الشركات الأمريكية الخاسرة في الرهن العقاري تلجأ إلى الاستدانة من "الاحتياطي الفيدرالي"
أسواق الأسهم
سجلت الأسهم في جميع الأسواق العالمية هبوطاً الأسبوع الماضي بعد أن أجبرت شركة بير استيرنز الأمريكية، ثاني أكبر ضامن لسندات الرهن العقاري الأمريكية، على الحصول على تمويل من بنك الاحتياطي الفيدرالي ومن "جي. بي مورجان" بعد أن تدهورت مستويات السيولة لديها بدرجة كبيرة. وأغلقت الأسواق الأمريكية متباينة هذا الأسبوع في ظل تصاعد حالة عدم التيقن. وسجل مؤشر داو جونز ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.48 في المائة، تلاه مؤشر ناسداك الذي أغلق مستقراً عند مستوى 2.212.49 نقطة، ثم مؤشر إس آند بي 500 الذي انخفض بشكل طفيف بنسبة 0.4 في المائة، كما سجل مؤشر فاينانشيال تايمز في بورصة لندن انخفاضاً بنسبة 1.2 في المائة. من جانب آخر، كانت استجابة الأسواق الآسيوية كبيرة للحالة الضبابية التي تسود الاقتصاد العالمي، حيث انخفضت تلك الأسواق وعلى رأسها الصين التي سجل مؤشرها، مؤشر شنغهاي المركب، أكبر انخفاض من بين جميع الأسواق الآسيوية بنسبة بلغت 7.86 في المائة، تلاه مؤشر نيكاي 225 الذي انخفض بدرجة كبيرة بنسبة 4.23 في المائة بينما سجلت الأسواق الهندية وأسواق هونج كونج انخفاضاً طفيفاً مقارنة بالأسواق الآسيوية الأخرى بنسبة 1.35 و1.17 في المائة على التوالي.
الولايات المتحدة
في ظل تصاعد حالة عدم التيقن في الأسواق الأمريكية، فقد هبطت معظم الأسهم لليوم الثالث على التوالي خلال هذا الأسبوع بعد أن طلبت شركة بير استيرنز ضماناً من بنك الاحتياطي الفيدرالي ومن "جي. بي مورجان شيس" قروضاً لتفادي الانهيار. وقد سجلت "بير استيرنز"، ثاني أكبر البنوك الاستثمارية الضامنة للاكتتاب لسندات الرهن العقاري الأمريكية، أكبر انخفاض لها على الإطلاق بعد أن أعلنت الشركة أنها تعاني عجزا في السيولة النقدية مما أجج المخاوف من أن البنوك الأخرى تعاني من شح التمويل والسيولة أيضا. وقد أثر هذا الإعلان سلبا على تقارير اقتصادية سابقة كانت قد أوضحت أن مستوى التضخم يشهد استقراراً بينما لم يتغير مستوى ثقة المستهلكين في شباط (فبراير) على عكس توقعات المحللين مما سهّل على رئيس مجلس إدارة بنك الاحتياطي الفيدرالي بن برنانكي عملية خفض أسعار الفائدة لتعزيز الثقة بالاقتصاد. وسجلت مجموعات القطاعات الصناعية العشر المدرجة في مؤشر ستاندارد آند بورز 500، انخفاضاً بقيادة "ليمان براذرز هولدنجز" و"سيتي جروب" وبنك أوف أمريكا.
وعقب تسبب السيولة التي تم توفيرها لإنقاذ شركة بير استيرنز في هبوط الأسهم والدولار إلى مستويات قياسية من الانخفاض، فقد أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش، في محاولة منه لتهدئة المستثمرين، بأن صُناع السياسة سيتخذون "الخطوات الملائمة" لدعم استقرار النظام المالي، ويعني بذلك رئيس مجلس إدارة بنك الاحتياطي الفيدرالي ووزير الخزانة اللذين يعلق عليهما الآمال باتخاذ الخطوات الملائمة لإشاعة الاستقرار في الأسواق الأمريكية.
آسيا
هبطت الأسهم الأسيوية هذا الأسبوع لأدنى مستوى لها منذ شهرين بقيادة شركات التصدير مثل شركة سوني وشركة هن هاي إثر المخاوف من أن اتساع رقعة خسائر الائتمان في الولايات المتحدة وأسعار النفط القياسية سيؤديان إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
لم تفلت الأسهم اليابانية أيضاً من شبح الهبوط إذ استمرت في انخفاضها للأسبوع الثاني على التوالي بعد أن خفضت بعض الشركات تقديراتها للأرباح واقتراب الين من أعلى مستوى له من الارتفاع منذ 12 عاماً مما أدى إلى تقليص الأرباح التي تحققها الشركات من صادراتها الخارجية. وسجلت أسهم شركة ميتسوبيشي ستيت، انخفاضاً لليوم الثاني على التوالي بينما قادت شركة نومورا هولدنجز شركات الخدمات المالية إلى الانخفاض إثر توقع انهيار المزيد من الصناديق الاستثمارية بعد تعسر صندوق مجموعة كارليلي. وبالنسبة لشركة هوندا للسيارات، التي تحصل على أكثر من نصف أرباحها من مبيعاتها لدول أمريكا الشمالية، فقد سجلت أسهمها أكبر انخفاض لها منذ نحو ثلاث سنوات. وتشمل القائمة أيضاً شركة ليوبالاس21 وشركة أزل وهما من الشركات التي أعلنت أمس عن خفضها أرباحها المتوقعة، بينما أظهرت مبيعات شركة طوكيو كوندمنيوم ركوداً في الطلب. وتعزز موقف الين أمام الدولار بعد أن تزايدت المخاوف من اتساع خسائر أسواق الائتمان. هذا، وقد هبط مؤشر نيكاي 25 بمقدار 541 نقطة أو بنسبة 4.23 في المائة ليغلق عند مستوى 12.241.60 نقطة.
وسجلت الأسهم الصينية أكبر انخفاض لها خلال عام واحد وأكبر خسارة على مستوى المنطقة الآسيوية إثر مخاوف من إقدام الحكومة على رفع أسعار الفائدة لاحتواء التضخم وتهدئة معدل النمو الاقتصادي في أسرع الاقتصاديات الرئيسية نمواً في العالم. وسجل مؤشر شنغهاي المركب أكبر انخفاض له بنسبة بلغت 7.86 في المائة مقارنة بالأسواق الآسيوية الأخرى وأغلق الأسبوع عند مستوى 3.962.67 نقطة.
أوروبا
هبطت الأسهم الأوروبية هذا الأسبوع بعد أن أجبرت شركة بير استيرنز على الحصول على الأموال من بنك الاحتياطي الفيدرالي وشركة جي بي مورجان للخدمات المالية ما زاد من المخاوف بأن الفصل الأسوأ من أزمة الائتمان لم ينته بعد. وقد انخفضت أسهم بي. بي. إس أيه جي، أكبر بنك في القارة الأوروبية وأسهم شركة إتش بي أو إس. وهبطت أسهم شركة الخطوط البريطانية، ثالث أكبر ناقل جوي في المنطقة الأوروبية متأثرة بالارتفاع القياسي في أسعار النفط. وفي قطاع صناعة الهواتف المتنقلة، قادت شركة نوكيا، كبرى الشركات في العالم في هذا القطاع، الانخفاض في أسهم الشركات الحساسة للنمو الاقتصادي. وسجلت أسهم شركة يوروبيان إيرونوتك دفنس آند سبيس هبوطاً عقب إعلانها أولى خسارة سنوية لها منذ خمس سنوات. هذا، وقد انخفض مؤشر فاينانشيال تايمز 100 بنسبة 1.2 في المائة أو 68 نقطة ليصل إلى 5.631.70 نقطة عند إغلاق الأسبوع.
أسعار العملات
هبط الدولار الأمريكي مقابل جميع العملات الرئيسة هذا الأسبوع، إذ هبط إلى مادون 99 يناً للدولار خلال 12 عاماً وسجل هبوطاً قياسياً مقابل اليورو، إذ أغلق الأسبوع عند سعر 1.5674 دولاراً لليورو بعد أن قدم "مورجان آند ستانلي" وبنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك قروضاً لإنقاذ شركة بير استيرنز نتيجة لاتساع خسائر سوق الائتمان. كذلك انخفض سعر الدولار إلى أقل من فرنك فرنسي واحد لأول مرة في تاريخه حيث توقع المتعاملون أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض سعر الفائدة بمعدل نقطة مئوية واحدة لتجنب الركود. ومن جانب آخر، وباستثناء الين الياباني الذي ارتفع مقابل جميع العملات الأخرى، فقد ارتفع الفرنك السويسري أمام بقية العملات هذا الأسبوع نتيجة خفض المستثمرين حيازاتهم من الأصول ذات العائدات المرتفعة الممولة بقروض ذات أسعار فائدة منخفضة. وباستثناء الين الياباني والفرنك السويسري، فقد ارتفع اليورو أمام بقية العملات الأخرى التي شملها هذا التقرير، ومنها الجنية الإسترليني الذي وصل إلى 1.2887 يورو.