60% يخطبون ود حلولنا الدائمة
تهاوت الرأسمالية وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من الانهيار التام، ولكن ماذا فعل المسلمون لتحاشي السقوط مع الحوت الأمريكي ، وهل هناك تفعيل للمصرفية الإسلامية التي أثبتت للعالم أجمع أنها الطريق الصحيح والأوحد نحو الحفاظ على المال وعدم وقوعه وانهياره ، والكرة الآن في ملعب الفقهاء وعلماء الاقتصاد ومفكري الأمة الذين تقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة لتجاوز الوقوع في براثن السقوط الأمريكي المحتمل ، وهو يعني انتهاء عصر القوة الواحدة المهيمنة على كل شيء ، ويتطلع العالم الإسلامي إلى نجاح القائمين على الاقتصاد الإسلامي سواء عن طريق المصرفية الإسلامية في ضوء النجاح الذي حققته ، وجعلت كثيرا من أبناء الأمة الإسلامية ينتظرون الفرج على أيدي هؤلاء الذين يملكون السلاح الأقوى للإنقاذ في الساحة العالمية وهو النظام الاقتصادي الإسلامي ، وهم قادرون على ذلك متى ساروا على النهج الصحيح وفق الرؤية الإسلامية الصحيحة ، ولا سيما أن بعض البنوك الرائدة أخذت على عواتقها المبادرة لتلافي الوقوع في الأزمة، حيث أطلق البنك الإسلامي للتنمية دعوة لعقد ندوة يشارك فيها ممثلون للبنوك الإسلامية لمواجهة أزمة الانهيار المالية العالمية وسبل الوقاية منها ، ويؤمل الكثيرون أن تظهر هذه الندوة بالشكل اللائق الذي يحفظ للأمة المسلمة مكانتها ومحافظتها على ثوابتها وتأكيدها أن الإسلام أوجد الحلول لكل شيء ، وليت شعري كم نحن بحاجة إلى التخطيط المستقبلي في جميع أوجه الحياة ، وفي يقيني أننا سنكون الأميز لأننا نمثل ديننا المعطاء ومصدر سعادتنا ومن دونه لسنا بشيء ، فما أجمل أن نرى مواجهة واقية تحافظ على اقتصادنا الإسلامي من الانهيار وتعطي الانطباع الكبير لهذا النظام الإ سلامي العظيم الذي سر عظمته في قوة تنفيذه ، خاصة إننا رأينا توجه الغرب نحو الصيرفة الإسلامية من خلال المؤسسات البنكية الغربية التي حرصت على الاستفادة من الصيرفة الإسلامية، وانظروا ماذا قالت دراسة بيت الخبرة المالي العالمي (بووتس) في دراسة أعدوها، تقول الدراسة : إن هناك تناميا ملحوظا في الإقبال العالمي على المعاملات المصرفية وفق الشريعة الإسلامية، ولا سيما بين المسلمين المقيمين في الغرب الذين يرغب 60% منهم فيها. وتتوقع الدراسة التي صدرت أخيرا أن يضم 600 مصرف إسلامي حول العالم ودائع تصل إلى 500 مليار يورو حتى نهاية 2008، ليكون نمو هذا القطاع الأسرع في مجالات القطاعات المصرفية ، وهذا ليس بغريب إذا علمنا أن الصيرفة الإسلامية باستطاعتها إيجاد الحلول للعديد من المشكلات التي يعانيها النظام المالي الغربي الناتجة عن التعامل بصيغ وأدوات محرمة هي نتيجة لما يحدث في العالم من تبادل مصالح دون النظر إلى الخطر المحدق بهم ، وربما كانت بأنانية مفرطة بغض النظر عما قد ينتج عنها من مآس للمجتمع مثل الأدوات القائمة على الربا والغرر والجهالة والميسر ، والمؤمل أن تكون فرصة سانحة للمجتمع المسلم أن يقدم نفسه كقوة وحيدة تستطيع أن تدير اقتصاد العالم وفق رؤية شرعية لا يخالجها شك ، وهذا ما نحن فرحون بتحققه، وستكون القيادة في النهاية لهذا الاقتصاد الرباني البعيد عن نتاج البشر ومخططاتهم وخداعهم.