهجرة تباطأت إلى درجة كبيرة ويرجع هذا أساسا إلى انتشار خيبة أمل المهاجرين في أسلوب الحياة الذي يوفره لهم العمل في المصانع.
ينتشر التلوث بمعدلات كبيرة في المدن الصناعية الصينية وتنوء البنية التحتية بها بما يتزايد عليها من أعباء ويتنامى دور المجتمع المدني في المطالبة بحقوق العمال مما يزيد من الضغوط على النظام الاقتصادي الصيني لإحداث تغيير تراه مؤلفة الكتاب وشيكا.
Title: The China Price: The True Cost of Chinese Competitive Advantage
Author: Alexandra Harney
Publisher: Penguin Press HC
ISBN-10: 1594201579
March 2008
Pages: 352