أمضيت 40 عاما في كتابة المصحف الشريف
أوضح الشيخ عثمان طه خطاط المصحف الشريف, أنه قبل البدء في كتابة أي رواية للمصحف يتم الحصول على موافقة من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وكذلك من الديوان الملكي، ويضيف أنه لا بد أن يتفق علماء الروايات على كتابة رواية معينة، وقبل الكتابة أجتمع مع العلماء لأخذ فكرة هذا النوع من الرواية منهم حتى أهضم المعلومات التي فيه.
ثم أهيئ ما يلزم للكتابة من ورق وقلم وحبر حيث أقوم باختيار نوع الورق الجيد واختيار الحبر الأسود الذي يقاوم الطبيعة مهما قدم الزمن، وهناك أدوات خاصة بكتابة القرآن الكريم، فمثلاً هناك قلم خاص يختلف عن بقية الأقلام، وهذا القلم قد هداني الله سبحانه وتعالى إليه، وهو قلم لا يستعمله الخطاطون وإنما أنا من خلال تجربتي التي تمتد لأكثر من 40 عامًا فقد وجدت هذا القلم الذي طوعته على كتابة القرآن الكريم.
وأشار إلى أن المدة التي يحتاج إليها غالبًا في كتابة الصفحة الواحدة تصل إلى يومين قد تزيد وتنقص قليلاً.. حيث آخذ يوما في كتابة النص، واليوم الآخر لكتابة الضبط, يعني التشكيل، وبهذا فإن كتابة المصحف الشريف كاملاً قد يستغرق من الوقت (سنتين ونصف السنة)، كتابة، ثم يأخذ المصحف أكثر من سنة في قسم المراجعة حيث يراجع ما كتب مجموعة من العلماء الأفاضل.. علمًا بأنهم, أي العلماء, يراجعون معي أثناء الكتابة ثم تتم مراجعة أخرى بعد الكتابة حتى يتم التأكد أن هذا النص خال من الأخطاء.
وبعد التأكد من سلامة النص القرآني ترسل المخطوطة إلى المطبعة, وهناك موظفون مختصون بالتصوير والمونتاج وغيره من أمور الطباعة، حيث يرسلون إلينا أول مسودة من القرآن، ثم تجتمع اللجنة وتقوم بمراجعة السورة مرة أخرى.. وبعد مراجعة اللجنة العلمية لمراجعة النص واعتماد سلامة النص بعد التصوير يعطى الإذن للطباعة.
وقال إنه حتى بعد الطباعة فهناك مراقبة النص، وهناك مراقبة النص المبدئي ومراقبة النص النهائي ما يعني أن طباعة القرآن تمر بمراحل مختلفة، حتى يخرج المصحف سالما من الأخطاء، وأن المسلم الذي يأخذ مصحفًا من مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف فإنه يطمئن إن شاء الله على أن هذا القرآن هو كلام الله تعالى الخالي من الأخطاء بإذن الله تعالى..
وأبان أنه قام بكتابة أربع روايات من المصحف الشريف هي: (رواية ورش وهي رواية تختص ببلاد المغرب: (تونس, الجزائر, المغرب, موريتانيا, والسنغال).
وكتبت رواية الدوري لوسط إفريقيا مثل: (السودان, الصومال, والحبشة)، حيث يتلو المسلمون الموجودون في تلك المناطق بهذه الرواية.
ثم كتبت قالون، وهذه الرواية تختص ببلدان مثل: (ليبيا, تشاد, نيجيريا, النيجر, موريتانيا, ومالي) والبلاد التي تقرأ بهذه الرواية وجميع هذه الروايات قد تمت كتابتها وتمت طباعة المصحف لها من مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ويتم توزيعها مجانًا هدية باسم خادم الحرمين الشريفين.
وأكد أن كتابة المصحف الشريف ليس فيها تقنية وإنما تعود إلى مهارة الخطاط بحيث إذا بدأ الصفحة الأولى وحتى نهاية الصفحة الأخيرة يكون الخط بنفس سماكة وحجم الخط دون أي اختلاف.
أما استخدام الحاسب فإنه لا يستخدم في الصفحة المخطوطة إلا عند الإسكنر أو الصور.