أعضاء الوفد: الزيارة فتحت آفاقا أوسع للوقوف على نمو "التنين الصيني"
تحدث لـ"الاقتصادية" عدد من أعضاء الوفد السعودي عقب زيارتهم الصين، حيث أبدوا سعادتهم بهذه الزيارة معتبرين أنها كانت بمثابة فرصة للاطلاع على أحدث المستجدات الاقتصادية الصينية، ولقاء رجال الأعمال والمسؤولين الصينيين والوقوف على الخبرات هناك في المجالات الصناعية والتجارية والتعليمية أيضا.
وأوضح فهد القاسم رئيس وفد لجنة شباب الأعمال السعودي، أنها المرة الأولى التي يرأس خلالها وفدا رسميا سعوديا، وكانت تجربة فريدة من نوعها له شخصيا، مفيدا أن لجنة شباب الأعمال هدفت من خلال هذه الزيارة إلى تطوير خبرات أعضاء اللجنة وتشجيعهم على اللقاءات المشتركة، وتكوين علاقات عمل مستقبلية والتعاون مع الجهات المناظرة.
وبيّن القاسم أن من أهم التوصيات التي خرجنا بها من هذه الزيارة، هو ضرورة فتح مكتب للترويج الاقتصادي للسعودية في الصين "بكين وشنغهاي" كجزء رئيسي من دور الملحقية التجارية في الصين، وتوجيه الدعوة لرجال وشباب الأعمال الصينيين لزيارة المملكة، وكذلك تنظيم زيارات مماثلة للوفود المتخصصة مثل المقاولين، ودعوة الكلية الصينية الأوروبية لإدارة الأعمال التي أبدت رغبتها في زيارة المملكة.
وأضاف القاسم أن من التوصيات المهمة أيضا، إعداد قوائم بريدية للمسؤولين الصينيين وتزويدهم بالمعلومات المهمة عن المملكة والمستجدات الاقتصادية، وعمل المزيد من الاتفاقيات بين الجانبين، الترتيب لمشاركة سعودية في المعرض الدولي Expo China الذي سيقام في شنغهاي عام 2010، والمشاركة في المعارض الثقافية الصينية لترسيخ صورة ذهنية إيجابية عن المملكة، وزيادة البعثات الدراسية إلى الصين خاصة في الدراسات العليا، إضافة إلى اقتراح منح مستمرة للدراسة في الكلية الصينية لإدارة الأعمال.
من جانبه، أوضح الدكتور صالح بن عبد العزيز النصار أستاذ المناهج وتعليم اللغة العربية المشارك في جامعة الملك سعود وأمين عام المركز الوطني لأبحاث الشباب، أن هذه الرحلة جاءت بدعوة من اللجنة الوطنية لشباب الأعمال وبمبادرة من المركز الوطني لأبحاث الشباب وبدعم من جامعة الملك سعود حيث تكفلت الجامعة بجمع تكاليف ومصروفات هذه الرحلة بالنسبة للطلاب المشاركين ضمن الوفد وعددهم خمسة طلاب من المتميزين في كليات الجامعة المختلفة. وأضاف أن الرحلة هي ثمرة تعاون بين المركز ولجنة شباب الأعمال، حيث سيوقع الطرفان مذكرة تفاهم تتضمن عددا من مجالات التعاون المشتركة التي تعود بالنفع على مستوى الشباب عموما وعلى مستوى شباب الأعمال خصوصا.
وبيّن النصار أن الزيارة هدفت إلى إطلاع الطلاب المشاركين على فرص النمو والازدهار والتقدم العلمي والثقافي للجامعات الصينية ومراكز البحث والاستفادة من الخبرات في تعزيز مجالات النمو العلمي والثقافي في المملكة العربية السعودية وفي جامعة الملك سعود خصوصا، مفيدا أن الوفد استفاد من هذه الزيارة حيث ضم الوفد عددا من شباب الأعمال السعوديين ممن يمتلكون خبرات اقتصادية مختلفة ومتراكمة في مجالات الاقتصاد والتجارة، وكذلك احتكاك الطلاب مع أساتذة الجامعات التي تمت زيارتها، وكل ذلك أسهم في تكوين خبرات مشتركة وهذا بحد ذاته مكسب كبير.
من جهته، ذكر محمد القويز رجل الأعمال وعضو لجنة شباب الأعمال، أنها المرة الأولى التي أشارك خلالها ضمن وفد رسمي حكومي، وكان انطباعي عن هذه الزيارة أفضل مما توقعت حيث بذل المسؤولين في الجهات المنظمة للزيارة ممثلين في اللجنة الوطنية لشباب الأعمال و مجلس الغرف السعودية والهيئة العامة للاستثمار، جهودا يشكرون عليها من ناحية تنظيم الرحلة وبرنامج الزيارات التجارية والاقتصادية للجهات ذات العلاقة وكذلك الاتصالات مع الجهات الصينية المختلفة. وأضاف "كنت سعيد جدا بطريقة التنظيم وباختلاف الجهات والنشاطات التي شملها برنامج الزيارة سواء كانت من الناحية الثقافية أو التاريخية أو الحضارية أو الاقتصادية والتجارية".
وقال القويز: بهرت جدا عن صورة الدولة حيث كانت تلك الصورة في مخيلتي مختلفة تماما عما رأيته في الواقع، ولم أكن أتصور أن تكون الصين بهذا القدر الكبير من التطور خاصة أنها تعد دولة نامية، وأنا زرت في السابق الهند وهي دولة نامية أيضا ولكن الفرق بين الدولتين كان شاسعا جدا، مضيفا أنه عند وصولنا إلى شنغهاي فوجئت بأن هذه المدينة تشبه في حضارتها والخدمات والبنية التحتية، مدنا وعواصم تجارية كبيرة مثل لندن ونيويورك، وكذلك مقدار النشاط الاقتصادي كان مبعثا للاحترام والتقدير.
وتحدث أحمد بن عبد الكريم الصالح الطالب في جامعة الملك سعود وأحد المرافقين للوفد بقوله "مجرد الحديث عن رحلة إلى الصين للاطلاع ومشاهدة تجارب الصينيين، ومعرفة اهتماماتهم قرار سليم في محله وعين الصواب، فبالمشاهدة وحدها نستطيع الحكم على تجارب الآخرين ومعرفة إيجابياتهم وإدراك سلبياتهم في الوقت نفسه. والصين بما تملكه من إرث حضاري مدهش يعود إلى أكثر من ألفي سنة".
وأضاف الصالح أن الصين التي تحكمها مجموعة معقدة من العادات والتقاليد، جعلت من مواطنيها متحفظين بعض الشيء.. لكن بالاطلاع على معدل نمو وحجم الاستثمارات والذي يزداد وبقوة سنة بعد سنة، يصاحبه تطور عمراني وتكنولوجي مذهل، جعلتنا نؤمن بأن التنين الأحمر نهض من الرماد. وهنا يأتي السؤال: هل عملت المملكة بما يكفي لاستقطاب التنين؟
وبدورها أفادت كرستال منظمة زيارات الوفود في شركة النادي الثقافي الصيني والتي رافقت الوفد السعودي خلال تنقلاته في بكين وشنغهاي، أنها أول مرة ترافق وفدا عربيا في الصين حيث عملت في السابق مع وفود أوروبية وأمريكية، إلا أن أول انطباع لها عن السعوديين أنهم محترمون ولطيفون في تعاملهم، مضيفة "علمت أن الوفد سيتكون من عدد من الرجال ولا توجد فيه أي امرأة، وكنت خائفة كيف سأتصرف كسيدة واحدة وسط مجموعة من الرجال، إلا أنني في النهاية سعيدة بهذه التجربة ووجدت أن جميع أفراد الوفد محترمون".
وأضافت كرستال أن الوفود التي عملت معها في السابق جميعها سياحية، إلا أن الوفد السعودي فتح لها فرصة التعرف على عدد من الجهات الاقتصادية حيث تميزت زيارة الوفد السعودي بتنوع مجالاتها الاقتصادية والتجارية والسياحية أيضا وهي المرة الأولى التي تزور خلالها الشركات والمصانع الصينية، مضيفة أنها سعيدة بأنها تعرفت على الثقافة السعودية وتتعلم من ثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم.