الدولار يستعيد شيئا من قوته.. والأنظار على هذا الأسبوع

الدولار يستعيد شيئا من قوته..  والأنظار على هذا الأسبوع

أغلق الدولار هذا الأسبوع بعد أن استعاد شيئا من قوته أمام العملات باستثناء الجنيه الإسترليني، وبالرغم من البيانات الاقتصادية السيئة إلا أن الدولار لم يعد يلتفت إلى تلك البيانات لكثرتها وأصبح يبحث عن بيانات إيجابية ليبرر قوته. وبالرغم من سوء البيانات الخاصة بأسعار المنازل إلا أنها جاءت أفضل من المتوقع وقد يكون السبب في ذلك أن التوقعات كانت سيئة جدا. وفي نهاية الأسبوع الماضي جاء مؤشر جامعة ميتشيغان الذي يقيس ثقة المستهلك ليسجل أدنى انخفاض له منذ أكثر من ربع قرن مما يدل على تدهور الوضع الاقتصادي للمستهلكين نظرا لارتفاع أسعار السلع والوقود والغذاء إلا أن هذه النتائج السلبية لم تؤثر سلبا في حركة الدولار واقتصر تأثيرها بشدة على سوق الأسهم ولكنها بقيت مرتفعة مع نهاية الأسبوع.

اليورو: تراجع حاد بعد تحقيقه مستويات قياسية

شهد الأسبوع الماضي تحقيق مستويات تاريخية للعملة الأوروبية اليورو أمام الدولار حيث تجاوز سعر اليورو حاجز النقطة 1.6000 ليصل إلى مستويات 1.6018 بعد تصريحات عضو "المركزي الأوربي" السيد كريستيان نوير أن مسؤولي السياسات النقدية للمركزي الأوروبي سوف يتخذون إجراءات صارمة لكبح جماح التضخم إذا لم تتراجع عن معدلاتها الحالية، ولمح إلى رفع اسعار الفائدة أو على الأقل الإبقاء عليها كما هي إلا أنه عاد ليقلل من حدة تصريحاته بشأن أسعار الفائدة وأن خفضها قد يكون ممكنا أيضا. هذا ولم يستقر اليورو طويلا فوق تلك المستويات التاريخية فقد تراجع اليورو بشدة ليخسر أكثر من 450 نقطة خلال الأسبوع ويغلق عند مستويات 1.5590 وهو أدنى المستويات التي وصل إليها اليورو منذ ثلاثة أسابيع وذلك بعد تضارب البيانات الاقتصادية وتصريحات رسمية بأن ارتفاع اليورو بهذا الشكل يعد أمرا مزعجا، إضافة إلى التراجع الكبير في مؤشر IFO الألماني. كما أعطت تصريحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فكرة واضحة عن استياء المسؤولين الأوروبيين من هذا الارتفاع، حيث أشار إلى أن الارتفاع الذي وصل إليه اليورو غير قابل للتصديق. هذا ومن المتوقع أن يبقى البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة كما هي دون أي تغيير عند 4.00 في المائة.

تباطؤ النمو البريطاني

صدرت يوم الجمعة بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول بنفس التوقعات عند 0.4 في المائة بينما كانت القراءة السابقة في الربع الرابع من العام الماضي 0.6 في المائة، والجدير بالذكر أن الناتج المحلي الإجمالي البريطاني تراجع إلى أقل نسبة له منذ بداية عام 2005 وهذا يعني أن النمو البريطاني يتباطأ بشكل واضح إلا أن هذا التباطؤ مبرر بالأزمة الائتمانية التي يمر بها الاقتصاد البريطاني. وفي التصويت الذي أجراه أعضاء بنك إنجلترا المركزي الأسبوع الماضي أيد ستة أعضاء تخفيض الفائدة بمقدار 25 نقطة وصوت واحد لتخفيضها 50 نقطة مقابل صوتين للإبقاء عليها دون تغيير. وبالعودة إلى التباطؤ الذي يحصل قد يكون خفض الفائدة في المرات المقبلة أمرا مستبعدا بعد الخفض المقبل مما يعطي دفعا معنويا للجنيه الاسترليني للانطلاق أمام العملات الأخرى، وهذا ما حدث الأسبوع الماضي أمام اليورو فقد وصل الجنيه الاسترليني إلى أعلى مستوياته أمام اليورو خلال الأسبوعين الماضيين. في المقابل تحصن الجنيه الاسترليني أمام الدولار فقد كان أقل العملات حدة في الهبوط أمام الدولار.
 
الذهب الأسود

ومن أهم الأحداث التي شهدها الأسبوع الماضي بلوغ أسعار النفط مستويات قياسية جديدة على مشارف 120 دولارا للبرميل وجاء ذلك نتيجة لعوامل سياسية واقتصادية أهمها الهجمات التي وقعت على أنابيب النفط في نيجيريا وعوامل اقتصادية أهمها ضعف الدولار. وبالفعل أصبح من الصعب معرفة القائد الأساسي للآخر هل هو الدولار أم النفط، فضعف الدولار تسبب في ارتفاع أسعار النفط وتضخمها الذي يؤثر بدوره في الاقتصاد الأمريكي، وفي المقابل من الصعب على "الفيدرالي الأمريكي" مواجهة هذا التضخم برفع أسعار الفائدة من جديد. أما فيما يخص المخزون الأمريكي من النفط الخام فقد أظهرت البيانات ارتفاعا بأكثر من المتوقع وفي المقابل تراجع مخزون البنزين بأكثر من المتوقع والذي يكتسب أهمية أكبر بسبب قرب موسم الصيف.

أهم أحداث هذا الأسبوع

يكتسب آخر أسبوع من هذا الشهر أهمية كبرى حيث تلتفت الأنظار باتجاه قرار "الفيدرالي الأمريكي" بشأن أسعار الفائدة على الدولار التي من المتوقع استقطاعها بربع نقطة مئوية. خبر استقطاع الفائدة لن يكون جديدا كما أشرنا فهو خبر متوقع ولكن الجديد في الأمر قد يكون هذا الخفض هو الأخير مما يعطي دفعه معنوية للدولار بالاستمرار في القوة. ومن أهم الدواعي للحذر من خفض الفائدة تزايد الضغوط التضخمية التي يواجهها الاقتصاد الأمريكي، ولأن استقطاع الفائدة يؤدي إلى زيادة التضخم الذي أصبح يسبب مشكلة بارزة. وفي الحقيقة الأهم من قطع الفائدة هي التصريحات التي ستصاحب خبر قطع الفائدة التي ينتظرها المحللون بشغف، وغالبا ما توضح هذه التصريحات السياسة المستقبلية أو النية القادمة للفيدرالي من حيث قطع الفائدة أو الإبقاء عليها مستقبلا ورأي الفيدرالي في حالة الاقتصاد وما سيقرر لمعالجة مشكلاته. ومن أهم الأخبار التي ينتظرها السوق هذا الأسبوع أيضا خبر الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول من هذا العام، وقد أظهرت نتائج الربع السابق تباطؤا حادا في الناتج المحلي الإجمالي. ويظل من أبرز أخبار الأسبوع أيضا بيانات البطالة لشهر أبريل (نيسان) وخبر الوظائف الجديدة في غير القطاع الزراعي.

الأكثر قراءة