اجتماع روما يقود اتجاهات النفط هذا الأسبوع

اجتماع روما يقود اتجاهات النفط هذا الأسبوع

مع أن السوق النفطية ستتابع ما يمكن أن يتمخض عنه لقاء روما التي تستضيف أعمال منتدى الطاقة العالمي حتى يوم غد الثلاثاء، إلا أن الاتجاه العام فيما يبدو سيكون تبادلا للمواقف بين الدول المنتجة والمستهلكين، حيث لا ترغب الأولى في الاستجابة لطلبات المجموعة الثانية ضخ المزيد من الإمدادات، خاصة مع حالة الانفصام بين سعر البرميل ووضع العرض والطلب، الذي يرى مدير الوكالة الدولية للطاقة أنه في حالة توازن.
وإلى جانب هذا ستتركز الأنظار على تحركات الدولار هذا الأسبوع بصورة أكبر خاصة بعد القفزات التي حققها سعر البرميل الأسبوع الماضي واتضاح صلة سعر البرميل المرتبطة بقوة أو ضعف الدولار. فعندما تحسن وضع الدولار مقابل اليورو خلال الأسبوع الماضي تراجع سعر البرميل إلى نحو 113 دولارا. لكن إذا عاد سعر الدولار ليتراجع مقابل اليورو إلى 1.62 دولار، فإن ذلك يفتح الباب أمام سعر النفط ليصل إلى 118 دولارا للبرميل أو تخطيه، ثم تصبح مسألة وقت حتى يبلغ سعر البرميل 145 دولارا، وهو المعدل الذي يرى المحللون أنه سيضع الشركات النفطية المسجلة في مؤشر ستاندارد آند بور للخمسمائة شركة في نفس الموقف الذي وصلت إليها شركات الإنترنت قبل حدوث انهيارها في العقد الماضي.
من ناحية أخرى عاد العامل الجيوسياسي والأمني بصورة واضحة. ففي تصريحات للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قال إن السعر الحالي لبرميل النفط منخفض جدا وأن على السلعة أن تكتشف سعرها الحقيقي لأنها سلعة استراتيجية، مضيفا أن التصاعد الحالي في أسعار مختلف السلع يجعل سعر البرميل يقل عما كان عليه في عام 1980. لكن مختلف المحللين يرون أن السعر الذي بلغ وقتها 39.50 دولار للبرميل يعادل بسعر اليوم 103.76 دولار وذلك بعد وضع عنصر التضخم في الحسبان، وهو ما تجاوزه سعر البرميل منذ فترة.
يأتي هذا في الوقت الذي بدأت تتزايد فيه المخاوف حول الإمدادات من خلال مؤشرين: ضعف الطاقة الإنتاجية الفائضة لدى المنتجين وما بدأ يبرز من خلال تراجع في حجم المخزون الأمريكي وورود أرقام أقل مما كانت تتوقعه السوق. فالتقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية يشير إلى حدوث هبوط بلغ 2.3 مليون برميل الأسبوع الماضي في مخزون النفط الخام إلى 3113.6 مليون برميل، كما سجل المخزون من البنزين تراجعا بأكثر مما كان متوقعا إذ هبط 5.5 مليون إلى 215.7 مليون برميل. ونتيجة لذلك تراجع الغطاء اليومي للاستهلاك بالنسبة للنفط الخام إلى 22 يوما من 22.1 يوم الأسبوع الأسبق وإلى 23.3 يوم من 24 في ذات الفترة بالنسبة للبنزين. كما سجل إجمالي الواردات من النفط الخام والمنتجات المكررة تراجعا أيضا إلى 12.02 مليون برميل يوميا من 12.14 مليون في الفترة ذاتها.
وعاد القلق الخاص بضمان الإمدادات إلى الواجهة مرة أخرى بعد التفجير الذي قامت به مجموعة نيجيرية مناوئة هي جبهة تحرير دلتا النيجر لخط أنابيب رئيسي تسهم في إدارته شركة رويال دتش/شل والتهديد باستمرار الهجمات حتى يتم تركيع الصناعة النفطية النيجيرية. وبما أن نيجيريا أحد المنتجين الرئيسيين في منظمة الأقطار المصدرة للنفط ومن مزودي السوق الأمريكية بالنفط وأن الهجوم استهدف شركة نفطية غربية كبرى، فإن انعكاسات هذا الوضع كانت كبيرة على سعر البرميل الذي قفز أكثر من دولارين ومعيدا الهموم الجيوسياسية إلى الواجهة مرة أخرى.

الأكثر قراءة