"الاحتياطي الفيدرالي" الأمريكي يستعد لخفض جديد في معدل الفائدة الرئيسية
يستعد "الاحتياطي الفيدرالي" الأمريكي (البنك المركزي) لخفض جديد مهم في معدل فائدته الرئيسية لمواجهة تدهور الوضع الاقتصادي والمالي المقلق.
ويجتمع الاحتياطي الفدرالي الأمريكي اليوم لدراسة مستوى فائدته الرئيسية الذي جعله 3 في المائة بعد تخفيضات متسارعة. وكان الاحتياطي خفض فائدته خصوصا 1.25 نقطة في فترة ثمانية أيام. ورأى المحللون أنه ينبغي توقع تحرك جديد واسع.
وقالت شيري كوبر كبيرة الاقتصاديين في "بي إم أو كابيتال ماركتس": "توقعوا أن تروا الاحتياطي الفيدرالي يخفض معدلات فوائده ثلاثة أرباع النقطة (وحتى أكثر) الأسبوع المقبل".
وليس هذا رأيها وحدها، فهو يترجم توجها سريعا يتفق بشأنه المحللون. فقبل أيام فقط، كانت الأسواق تتوقع خفضا من نصف نقطة مع فرصة صغيرة بالوصول إلى ثلاثة أرباع النقطة.
لكن الأحداث انقلبت منذ ذلك الوقت ويتوقع المحللون مبادرة غير مسبوقة.
ولفت المحللون في "جلوبال انسايت" إلى أن "هناك فرصة صغيرة لتخفيض (الفائدة) نقطة واحدة، بالاستناد الى الاضطرابات في الأسواق المالية وآخر الأرقام المشجعة جدا بشان التضخم".
والتوضيح الأول لذلك هو أن الآفاق غامضة للغاية مع تقلص في سوق العمل وتراجع الاستهلاك وقفزة أسعار النفط والذهب.
وباتت غالبية من الاقتصاديين تعتقد أن الولايات المتحدة دخلت في فترة انكماش بحسب الاستطلاع السنوي الذي أجرته "وول ستريت جورنال" ونشر الجمعة.
وذكرت شيري كوبر "إن الاقتصاد الأمريكي في حالة انكماش. هناك مخاطر تدهور تترجم في فقدان ثقة المؤسسات والمستهلكين وندرة التسليف" ومخاطر الأوضاع السلبية للمؤسسات المالية.
وهذا التراجع في الظروف الاقتصادية يدعو إلى خفض أكيد لمعدلات الفائدة حتى ولو باتت مهمة "الاحتياطي الفيدرالي" الأمريكي أكثر دقة في إطار الضغوط التضخمية. لكن المحللين يشددون مع ذلك على أن استقرار أسعار المواد الاستهلاكية في شباط (فبراير) الذي أعلن الجمعة، يشكل مفاجأة كبرى لـ "الاحتياطي الفيدرالي" ستسمح له بتخفيض معدل الفائدة دون أي ندم. والعامل الثاني الذي يدعو إلى خفض كبير في معدل الفائدة يأتي من القطاع المالي.
والجمعة، كشف بنك "بير ستيرنز" عن مشكلات خطيرة في السيولة لديه دفعته إلى طلب التعويم بصورة عاجلة من قبل الاحتياطي الفدرالي الأمريكي. والخميس، أعلن صندوق الاستثمار "كارلايل كابيتال كوربوريشن" أنه على شفير الإفلاس بعد أن أخفق في تسديد نحو 17 مليار دولار من الديون. وتكشف هذه المشاكل تدهورا سريعا في الأوضاع المالية. إلا أن "الاحتياطي الفيدرالي" الأمريكي أعلن إدراكه لهذا الخطر وكثف من مبادراته في الأسابيع الأخيرة.
والثلاثاء الماضي، كشف عن إجراءات لزيادة السيولة في الأسواق بالتنسيق مع عدد كبير آخر من المصارف المركزية، وأعلن استحداث إجراء جديد يسمح بإقراض 200 مليار دولار لمجموعة من المصارف الكبرى.
وأشار المحللون آنذاك إلى سعي "الاحتياطي الفيدرالي" الأمريكي الحثيث للاستفادة من الوقت لتفادي سلوك طريق خفض جديد في معدلات فوائده بصورة عاجلة. لكنه قد يتحرك الآن بشكل حاسم بعد أن دقت ساعة خفض المعدلات.
وقال ايتان هاريس من مؤسسة "ليمان براذرز" إن "رئيس "الاحتياطي الفيدرالي" بن برنانكي يعرف أن حصول انكماش كبير أمر مرجح من دون سياسة نقدية صارمة. وإذا فشلت محاولة أولى في تحرير السوق، فحاولوا مرة أخرى".
ويتوقع هاريس هو الآخر خفض ثلاثة أرباع النقطة الثلاثاء قبل سلسلة جديدة من التخفيضات "التي ستجعل من معدل الفائدة الرئيسية 1 في المائة في مطلع 2009".