التهرب الضريبي يؤدي إلى استقالة رئيس "سامسونج"

أعلن لي كون - هي أقوى رجل أعمال في كوريا الجنوبية أنه سيستقيل من منصبه أمس، بعدما أمضي 20 عاما على رأس مجموعة سامسونج العملاقة في أعقاب اتهامه في الأسبوع الماضي بالتهرب الضريبي وخيانة الأمانة.
واكتسب لي (66 عاما) مكانة رفيعة أشبه بالبطل في كوريا الجنوبية لدوره في بزوغ نجم "سامسونج" وجاء إعلانه استقالته على شاشات التلفزيون كصدمة في مجتمع اعتاد منذ فترة طويلة مثول رجال الأعمال أمام القضاء.
غير أن محللين أشاروا إلى أن لي وأسرته ما زالا يسيطران على أكبر مجموعة شركات في البلاد يطلق عليها في بعض الأحيان "جمهورية سامسونج" التي تصدر عشرات من شركاتها نحو خمس صادرات كوريا الجنوبية. وتتنوع منتجات المجموعة من رقائق الكمبيوتر والهواتف المحمولة إلى الناقلات العملاقة.
وقال لي في بيان مقتضب أذاعه التلفزيون الكوري أمس "سأتنحى عن منصب رئيس مجلس إدارة سامسونج. أشعر بالحزن لأنه مازال هناك الكثير من العمل الذي يتعين إنجازه لكنني سأرحل مع كل أخطاء الماضي".
وستحل المجموعة مكتب التخطيط الاستراتيجي القوي الذي يقول منتقدون إنه جهاز غامض يمكنه فرض نفوذه على نحو 60 شركة في المجموعة من بينها كبريات شركات مجموعة سامسوج إلكترونيكس، وهي من أكبر الشركات في العالم في مجال رقائق ذاكرة الكمبيوتر وشاشات العرض المسطحة.
كما سيستقيل لي جاي يونج ابن لي الذي كان يتوقع أن يخلف أباه من منصبه التنفيذي ويعمل مع المجموعة في الخارج في دور لم يحدد. ويستقيل أيضا أربعة مسؤولين تنفيذيين آخرين من بينهم رئيس مكتب التخطيط الاستراتيجي والرئيسان التنفيذيان لـ"سامسونج للتأمين البحري والتأمين من الحرائق" و"سامسونج للأوراق المالية".
وانخفضت أسهم "سامسونج للأوراق المالية" و"سامسونج للإنشاء والتجارة" بين 4 و8 في المائة عقب الأنباء التي صدمت الأسواق والمواطنين الذين يكنون إعجابا للي أحد أغنى الرجال في كوريا الجنوبية وأكثر رجال الأعمال احتراما في البلاد.
وتمثل شركات مجموعة سامسونج نحو 20 في المائة من القيمة السوقية للأسهم
المدرجة على اللوحة الرئيسية في بورصة كوريا الجنوبية.
وتوظف المجموعة أكثر من 250 ألفا وإيراداتها السنوية 160 مليار دولار وهو
ما يوازي تقريبا إجمالي الناتج الوطني لسنغافورة.
وبدأ محقق خاص في كانون الثاني (يناير) تحقيقا في اتهامات بالفساد بعد أن
قال مسؤول قانوني بارز سابق في المجموعة إن بعض كبار مديريها أخفوا أموالا وأبقوا على صندوق سري لرشوة ساسة وممثلي ادعاء ومسؤولين.
ووجه الادعاء الاتهام إلى تسعة مسؤولين تنفيذيين آخرين في سامسونج لكنه لم يجد
أي أدلة تدعم الاتهام بالرشوة. وإذا أدين لي بتهمة التهرب الضريبي فإنه قد يحكم عليه بالسجن لفترة تراوح بين خمس سنوات والسجن مدى الحياة.