أسواق التمور تترقب تراجعات حادة في المعروض
توقع خبير زراعي في مجال النخيل أن حجم إنتاج التمور سيقل في منطقة القصيم بنسبة تراوح بين 30 و35 في المائة من حجم الإنتاج الفعلي حيث سيكبد سوق التمور خسائر تصل قيمتها إلى أكثر من 300 مليون ريال.
وأرجع الخبير محمد بن صالح الجلعود رئيس لجنة التمور في الغرفة التجارية الصناعية في منطقة القصيم السبب إلى موجات الصقيع التي شهدتها المنطقة في موسم الشتاء المنصرم والتي أضرت بحقول النخيل. وتوقع الجلعود أن تشهد أسعار التمور في الموسم الجديد ارتفاعا قد يصل إلى 40 في المائة نظرا لقلة المعروض في السوق.
وبين الجلعود أن حجم الطلب يتزايد سنويا ما بين 15 و20 في المائة بشكل سنوي إلا أنه في هذا العام ستشهد أسواق التمور تراجعا في المعروض على مستوى السعودية عموما، مشيرا إلى أن عوامل الأمطار وتأخرها خلال العامين الماضيين له تأثير سلبي في إنتاج النخيل في السعودية، لافتا إلى تراجعات حادة في المعروض في حريملا العام الماضي، متوقعا أن تشهد تمور بيشة والمدنية المنورة والخرج والأحساء تراجعات في الكميات المعروضة خلال الموسم الحالي.
وأشار الجلعود إلى أن أضرار الصقيع ستستمر لمدة لا تقل عن أربع سنوات قادمة حيث سيتأثر الإنتاج في السنة الأولى للنخلة المتضررة إلى 30 في المائة ستقل في السنة الثانية لتصل 25 في المائة تنخفض في السنة الثالثة إلى حدود 15 في المائة وتتلاشى في السنة الرابعة.
وبين أنهم في لجنة التمور خلال جولاتهم على مزارع منطقة القصيم كانت الأضرار على الفسائل حديثة الغرس تصل في أحيان كثيرة إلى الموت وتراوح نسبة التلف في السليمة ما بين 80 و90 في المائة ما يعني وجود نخلة ضعيفة يفضل دوما إبدالها وغرس فسيلة أخرى.
من جهته، بين المزارع علي الفايزي أحد أشهر الموردين إلى سوق التمور أن حقول النخيل أصابتها أضرار كبيرة جراء البرد القارس، مشيرا إلى أن الأضرار تركزت على النخيل الواقع في الأراضي المنخفضة والفسائل المغروسة حديثا.
وقال الفايزي إن موجة البرد هذه لم تشهدها منطقة القصيم منذ عام 83، مشيرا إلى أنه لم يشاهد برك المياه متجمدة كاملة منذ ذلك التاريخ إلا في هذا العام.
ولفت إلى أن تجمد المياه الكبيرة دليل على بقاء الأجواء تحت الصفر مدة طويلة مما يعني تأثيرا واضحا على المنتجات الزراعية عموما وهو ما حصل فعلا لديه في كثير من المحاصيل، مبينا أنه ليس هناك طرق وقاية من البرد للنخلة سوى زراعتها في المنخفضات والتي شوهد تأثرها بشكل واضح.
وأضاف الفايزي أن مزارعه المنتجة سنويا تعد العدة لمنتج يزيد على العام المنصرم بنسب تصل إلى 20 في المائة إلا أنه في هذا العام يشاهد ضعفا في بداية الموسم خصوصا أن النخلة تحتاج إلى عملية ترميم لما أصابها من برد وصقيع خلال موسم الشتاء، وأن إنتاج التمور لهذا العام سيرجعنا للخلف لثلاث سنوات على الأقل.
وقال إن هناك تحركات من قبل تجار التمور وأصحاب المصانع لتأمين المنتج لمصانعهم وذلك بشراء إنتاج المزارع والبدء في تعاقدات يراها الفايزي مبكرة جدا.
ويرى الفايزي أن منتج هذا العام من التمور لن يغطي حاجة مصانع التمور الكبيرة والتي سنويا تزيد من طاقتها الإنتاجية، خصوصا مع تنامي صناعة الحلويات والمعجنات التي تعتمد على التمور.
من جانبه، بين المهندس سلطان الثنيان مساعد المدير العام للشؤون الفنية في شركة القصيم الزراعية أن صناعة التمور ستتأثر نتيجة لقلة المعروض في أسواق التمور في عموم المملكة وخصوصا منطقة القصيم والتي تنتج أكثر من 65 في المائة من حجم سوق التمور في السعودية خصوصا الأنواع المتميزة منها كالسكري وأنواعا متعددة أخرى.