مقهى في قلب الرياض يجسد العاصمة قبل 60 عاما

مقهى في قلب الرياض يجسد العاصمة قبل 60 عاما

يجسد مقهى متخصص في المشروبات الساخنة بجميع أنواعها، والعربية على وجه الخصوص، في حي المصمك وسط الرياض، العاصمة قبل نحو 60 عاما، من خلال استعانته بصور أثرية قديمة تعود لعقود طويلة، فضلا عن طرازه العمراني القديم، الذي يحاكي قلب المملكة الرياض.
وأصبح المقهى ملتقى ومنتدى للحوار الثقافي والاجتماعي لأهل الرياض مع إجازة نهاية الأسبوع، تتم فيه مناقشة أبرز الموضوعات المستجدة على الساحة، علاوة على ممارسة الهوايات المتنوعة والمختلفة ككتابة الشعر وإلقاء القصائد.
والغريب في المقهى أن المشروبات العربية الأصيلة التي عرفها قاطنو المنطقة منذ زمن، يحضرها ويقدمها للزبائن عمالة وافدة من الجالية الفلبينية المقيمة في الرياض، خضعوا - على حد قول أحد العاملين فيها - لفترة تصل إلى ستة أشهر تحت تعليم وتدريب كفيلهم المواطن السعودي على كيفية إعداد وتحضير القهوة وأساليب تقديمها للزبائن.
عبد الرحمن ذو الجنسية الفلبينية يعمل في المقهى يقول لـ"الاقتصادية" بلغة عربية مكسرة وركيكة:" يزداد إقبال المواطنين فضلا عن المقيمين من الجنسيات العربية على المقهى مع إجازة نهاية الأسبوع، حيث تزداد قيمة مبيعات المحل لتصل في اليوم الواحد إلى نحو 1500 ريال".
عبد الرحمن وعدد من زملائه خضعوا لفترة بلغت نحو ستة أشهر، مع كفيلهم السعودي حول كيفية إعداد القهوة وتقديمها وصبها للزبائن، حتى تمكن وزملاؤه من إتقان الصنعة، وبالتالي شرع فورا إلى أرض الميدان لاستقبال زبائنه من المواطنين والمقيمين.
وقال عبد الرحمن: إن معظم مرتادي المقهى يرغبون في شرب القهوة العربية الأصيلة التي يقدمها المقهى، وسط طقوس توحي لشاربيها بأنهم في أرض العاصمة قبل ستة عقود. وأضاف: طلب دلة القهوة يصاحبها آنية مجانية من التمر، وأخرى من الماء.
أما محمد العلي مرتاد للمقهى بشكل دوري ومستمر يوضح أنه يقصد المقهى نهاية الإجازة للترويح عن النفس داخل أجواء الرياض. وقال:" أشرب القهوة بصحبة زملائي من أجل أن نتسامر ونتحدث عما هو جديد على الساحة في الرياض، علاوة على التطرق إلى الجوانب التاريخية التي يحاكيها المكان، واستذكار الماضي العريق للعاصمة وأبرز الأحداث التي كانت قريبة من موقع المقهى".
وزاد: تعد المقاهي من الأماكن الترويحية التي يستطيع أن يقضي فيها الشخص وقته ويتناول الموضوعات المهمة المتعلقة بشؤون حياته". وعن أسعار المقهى وهل هي مناسبة أوضح أن الأسعار ليست باهظة وهي مقارنة بالمكان تناسب جميع فئات المجتمع وفي متناولهم.
يذكر أن القهوة العربية الأصلية قهوة دسمة، يشتهر أهل الجزيرة العربية والخليج بشربها باستمرار حتى أصبحت جزءا من حياتهم. في حين عرف أن مخترع القهوة هم العرب. وتضيف هذه القهوة العربية بمجالس الرجال، وخصوصاً البدو من العرب. كما تضيف هذه القهوة بنسبة صغيرة في كاسات التي ليس لها مقبض "فناجيل". ويختلف متذوقوها في العالم العربي من ناحية المزاج والكيف فالبعض يفضلها سوداء والبعض بيضاء والآخر بنية. وهي مشهورة ومتداولة بين المسنون في العالم العربية الذين يفضلون شربها في أوقات متفرقة.

الأكثر قراءة