رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


فزعة أثرياء ..

[email protected]

أن يهزمنا الغرب في ميادين العلم والتقنية والصناعة والزراعة والإدارة أمر متوقع وها نحن نحث الخطى للحاق بهم، أما أن يهزمنا الغرب في مجال الإنفاق الخيري هذه الهزيمة النكراء من قبل بيل غيتس الذي رصد نحو 30 مليار لتأسيس مؤسسة بيل وميليندا غيتس في عام 2000م كمؤسسة خيرية حول العالم، ومن قبل أرين بوفيت الذي ضاعف حجمها في 2006م بما يقارب عشرة ملايين سهم من أسهم "ببيركشاير هاثاواي" من الطبقة "ب" (مقيمة بـ 30.7 مليار دولار أمريكي في 23 حزيران (يونيو)، 2006)، وللعلم فإن الأهداف الرئيسة للمؤسسة على الصعيد العالمي هي تعزيز الرعاية الصحية والحد من الفقر المدقع، وفي الولايات المتحدة، توسيع فرص التعليم والوصول إلى تكنولوجيا المعلومات.
وأقول إن الهزيمة نكراء لأن الهوة كبيرة بين هذا التبرع وما يتبرع به أهل الكرم والجود من أثرياء المسلمين من الذين تظهر أو تغيب أسماؤهم عن لوائح أثرى أثرياء العالم حيث لم أسمع عن ثري مسلم أو مجموعة منهم تنادوا وتبرعوا بمثل هذا المبلغ أو حتى نصفه لتأسيس منشأة خيرية لمعالجة بعض المشكلات التي تواجه المسلمين في العالم من فقر أو جهل أو مرض أو تخلف علمي وتقني إلى غير ذلك من المشكلات التي لا حصر لها.
وكلنا يعلم أن أيا من أثريائنا يرفض أن يطلق عليه لقب قارون رغم أن خلاصة القارونية هي استهداف جمع المال كغاية لا كوسيلة وبأي طريقة حتى وإن كانت غير قانونية ولا أخلاقية وعلى حساب الوطن والمواطن مع البغي على أفراد المجتمع بحرمانهم من حقهم في ذلك المال الذي فرضه لهم الرزاق كحرمان الفقراء من حقهم من زكاة وخلافه، وحرمان أفراد المجتمع من فوائدة بجمعه وكنزه دون تدويره في الاقتصاد بما يدعم الحركة الاقتصادية ويولد الفرص ويوفر السلع والخدمات بما يرتقي بمستوى معيشتهم، ولو أن الكثير من أثرياء المسلمين اليوم قارن أقواله وأفعاله بأقوال وأفعال قارون لوجد شبها كبيرا إن لم يكن تطابقا كاملا وللأسف الشديد رغم أن النتيجة سيئة للغاية (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ) الآية ?? (القصص).
وهذا لا يعني بالطبع غياب أصحاب الأيادي البيضاء الذين لا يرون في المال إلا وسيلة لتحقيق أهدافهم التي تتعدى توفير الحاجات والرغبات الخاصة والعائلية إلى تحقيق أهداف العائلة أو المنطقة أو المجتمع أو الوطن عامة بل إن البعض منهم يسعى لتحقيق أهداف تنموية على مستوى العالم حيث تسهم ثلة من الأثرياء السعوديين في دعم الجامعات ومراكز الأبحاث العالمية التي تسهم في إيجاد حلول لجملة من المشكلات الصحية والبيئة والاقتصادية.
ومن هؤلاء الذي خرج علينا بتطبيق جميل للتكافل الاجتماعي الأسري رجل الأعمال عجلان العجلان الذي قدم مشروع سكني لأبناء عمومته يضم أكثر من 70 فيلا سكنية بتكلفة إجمالية 100 مليون ريال سعودي في خطوة أفرحتنا جميعا لأنه يضرب بذلك مثلا لرجل الأعمال الذي تجاوز همومة شخصة وأفراد أسرته إلى أفراد عائلته ليحفز غيره من الأثرياء لتقديم مثل هذا المشروع أو أي مشروع أخر لأبناء عمومتهم بما يسهم في تنمية قدراتهم ورفع مستوى معيشتهم وحال مشكلاتهم.
أيضا الأثرياء من عائلة الراجحي ضربوا مثالا رائعا بحجم الأوقاف الهائل الذي يصل لمليارات الريالات للصرف على أقاربهم والصرف في أوجه البر كافة والخير حيث يدعمون المئات من المشاريع الخيرية والتنموية فضلا عن نوعية استثماراتهم التي تسهم في تحريك رأس المال وتوليد الفرص الوظيفية وتوفير السلع والخدمات بأسعار متناولة.
ونما إلى علمي أن ثلة من الأثرياء تنادوا لتأسيس شركة برأسمال كبير بهدف تنمية المنطقة التي ينتمون إليها بما ينشطها اقتصاديا ويوفر فرصا استثمارية لمجتمع أعمالها كما يوفر فرص العمل لشبابها، ولا شك أنه خبر مفرح ونتمنى لهذه الفكرة النجاح لتكون مثالا يحتذى به ليجتمع أثرياؤنا لتنمية مناطقهم وقراهم التي ولدوا وترعروا بها بما يسهم في تحقيق الأهداف التنموية المتوازنة في أنحاء البلاد كافة، وبكل تأكيد أن عودة بعض كبار المستثمرين إلى مناطقهم ومحافظاتهم للسكن والاستثمار كعودة المستثمر المعروف عبد الله العثيم إلى منطقة القصيم تصب في هذا الاتجاه التنموي الرائع.
كلنا ثقة بالعقلاء من أثريا قومنا الذين ينهضون بمسؤولياتهم تجاه مجتمعهم من خلال نوعية وكمية استثماراتهم في قراهم ومحافظاتهم ومناطقهم والوطن عامة التي تحول أموالهم إلى رؤوس أموال منتجه ومولدة للفرص الاستثمارية والفرص الوظيفية، ومن خلال إسهاماتهم الخيرية والإنسانية بشتى صورها في رفع قدرات أبناء الوطن ومعالجة مشكلاتهم من أجل حياة أفضل وأكرم، وكلنا أمل أن نراهم يتجاوزن أثرياء الغرب بالسخاء والعطاء.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي