سوق السلع يتعرض لانتكاسة مؤقتة.. وتراجع جاذبية الذهب
تعرضت السلع إلى انتكاسة مؤقتة خلال الأسبوع الماضي محققة انخفاضاً طفيفاً مع ارتفاع أسعار الأسهم واكتساب الدولار بعض القوة على خلفية تحقق صافي أرباح في الربع الأول أفضل بصورة هامشية من المتوقع.
وقال تقرير لبنك ساسكو شهدت سوق أذونات الخزانة منحنى عائد فعالا أعادنا إلى مستويات لم نشهدها منذ عام 2007.
وللمرة الثانية هذا الأسبوع يتسبب عدم نشر البيانات الاقتصادية المهمة إلى صعوبة التنبؤ بتقارير الأرباح، وهي التقارير المسؤولة بشكل رئيس عن تحديد اتجاه الأسواق ووتيرة حركتها.
وفي الوقت نفسه، وعلى صعيد أخبار الاقتصادات الكلية، من المتوقع أن يعلن بنك إنجلترا عن خطته لمقايضة ما بين 35 و50 مليار جنيه استرليني في هيئة سندات حكومية مقابل أوراق مالية مضمونة برهن عقاري. ومع استمرار الآثار السلبية للمشكلات المتعلقة بالائتمان، فمن المقرر أن يكون الدور قد حان على بنك أسكتلندا الملكي Royal Bank Of Scotland كي يعلن عن تخفيضات في قيمة أصوله الأسمية هذا الأسبوع بمقدار يراوح بين خمسة مليارات إلى سبعة مليارات جنيه استرليني، ومن المحتمل أن يتوج هذه العملية بإصدار أسهم تراوح قيمتها بين 5 و12 مليار جنيه استرليني.
انخفاض مخزونات الطاقة
انخفضت مخزونات الطاقة الأمريكية الأسبوعية أخيرا نتيجة لحدوث انخفاض في الواردات واستخدام المصافي اللذين انخفضا إلى 81.4 في المائة وهو أدنى مستوى منذ إعصار كاترينا. ومع الإغلاق الذي شهده الأسبوع الماضي لموانئ تصدير النفط الرئيسية الثلاثة في المكسيك، والتي تستحوذ على 80 في المائة من صادرات البلد من النفط، فإن من المرجح أن يستمر هذا الخلل، غير أن هذه المشكلة قصيرة الأجل وليست نظامية.
وعلى مدى 19 أسبوعا على التوالي، أوصلت الفوائض في مخزونات البنزين هوامش ربح البنزين إلى صفر تقريبا خلال آذار (مارس). ولكن نقطة التحول تكمن هنا ونحن نعتقد أن شركات المصافي قررت إنتاج كميات أقل تاركة مخزونات المنتجات تنكمش من أجل تحسين هوامش الربح التي تحصل عليها. ويعني ذلك أن الطلب على النفط الخام، والذي يتم استيراد الكثير منه في غير هذه الظروف، سوف يتناقص.
أسعار الطاقة المركبة ترتفع
تسببت الصحف والمعلقون والسوق في كثير من الجلبة حول تخطي النفط حاجز المائة دولار ثمناً للبرميل، وما إن كان هذا السعر سيصبح سراً مستهدفاً خلال الفترة المقبلة. غير أن التحليل الأساسي الذي يدعم هذه الرؤية يفتقر إلى التأكد والأدلة القاطعة. وفي رأينا أن الدولار هو المسؤول عن إعطاء قدر أكبر من التوجه والتركيز لأسعار النفط أكثر من الانخفاضات الحادة السابقة في توقعات الطلب العالمي على النفط لسنة 2008، وأبرزها من الوكالة الدولية للطاقة IEA.
وقد حقق مجمع الطاقة مكاسب جديدة الأسبوع الماضي، ومن ثم لا يمكننا تجاهل الاتجاه الحالي الصعودي، وفي ظل أسبوع آخر محتمل من تقليص مخزونات الطاقة فقد يمكننا أن نرى رقماً قياسياً جديداً. وبالنسبة إلى بداية الأسبوع، فإننا نوصي بالبيع عند زيادة الأسعار إلى نحو 117 دولارا. وتظل توقعاتنا إيجابية بشأن الغاز الطبيعي NGM8، حيث إن الرسم البياني الخاص بهذا القطاع إيجابي تماماً، رغم أن الوقت على ما يبدو لا يزال مبكراً بعض الشيء لهذا الموسم.
انخفاض أسعار المعادن الثمينة
انخفضت أسعار الذهب في الولايات المتحدة الأمريكية يوم الجمعة بنسبة تقارب 3 في المائة بعد أن اكتسب الدولار بعض القوة محققاً ارتفاعاً يزيد على 1 في المائة أمام اليورو.
وفي انخفاض حاد – مصداقا لتحذيرات الأخيرة من عدم الاستقرار المتزايد في السلع – انخفض سعر الذهب تسليم حزيران (يونيو) في قسم كوميكس في بورصة نيويورك التجارية بما يقارب 40 دولارا في غضون ساعات قليلة فحسب، ليصبح سعر الأوقية 908 دولارات ويغلق عند سعر أعلى على خلفية تغطية المركز المكشوف.
ويظل الرأي في الذهب غير واضح على المدى القصير. ومع صدور تقارير بتحقيق أرباح أكثر من المتوقع في الولايات المتحدة وفي ظل سوق أسهم أكثر تفاؤلا، فقد انخفضت جاذبية الذهب كوعاء تحوط ضد ضعف الاقتصاد. ولكن في الوقت نفسه لا تزال هناك توقعات بقيام مصرف الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بإجراء المزيد من التخفيض لأسعار الفائدة، مما قد يضغط على الدولار للنزول، موفراً عامل دعم لأسعار الذهب كي تواصل ارتفاعها.
وفي رأينا فإنه لا يزال هناك احتمال بالمزيد من الانخفاض للدولار خلال هذا الربع، ومع ذلك فإننا لن نندهش بسبب الزيادات الطفيفة في قوة الدولار على المدى القصير. وفي اعتقادنا أن الذهب يمكنه أن يظل تحت الضغط خلال بداية الأسبوع ويشهد مجدداً الانخفاض الأخير لسعر 908 دولارات لأوقية الذهب تسليم حزيران (يونيو) في قسم كوميكس في بورصة نيويورك التجارية.
وفرة أوراق الخزانة وتخفيض سعر الفائدة
ارتفعت العوائد على التزامات الخزانة الأمريكية، على مدى الأسابيع القليلة الماضية، خلافاً للأنباء التي تشير إلى انزلاق الاقتصاد يقيناً ودخوله في مرحلة من الركود. وربما يكمن أحد أسباب ذلك في ضعف الطلب على أوراق الخزانة التي تعد ملاذاً آمناً، أضف إلى ذلك تجدد القلق بشأن ارتفاع أسعار السلع، حيث بدأت بالفعل زيادة الأسعار نظرا لأن ارتفاع تكاليف الوقود تزيد من توقعات التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية وفي غيرها.
الجدير بالذكر أن عرض أوراق الخزانة زاد على مدى الأشهر القليلة الماضية كما أن هناك مزيدا لا بأس به من المعروض في الطريق. وتتأثر كذلك التحركات قصيرة الأجل في عوائد الخزانة بمناورات كبار المستثمرين. فعلى مدى العام الماضي، كان أحد مراكز التداول الشائعة في السوق يشتمل على إحداث ميل حاد في منحنى العائد.