سلطان بن سلمان: الملك وولي العهد أكبر داعمين للمعوقين.. والإعلام شريك في بناء الجمعية
رعى الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين حفل الجمعية لتكريم الهيئات والمؤسسات الإعلامية الداعمة لها بمناسبة مرور 25 عاما على تأسيسها وذلك مساء يوم الثلاثاء 23 ربيع الآخر 1429هـ، الموافق 29 نيسان (أبريل) 2008م الماضي في مقر الجمعية في الرياض، بحضور وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية الدكتور عبد الله الجاسر نيابة عن وزير الثقافة والإعلام إياد بن أمين مدني ولفيف من رؤساء مجالس إدارات المؤسسات الإعلامية ورؤساء تحرير الصحف والكتاب والصحافيين المكرمين.
كما حضر الحفل الأمير سعود بن سلمان بن عبد العزيز والأمير بندر بن تركي مدير إدارة الثقافة والتعليم في القوات المسلحة، والدكتور حمد المانع وزير الصحة وعدد من المسؤولين وأعضاء مجلس الإدارة وأعضاء شرف الجمعية.
وبدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقى الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز كلمة رحب فيها بالحضور معربا عن شكره لقطاع الإعلام على إسهامه في دعم جمعية الأطفال المعوقين منوها بأن الشراكة بين الجمعية والإعلام التي بدأت مبكراً حيث قدمت وسائل الإعلام دعمها للجمعية ورسالتها الإنسانية وبرامجها منذ انطلاقتها.
وأضاف قائلا: كلمة شكر لقطاع الإعلام في هذه الليلة المباركة، ونحن نحتفي بمناسبة مرور 25 عاما على تأسيس جمعيتكم، فإن جمعية الأطفال المعوقين لم تكن فقط شريكا لقطاع الإعلام والإعلاميين، وإنما كان للإعلام السبق في إحداث النقلات المهمة التي تفتخر الجمعية بأنها أسهمت في إحداثها في المملكة على صعيد التعاطي مع قضية الإعاقة.
ثم تحدث عن تأسيس الجمعية والتحديات المتعددة التي واجهتها في مرحلة النمو، وقال : التحديات تمثلت في إعادة بناء الجمعية ثم التوسّع في الخدمات ثم تأمين استمرارية الخدمة وتطويرها، والحمد لله ما كسبته من سمعة كبيرة في مراحل تأسيسها بناء على هذه المزايا الكبيرة والسمعة والمصداقية إلى أن وصلنا إلى هذه المرحلة.
وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن شراكة الجمعية مع الإعلام شراكة تحقيق سمعة وغرس مكانة وتأسيس كيان. ولم يخف الضغوطات التي واجهتها الجمعية في مرحلة التوسع في ظل قلة الموارد والشركاء في المناطق المحتاجة إلى مراكز الجمعية، وعدّ دور الإعلام أساسيا في بناء أوقاف الجمعية ونشاطها في تنمية الموارد وعلاقاتها في المناطق، وقال: "تلك الشراكة المباركة حققت للجمعية التوسع في بناء المراكز، وتطورت تلك الشراكة لتصبح تحالفاً لبناء الوعي وتغيير المفاهيم".
وحول المرحلة الحالية قال الأمير سلطان بن سلمان: "إن الجمعية في مرحلة تطور وبخطوات متسارعة تلبية لاحتياجات ضرورية للأطفال المعوقين علاجا وتعليما وتأهيلا ، وإن الإعلام شريك في هذه المرحلة الكبرى وذلك انطلاقا من إيمانكم بهذه الرسالة، حيث تسعى الجمعية لوضع أسس الاستقلالية المالية، وقد أسست لمنظور جديد لبرنامج الوقف الخيري، كما أسست لشراكة مع القطاع الخاص. وفى ظل وعى كافة مؤسسات المجتمع تمكنت الجمعية بفضل من الله أن تؤدي دورها ومسؤوليتها الاجتماعية، وإنني أدعو الجميع إلى المبادرة في العمل الخيري، وقد كان قطاع الإعلام نموذجا يحتذى في مساعدة الجمعية على كافة المستويات والأصعدة ، اقتصاديا ، واجتماعيا، إننا لا نكرّم المؤسسات الإعلامية، بل نكرّم الوطن الذي نمت تحت ظله هذه المؤسسة التي أصبح لها دور وطني".
وأكد الأمير في كلمته أن الجمعية أصبحت مؤسسة مستقرة وتسعى للاكتفاء الذاتي حتى تتمكن من استكمال رسالتها في صناعة مواطن صالح يتساوى مع أقرانه وأن يعيش المعوق في وطن يتضامن معه، مشيراً إلى أن خدمة قضية الإعاقة والمعوق هو خدمة للمجتمع والوطن ككل ، ودعا سموه الشركات والمؤسسات إلى أداء مسؤولياتها الاجتماعية وتعظيم دورها في خدمة المجتمع، وأن مردود ذلك على الشركات نفسها باعتبارها الرابح الأول من التنمية.
وفى ختام كلمته رفع الأمير سلطان بن سلمان أسمى آيات الشكر والتقدير إلى خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين - حفظهما الله - للرعاية الكريمة لقضية الإعاقة والمعوقين، مسجلا تقديره للإعلام الوطني ولدوره الرائد.
بعد ذلك ألقيت كلمة إياد بن أمين مدني وزير الثقافة والإعلام وألقاها نيابة عنه الدكتور عبد الله الجاسر وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية ورأى فيها أن جمعية الأطفال المعوقين جمعت خيطين ذهبيين بتجسيد أعمالها المباركة اللحمة الحقيقية بين الأفكار المثالية والواقع الحي وبين طموحات المثقف وواقع المواطن.
وقال: "يلاحظ المتابع بكثير من التقدير أن جمعية الأطفال المعوقين في ظل سعيها للانتقال من العمل الاجتهادي إلى العمل المؤسساتي قد تبنت استراتيجية شاملة تتكامل محاورها بهدف تهيئة أفضل الظروف للتعامل مع الإعاقة وتجاوز سلبياتها، ومن هنا طرحت مشاريعها الرائدة كتوظيف المعاقين وتأصيل الرسالة الخاصة بهم وتبني إنشاء أوقاف خيرية يوجه ريعها لدعم الميزانيات والخطط التشغيلية وإعداد البرامج المتكاملة لتأهيل المعاقين ودمجهم في المجتمع ومعه ليكونوا عناصر فاعلة في مشهده، إضافة إلى رصد وتحديد الحقوق والواجبات لهذه الفئة الغالية على قلوبنا جميعا".
وأضاف "يأتى كتاب جمعية وطن الذي نحتفي هذا المساء بتدشينه ليكون شاهد صدق يرصد ويوثق المشوار النبيل الذي قطعته جمعية الأطفال المعوقين النبيلة منوها بما حظي به الكتاب من تقديم كريم من الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض حول الجمعية ودورها الخيري والوطني وكلمات من الوزراء وانطباعات من عدد من الأمراء وزوار الجمعية.
وأكد أنه لا يستغرب هذا الجهد الكبير الذي يقف وراءه شخصية جادة خلاقة تتمثل في الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين.
واستطرد قائلا "إذا كنا جميعا نؤمن بالجهد الكبير الذي تقوم به جمعية الأطفال المعوقين وأنها من أبرز الجمعيات الخيرية التي استطاعت أن تتقن فن العمل الحديث فاتجهت إلى التخصص وتبنت قضية واحدة وأخلصت لها واستطاعت بجهد العاملين فيها أن تحدث تحولا واضحا في موقف المجتمع ورؤيته تجاه هذه الأنشطة والأعمال".
وطرح وزير الإعلام سؤالا يتلخص في أوجه الدعم الذي يجب أن ينشط فيها الأفراد والمؤسسات ولاسيما أن الجميع يدرك الجهد المقدم لهذه الفئة يستدعي ميزانيات ضخمة تستطيع أن تحقق قدرا مهما من الواجب ولم يغفل الدور الذي يمكن أن تقوم به الجهات الرسمية مثل الوزارات والجامعات والمراكز في تكامل الجهود لخدمة هذه الفئة الغالية ورعايتها.
وأكد الوزير مدني أن وزارة الثقافة والإعلام تضع كافة إمكاناتها للتعاون مع الجمعية معربا عن أمله بأن يطرد هذا النهج في جميع مؤسسات الدولة.
ودعا في ختام كلمته إلى ضرورة تكامل القطاع الخاص والمجتمع في دعم المشاريع النبيلة التي تقوم بها الجمعية عادا ذلك الدعم نموذجا لمجتمع التكافل الذي يدعونا إليه ديننا الحنيف.
بعد ذلك سلم الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز درعا تذكارية لوزير الثقافة والإعلام تسلمها نيابة عنه الدكتور عبد الله الجاسر. ثم قام الأمير سلطان بتسليم الدروع وشهادات ووثائق التكريم للجهات والمؤسسات الإعلامية المكرمة، وهي: وزارة الثقافة والإعلام، الشركة السعودية للأبحاث والنشر، وكالة الأنباء السعودية، القناة الأولى، قناة الإخبارية، القناة الثانية، القناة الرياضية، مركز تلفزيون الشرق الأوسط (إم بي سي)، قناة المجد، الإذاعة السعودية، صحيفة "الرياضية"، صحيفة "الشرق الأوسط"، صحيفة "الاقتصادية"، صحيفة "الجزيرة"، صحيفة "الرياض"، صحيفة "عكاظ"، صحيفة "المدينة"، صحيفة "اليوم"، صحيفة "عرب نيوز"، صحيفة "الوطن"، صحيفة "الحياة"، صحيفة "الندوة"، مجلة "سيدتي"، مجلة "المجلة"، مجلة "اليمامة"، مجلة "اقرأ"، صحيفة "البلاد"، شركة المدينة المنورة للطباعة والنشر، مجلة "تجارة الرياض"، مركز الملك فهد الثقافي، عمادة التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد في جامعة الملك سعود، الحرس الوطني، إدارة الثقافة والتعليم بالقوات المسلحة، قناة أوربت الفضائية، قناة عين الفضائية. كما تم تكريم عبد الله بن محمد آل الشيخ رئيس اللجنة الإعلامية السابق في الجمعية تقديراً لجهوده في خدمة الجمعية.
بعد ذلك دشن الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين كتاب (جمعية وطن) الذي أصدرته الجمعية بمناسبة مرور 25 عاما على تأسيسها. وفى ختام الحفل تم التقاط الصور التذكارية بحضور ممثلي الهيئات والمؤسسات الإعلامية المكرمة.