"الهامر" تصبح أصغر حجما لتغيير صورتها الكبيرة السيئة

"الهامر" تصبح أصغر حجما لتغيير صورتها الكبيرة السيئة

مع بلوغ أسعار الوقود مستويات قياسية، بات الأمريكيون يهجرون المركبات الرياضية التي كانوا يعشقونها في وقت ما، إلى سيارات أصغر حجما، وصانعو السيارات يتوقعون تلميع ميزاتها الخضراء "صديقة البيئة"، لا بد أن يقنع والش المشترين بمزايا المركبة التي صارت مرادفة للإسراف في استهلاك الغاز "الوقود"، هامر.
وتراجعت مبيعات سيارة هامر بنسبة تتجاوز الخمس في الولايات المتحدة العام الماضي إلى أقل من 56 ألف مركبة وبنسبة 21 في المائة أخرى في الشهرين الأولين من 2008.
ولكن لا يبحث والش المدير العام لقسم الهامر في شركة "جنرال موتورز" عن التعاطف. وكما يراه هو فإن ناقدي السيارة هم العالقون في فخ الزمن ولا يجدون منه فكاكا، بينما المركبة نفسها تواصل التطور. ويعلق والش على ذلك بقوله إن "هامر" تحافظ على الحصة السوقية في قطاعها "ذلك يؤكد لي أننا مازلنا العلامة التجارية التي تحظى بالتقدير والاحترام في السوق".
ويرى أرون براغمان، المحلل لدى "جلوبال انسايت" الاستشارية، أن هناك فرصة سانحة أمام "هامر" لكي تعيد تشكيل صورتها. ويقول "إذا أردت أن تقدم نفسك كسيارة قوية وخلوية، ما أفضل مركبة يمكن أن تفعل ذلك؟"، ويتابع "عوضا عن الاندفاع عبر البرية، بوسعك أن تسير على مهل".
وتعتزم "هامر" لكي تفعل ذلك، إذ يتعهد والش أنه "أي مركبات جديدة نطرحها في السوق ستكون أصغر حجما من سابقاتها".
إن أول طراز عملاق HI الذي استحدث في 1999 على غرار المركبة التابعة للجيش الأمريكي همفي Humvee "اختصار لـ: مركبة مدولبة ذات القدرة العالية على الحركة والمتعددة الأغراض". كانت بطول أكثر من 15 قدما (4.6 متر) وعرض سبع أقدام. وتم إنتاجها بواسطة "إيه. إم جنرال"، متعهدة الجيش التي تورد مركبة "همفي" أيضا.
وتم وقف إنتاج طراز HI العام الماضي، أما الطرازان المطروحان في السوق حاليا وهما H2 وH3 أصغر حجما وأخف وزنا. ويصنّف طراز H3 كسيارة رياضية متوسطة الحجم, وتتميز بحركة الدوران المحكمة ذاتها لسيارة كامري صالون. وعلى الرغم من ذلك فإن استهلاك هذه المركبة للوقود مقدر عند 14 ميلا للجالون فقط في حالة القيادة داخل المدينة.
سيارة هامر HX، التي تم عرض النموذج التخيلي منها في معرض نيويورك للسيارات الأسبوع الماضي، أصغر من طراز H3 وتدار بمحرك بستة سلندرات بدلا عن ثمانية سلندرات يمكن أن يعمل بوقود يحتوي على 85 في المائة غاز الإيثانول.
إن المساعي المبذولة من قبل "هامر" للتغلب على سمعتها الكبيرة السيئة، التي برزت بوضوح تام جراء الحقيقة أن أرنولد شوازينجر حاكم كاليفورنيا وبطل كمال أجسام سابق، يمتلك العديد منها، لم تقف عند ذلك الحد. إذ إن إحدى نسخه من طراز H2 مزود بجهاز ناقل حركة ست سرعات بدلا عن أربع سرعات، ما يقلل استهلاك الوقود بنسبة 10 في المائة. وكذلك أتاحت الأطراف المربعة الشكل الفرصة للمزيد من الأشكال المدورة، ما يحسّن عملية التحكم في ضغط الهواء واستهلاك الوقود.
ويأمل والش أن تجذب الطرازات الأصغر حجما والتصميم الذي يتميز بالبساطة المشترين الأقل قدرة مالية من فئة الشباب. بينما يستهدف طراز H2 أفراد الأسر الذين يتمتعون بمتوسط دخل 170 ألف دولار، بينما سيتم تسويق طراز HX ضمن شريحة الدخل بين 70 ألفا و80 ألف دولار.
وكذلك تشهد شريحة التسويق تغييرا مستمرا، حتى هذا العام, فإن الرسالة الرئيسة لـ "هامر" كانت تتركز حول خصائصها المميزة، مثل قدرتها في السير خارج الطرقات والحجم، أما الآن يقول والش "نحن في حاجة إلى أن نظهر للعملاء الجوانب المختلفة كافة التي يمكن أن يستفيدوا منها في هذه المركبة".
وتركز أحدث الإعلانات على قدرة "هامر" على حمل دراجة بخارية "تسير على الطرق الوعرة" إلى الطرق النائية وتوصيل أصحابها إلى الأنهار المفضلة لصيد السمك. وهناك نسخ جديدة من طرازي H2 وH3 في متناول الأيدي مزوّدة بصندوق شحن من طراز شاحنة البيك أب.
ولكن يبدو أن أفضل الآمال لدى "هامر" للنمو المستقبلي تقع خارج أمريكا الشمالية – وفي أجزاء من العالم لم تنطلق فيها الحركة الخضراء "البيئة" بعد، فإن السمعة السيئة للطراز ما زال يتردد صداها. ويقول والش إن روسيا تعد إحدى الأسواق الواعدة, وتشمل الأخرى إسرائيل، قطر، دبي، ومصر.
ولكن في الولايات المتحدة, فإن العديد من سيارات الهامر يحتل المرتبة الثالثة، الرابعة أو حتى الخامسة ضمن أسطول سيارات العائلات الثرية، ما يدل أنها ربما تصبح الضحية الأولى لدى حدوث أي ركود.
ويقول والش "نحن علامة تجارية تحتل شريحة محددة في السوق وتجتذب عددا محدودا من العملاء أقل تأثرا من أسعار الغاز من الآخرين".

الأكثر قراءة