العروض الترويجية .. أحلام جميلة تنتهي عند "الكاشير"!

العروض الترويجية .. أحلام جميلة تنتهي عند "الكاشير"!

شكك الكثير من المستهلكين في مصداقية العروض الترويجية التي تقدمها أسواق المواد الغذائية المنتشرة في جميع أنحاء العاصمة الرياض، وعبر عدد منهم عن غضبه تجاه هذه العروض التي تتحول إلى أوهام بمجرد مرور السلعة على جهاز المحاسب "الكاشير"، معتبرين ذلك أحد أنواع الغش التجاري.
يقول المواطن حمد البكيري إن بعض الأسواق تلجأ إلى استغفال المستهلكين، وذلك بوضعها عروضا ترويجية، وبأسعار جذابة، لضمان حمل المستهلك هذه السلع إلى "الكاشير"، ثم الرضا بالأمر الواقع عند المحاسبة، مشيرا إلى حادثة قريبة حصلت له تدعم روايته عن العروض الترويجية، "قمت بأخذ سلعة لغسيل الصحون، بعد أن شاهدت المعروض بسعر خمسة ريالات، إلا أنني فوجئت أن سعرها عند المحاسب يختلف وبستة ريالات، أي بزيادة ريال واحد، وعندما سألت المشرف المناوب عن أسباب ذلك، أبدى أسفه، وقام بإهدائي هدية قيمة يصل سعرها إلى 100 ريال كترضية منهم لي، إلا أنني رفضت هذه الهدية والشراء في الوقت نفسه، حيث أعدت السلعة إلى مكانها وذهبت إلى مكان آخر للتسوق". وطالب البكيري إدارات الأسواق بالصدق والوضوح في تعاملاتهم، لكسب رضا المتسوقين، وترك الغش والتلاعب بمشاعر المستهلكين.
المواطن عبد الله القحطاني يؤكد أن بعض أسواق المواد الغذائية لا هم لها سوى الكسب بأي طريقة، مشيرا إلى أنه اشترى أربعة علب من الجبن السائل، وكان سعر العلبة ثلاث ريالات و75 هللة في العرض الترويجي، وعند وصوله إلى الكاشير أصبح سعر السلعة أربعة ريالات و25 هللة! مضيفا "تمت زيادة ريالين على حسابي دون وجه حق، إذ إنني أخذتها نظير السعر المعروض الذي يناسب قدراتي المالية، ولم أكن أعلم أنني سأصبح ضحية لتلاعب مسؤولي هذه الأسواق"، وطالب القحطاني بوقف العروض الترويجية لأنها ـ من وجهة نظره ـ ستفتح أبوابا كثيرة من الغش والخداع، ويرى أن أفضل طريقة لعرض السلعة هو تقديمها بالسعر نفسه المكتوب عليها، ليكون الأمر واضحا للمشتري والبائع.
وحذر المواطن سعود العبودي المستهلكين من التراخي تجاه قراءة فاتورة أسعار المواد الغذائية المشتراة، وقال "التسوق بالنسبة لي هواية قديمة، وأحرص أثناء انتهائي من المحاسب على قراءة الفاتورة للتأكد من صحة أسعار العروض المقدمة"، مشيرا إلى أنه كاد أن يقع فريسة لأخطاء القائمين على هذه الأسواق، حيث قفز سعر السلع التي اختارها في إحدى المرات أثناء مرورها على جهاز الكاشير من 280 ريال إلى 500 ريال مما أصابه بالدهشة، مؤكدا على قراءته للفاتورة بعد ذلك، ووجد أنها قد زيدت بـ 33 دجاجة لم يقم بشرائها، وأن تفسير القائمين على السوق لهذا الأمر كان يرمي التهمة على التقنية، حيث أكدوا له أن جهاز "الماسح الضوئي" أو "قارئ البار كود" كرر قراءة السلعة 33 مرة! أو كما قال أحد المشرفين في السوق أن الخطأ ناتج من المحاسب نتيجة لضغوطات العمل عليه.
"الاقتصادية" التقت حمد صالح مشرف المبيعات في أحد الأسواق، حيث أكد على أن الأخطاء واردة في أي عمل، وأن بعض السلع القديمة تكون بجوار السلع المعروضة، وأضاف أن هذه السلع القديمة لم يتم تحديثها وبالتالي يفاجأ المستهلك بسعرها المرتفع.
وكان الدكتور عبد العالي العبد العالي مدير عام الإدارة العامة لمكافحة الغش التجاري في وزارة التجارة، قد شدد في تصريح سابق على أهمية تعاون المستهلك مع أجهزة الرقابة المعنية لمحاربة الغش، وذلك من خلال المراقبة والمتابعة، وكذلك الإبلاغ عن أية حالات غش تجاري أو تصرفات مشبوهة، وذلك من خلال الاتصال على الرقم المجاني 8001241616، أو الهاتف رقم 4035555، أوالفاكس رقم 4093047.
شرح الصور

الأكثر قراءة