رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


هل المستقبل لتصنيع الأعلاف؟

أقر مجلس الوزراء الأسبوع الماضي الخطة الوطنية لتشجيع صناعة الأعلاف المركزة وحسن استخدامها ودعم مدخلاتها بهدف زيادة المعروض من الأعلاف المركزة, ومن أهم ركائزها تشجيع تقديم عليقة مثلى للماشية تسهم في تقليل التكاليف الإنتاجية، والمحافظة على صحة الحيوان ووقايته من الأمراض، وتقليل الاعتماد على استهلاك الشعير لكونه مدخلا غير اقتصادي، والتوفير على خزانة الدولة، وتدوير المبالغ النقدية داخل المملكة بدلا من دفعها لمصدري الشعير الأجانب، إضافة إلى ما سيترتب على استهلاك الأعلاف المركزة من زيادة في إنتاجية الوحدة المنتجة من الماشية وخفض كمية المياه المستخدمة لري الأعلاف الخضراء. والمتابع لصناعة الأعلاف في المملكة, رغم ما يشوبها من بطء, تطورت بشكل تغير معه المفهوم السائد للأعلاف, الذي كان ينحصر في الأعلاف الخضراء فقط, إلا أن هذا المفهوم تغير لدى بعض مربي الماشية وتنوع بين مربي الماشية فمنهم من توجه لتقديم الشعير كعليقة فقط للماشية، في حين حدث تغير إيجابي لدى البعض الآخر في نوعية العليقة المقدمة لمواشيهم باعتمادها على عليقة مصنعة تمشيا مع التغيرات التي حدثت في مجال إنتاج الثروة الحيوانية التي تحولت من صناعة لتوفير احتياجات الأسرة من اللحوم والألبان والبيض إلى مجال استثماري واسع. وتطورت هذه الصناعة شأنها شأن الصناعات المرتبطة بالقطاع الزراعي، وبدأت المحاولات الأولى لتصنيع الأعلاف في المملكة عام 1964 في المنطقة الشرقية ثم توالت مصانع الأعلاف في الانتشار حتى بلغت المصانع المرخص لها في المملكة 52 مصنعا بطاقة تخطيطية تقدر بنحو 5.2 مليون طن بينما المشاريع القائمة 41 مشروعا تمثل نحو 79 في المائة من إجمالي الأعداد المرخصة طاقتها الفعلية نحو 2.9 مليون طن تمثل نحو 56 في المائة من إجمالي الطاقة التخطيطية، وهذا يدلل على أن هناك فجوة بين العرض والطلب على مخرجات مثل هذه المصانع تميل لصالح الطلب وتلك المؤشرات تثير تساؤلات حول عدم الاستغلال الكامل لطاقات المصانع الإنتاجية على الرغم من وجود الحوافز والمزايا الممنوحة لتلك المشاريع، وقد يعزى ذلك إلى وجود المنافسة الداخلية بين مصانع الأعلاف المحلية القائمة, الذي بدوره يؤثر في المصانع الصغيرة, وبالتالي إغلاقها، إضافة إلى توجه مربي الماشية لاستهلاك الشعير مما يخفض الطلب على مخرجات مصانع الأعلاف المرتبطة بعليقة الماشية مع أن استهلاك الشعير غير اقتصادي بالنسبة لمربي الماشية لأن نحو 30 في المائة يخرج كما كان دون أي هضم, إضافة إلى أن الشعير لا يحتوي على المكونات الرئيسية المطلوبة لعملية التغذية المتكاملة للحيوان، ما يعني أهمية تطور مثل هذه المصانع والاستغلال الأمثل لطاقاتها الإنتاجية للرفع من قدراتها الإنتاجية وإمكانية أن يكون لها تكتل فيما بينها والعمل على الشراء الموحد لمدخلات الإنتاج المستوردة لخفض تكاليف هذه المصانع والاستفادة من الحوافز التي ستوفرها الدولة بعد إقرار الخطة الوطنية للأعلاف التي بدورها تخلق فرصا استثمارية حقيقية للاستثمار في هذا المجال وخاصة للشركات الزراعية المساهمة لتنويع نشاطها التصنيعي ولتسهم في زيادة المعروض من هذا العنصر الإنتاجي. ووجود مثل هذه الفرص تؤكد أن المستقبل لصناعة الأعلاف المركزة التي قد تميل الكفة لصالحها في حال المقارنة مع استهلاك الشعير أو الأعلاف الخضراء كل على حدة إذا توافرت الظروف المناسبة الهادفة إلى توفير عليقة صحية وإدخال مؤيدي استهلاك الشعير في دائرتهم.

[email protected]

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي