مشروع طريق الملك عبد الله.. نقلة نوعية في إنشاء الطرق
تمت ترسية عقد الإشراف على تنفيذ المرحلة الأولى من طريق الملك عبد الله في مدينة الرياض بمبلغ 27 مليوناً و30 ألف ريال، ومدة التنفيذ 30 شهراً.
وتم الإعلان عن هذا الخبر في الاجتماع الـ 15 بعد المائة للجنة التنفيذية العليا للمشاريع والتخطيط برئاسة الأمير سلمان بن عبد العزيز رئيس اللجنة التنفيذية العليا للمشاريع والتخطيط لمدينة الرياض. مساء الثلاثاء الثاني من ربيع الثاني 1429هـ، في مقر الهيئة في حي السفارات.
وكان الأمير سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض قد وقع صباح السبت الثامن من جمادى الثاني لعام 1428هـ في مكتبه في منطقة قصر الحكم عقد تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة الشاملة لتطوير طريق الملك عبد الله في الجزء الواقع من غرب طريق الأمير تركي بن عبد العزيز الأول إلى شرق طريق الملك عبد العزيز بمبلغ (698752456 ريالا) ومدة تنفيذه ثلاث سنوات.
نقلة نوعية في إنشاء الطرق
مشروع طريق الملك عبد الله بعد اكتماله، بمشيئة الله، سيكون واحداً من أهم الطرق الداخلية في المملكة، وسيشكل نقلة نوعية في إنشاء الطرق، وجزءا من خطة تطوير شبكة الطرق ونظام النقل والإدارة المرورية في مدينة الرياض، حيث سيحول طريق الملك عبد الله إلى طريق حضري مميز يتلاءم مع دوره كعصب نشاط رئيس في مدينة الرياض وفقاً للمخطط الاستراتيجي الشامل الذي وضعته الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وسيحدث تغييرا في حركة المرور في اتجاه الشرق والغرب في المدينة.
تصميم المرحلة الأولى من الخطة الشاملة لتطوير طريق الملك عبد الله، ركز على تحقيق مجموعة من الأهداف منها:
ـ تحويله إلى طريق حر الحركة للسيارات.
ـ زيادة الطاقة الاستيعابية للطريق من 190 ألف سيارة في الوقت الحاضر إلى 520 ألف سيارة يومياً بعد إنشائه.
ـ تحويله إلى بيئة عمرانية واقتصادية وإنسانية مميزة تتلاءم مع دوره كعصب نشاط رئيس.
ـ تهيئة الطريق لاستيعاب خط القطار الكهربائي والمحطات الخاصة به مستقبلا.
ـ استيعاب أنظمة الإدارة المرورية التقنية المتقدمة.
نطاق العمل في المشروع
يشتمل نطاق العمل في المشروع، على إنشاء ثلاثة مسارات للطريق الرئيس، وعدة مسارات لطرق الخدمة في كل اتجاه، مع زيادة عددها عند التقاطعات والمداخل والمخارج من الطريق الرئيس وإليه، إلى جانب مسار بعرض عشرة أمتار وسط الطريق الرئيس لاستيعاب خط القطار الكهربائي المُزمع إنشاؤه مستقبلا.
كما يشتمل المشروع، على تنفيذ ثلاثة أنفاق طول كل منها 185 مترا عند تقاطع الطريق مع كل من طريق الأمير تركي بن عبد العزيز (الأول)، وشارع التخصصي، وطريق الملك عبد العزيز، ونفق رابع مغلق بطول 700 متر من غرب طريق الملك فهد حتى شرق شارع العليا. وستحتوي المنطقة فوق هذا النفق على طرق خدمة ومسطحات خضراء ومناطق مفتوحة وساحات سيتم استخدامها مستقبلا لمحطة القطار الرئيسة.
نطاق العمل سيتضمن أيضاً إنشاء جسور للمشاة وشبكات الخدمات الخاصة بالطريق من كهرباء ومياه، وتصريف سيول، وإنارة، وأنظمة للسلامة في الأنفاق، ونظام الإدارة المرورية، ونظام المراقبة والتحكم، والنظام التوجيهي والإرشادي، إلى جانب أعمال الزراعة والرصف وتنسيق المواقع، حيث سيتم تكثيف الزراعة والتشجير على كامل الطريق للتقليل من التلوث البيئي الناجم عن انبعاث غاز أول أكسيد الكربون من المركبات المستخدمة للطريق، فضلاً عن تنفيذ شبكات المرافق العامة التي تشمل الكهرباء والمياه وتصريف السيول والصرف الصحي والاتصالات المُغذية للأحياء المحيطة بالطريق.
بيئة عمرانية متكاملة
تطوير الطريق لن يقتصر على الجانب المروري فقط، وإنما سيتم التعامل معه كبيئة عمرانية متكاملة تهتم بجميع الجوانب ذات الصلة، الإنسانية والجمالية والبيئية، إذ ستتم مراعاة متطلبات حركة المشاة والمتسوقين في المنطقة، التي تتمثل في توفير أرصفة فسيحة روعي فيها توفير الممرات المظللة بالأشجار، واستخدام الألوان المناسبة لبلاط الأرضيات.
كما روعي تحديد المواقع الملائمة لأماكن الجلوس، وأماكن انتظار الحافلات وسيارات الأجرة، وكذلك تحديد المواقع الملائمة للوحات الإرشادية والدعائية، وكل ذلك سيسهم في جذب السكان لمنطقة التسوق المحيطة بالطريق وتشجيع مزاولة رياضة المشي ضمن بيئة مميزة.
وفي هذا الشأن تم مراعاة نوعية وحجم الإضاءة الليلية المناسبة لأرصفة المشاة وتمييزها عن تلك المستخدمة لإضاءة الطريق, حيث تم تصميم الإضاءة واختيار وحداتها بشكل يتناسب مع عناصر التصميم العمراني الأخرى، لتحقيق المتطلب الوظيفي والجمالي في آن واحد.
مناطق عبور للمشاة
لتأكيد الربط بين الضفتين الشمالية والجنوبية للطريق، وتسهيل تنقل المتسوقين بشكل آمن وميسر، أكد تصميم المشروع على استغلال المنطقة المغطاة من الطريق كمنطقة عبور للمشاة بعيداً عن حركة المركبات السريعة، واشتملت على مناطق خضراء ومشجرة، تحيط بساحة عامة قريبة من محطة القطارات المركزية على تقاطع طريق الملك عبد الله مع طريق العليا، وهي تعمل على استيعاب حركة ركاب القطار أثناء وصولهم إلى المحطة وتأمين المواقف الكافية لسيارات الأجرة.
نظم للإدارة المرورية المتقدمة
تُشكل الإدارة المرورية عنصراً مهماً في تصميم الطريق وأحد أهداف التصميم التي يرمي إلى تحقيقها على أرض الواقع، وتتمثل في تجهيز الطريق لاحتضان وتشغيل نظم الإدارة المرورية التقنية المتقدمة، فقد وضعت التوجهات العامة لتطبيق هذا الجانب من أجل الاستفادة القصوى من الطاقة الاستيعابية للطريق، ورفع مستوى السلامة المرورية عليه، وذلك باستخدام اللوحات الإرشادية المرورية المتغيرة, ووضع نظام إشارات متكامل على طول طرق الخدمة, ومراقبة الحركة المرورية عند التقاطعات وعلى امتداد الطريق بواسطة كاميرات المراقبة, ونظام التحكم في المداخل والمخارج، وتطبيق نظام إدارة وتوفير المواقف.
خطة لتحويل الحركة
مرحلة تنفيذ المشروع ستأخذ في الحسبان انسياب حركة المرور وعدم إعاقتها أثناء التنفيذ، الأمر الذي يتطلب الكثير من الإجراءات والترتيبات المؤقتة لضمان انسيابية المرور أثناء تنفيذ هذا المشروع، وخاصة عند تقاطع الطريق مع طريق الملك فهد وطريق الملك عبد العزيز ومع شارع العليا العام ذات الكثافة المرورية العالية.
حيث يستلزم تنفيذ المشروع، الحفر بكميات هائلة في الطريق، والقيام بإعادة البناء لجميع الخدمات التي تقع تحت الطريق التي تخدم الأحياء المجاورة وذلك لتناقضها مع مناسيب وارتفاعات الطريق الجديد.
(الحلقة المقبلة: إنشاء مراكز فرعية .. تعالج الاختناقات المرورية)