تقرير: أضخم 100 شركة أمريكية يرأسها أشخاص مولودون خارج الولايات المتحدة

تقرير: أضخم 100 شركة أمريكية يرأسها أشخاص مولودون خارج الولايات المتحدة

أشار تقرير اقتصادي صادر عن "ستاندارد آند بورز"، التي توفر بيانات ومعلومات مالية مستقلة إلى أن عدد الشركات التي تصنف بين أضخم 100 شركة أمريكية يرأسها الآن أشخاص مولودون، حيث بلغ عدد تلك الشركات في الخارج 14 شركة، في حين أنه كان تسع شركات فقط قبل عقد واحد. وقال فريد فوكس أستاذ السلوك التنظيمي في جامعة هارفارد، إنه حتى عندما يكون رؤساء الشركات الأمريكية الضخمة من الأمريكيين، فإن المرجح هو أن يكون لديها بعض المديرين الأجانب.
وعلى عكس ما كان يحدث في الماضي، عندما كان رؤساء الشركات الأمريكية المولودون في الخارج من رعايا الدول الصناعية الأخرى، ينتمي بعضهم اليوم إلى دول نامية مثل مصر والمغرب، وخاصة الهند. وقد قصد معظمهم الولايات المتحدة لاستكمال تعليمهم العالي والحصول على شهادات متقدمة ثم بدأوا العمل ورقيوا في السلم الوظيفي في الشركات الأمريكية. ونقلت وكالة الإعلام الأمريكية عن فوكس أن "الزبدة (بمعنى الصفوة) تطفو إلى السطح، مهما كان الأمر" في الشركات الأمريكية الكبرى اليوم.
ولكن الشركات الأمريكية والأوروبية التي تتخطى موجوداتها ونشاطها حدود الدولة الواحدة تبحث عن المواهب خارج مقرها الرئيسي أيضا. وكلما ازداد توسع الشركات عالمياً وارتفعت نسبة دخلها من مبيعاتها في الخارج، ازداد بحثها في الدول المضيفة عن أشخاص يشغلون أرفع المناصب الإدارية. وقال فوكس "هناك نقص هائل في المواهب (الإدارية)، وتتوافر بالتالي فرص كثيرة لمن يتقنون ذلك".
وكانت فرص الرؤساء والمديرين المولودين في الخارج محصورة في الماضي في رئاسة فروع الشركات الأمريكية في بلدانهم. أما الآن، فيقول الخبراء إن مجالس إدارة الشركات الكبيرة بدأت تدرك أن الشركات العالمية تتطلب مديرين عالميين وأن مثل هؤلاء الأشخاص لا يحملون دوماً جوازات سفر أمريكية.
ويقول تشارلز إنجيرسول، من شركة كورن فيري الدولية التي تعتبر من أهم الشركات التي تمد الشركات بالموظفين التنفيذيين والمديرين إن هناك مجموعة متعاظمة من الإداريين التنفيذيين الدوليين، الذين يقضون جميع حياتهم المهنية خارج بلدانهم الأصلية. ومن الأمثلة على ذلك، سيدني تورل، فهو إسباني الجنسية ولد في الدار البيضاء في المغرب ودرس في فرنسا والولايات المتحدة وأدار شركات تجارية في البرازيل وأوروبا قبل تعيينه رئيساً لشركة إيلي ليلي وشركاؤه، وهي شركة عقاقير.
وأوضح إنجيرسول لموقع "أميركا دوت غوف" أن رؤساء الشركات العالميين في انتمائهم وتفكيرهم (الكوزموبولاتيين) يمكن أن يشكلوا ميزة مفيدة للشركات التي توظفهم. وأضاف أن هؤلاء الأشخاص يعملون مع القوى العاملة المتباينة إثنياً وقومياً بارتياح وسهولة أكثر من أقرانهم الأمريكيين ولا ينزعجون من نقلهم من بلد إلى آخر قدر انزعاج نظرائهم الأمريكيين.
وتفرض حتى الشركات التي لا يوجد لديها أشخاص غير أمريكيين في أعلى المناصب في كثير من الأحيان على المديرين الأمريكيين الجدد، الذين توظفهم قضاء فترة عملهم الأولى في بلد آخر لاكتساب خبرة دولية. وقال إنجيرسول إنه ينظر إلى مثل هذه الخبرة في عالم شركات الأعمال الكبيرة على أنها ميزة تُحسب لمن يمتلكها، على غير ما كان يحصل قبل عقدين عندما كان يحتمل أن تثير الشك أو الريبة.
ولكن فوكس أشار إلى أن معظم الشركات الأمريكية الرئيسية قلصت عدد المديرين الأمريكيين، الذين ترسلهم إلى الخارج لأن ذلك يكلفها كثيرا. وأضاف أن كون معظم العائلات الأمريكية الآن عائلات يعمل فيها الزوج والزوجة أيضاً يجعل تعيين أحدهما في وظيفة في الخارج أمراً متزايد الصعوبة بالنسبة لمديري الشركات الذين قد يجدون صعوبة في العثور على وظيفة جيدة للزوج أو الزوجة في بلد غير الولايات المتحدة.
وتعمد الشركات الضخمة الأكثر عالمية في نظرتها إلى الأمور ونشاطاتها، مثل شركة جنرال إلكتريك وشركة بروكتر آند جامبل، إلى توظيف مديرين مولودين في الخارج في فترة مبكرة من حياتهم المهنية ثم تقوم بإعدادهم لتولي الوظائف الإدارية المهمة في المستقبل. كما تقوم هذه الشركات بتوظيف خريجي كليات إدارة الأعمال الأمريكية من غير الأمريكيين، الذين يشكلون نسبة ما بين 33 و40 في المائة من الخريجين.
وقال فوكس إن الأمور تتغير الآن بأكثر من طريقة في عالم شركات الأعمال الكبيرة مع تحول الشركات التي تتخطى موجوداتها ونشاطاتها حدود الدولة الواحدة إلى اعتبار نفسها، بصورة متزايدة، شركات عالمية لا شركات أمريكية أو أوروبية.
ومثلا قد لا يبدو للوهلة الأولى أن فتاة مثقفة من عائلة هندية محافظة من الطبقة العليا عضواً في فرقة روك آند رول نسائية موسيقية هي الشخص المثالي لاحتلال منصب رئيس يقود شركة أمريكية كبرى في المستقبل. ولكن إندرا نويي، التي تنطبق عليها هذه المواصفات التي درست إدارة الأعمال في الهند والولايات المتحدة وتملك خبرة طويلة في الإدارة، هي الآن رئيسة مجلس شركة بيبسي كولا ورئيستها التنفيذية. وهي ترأس بذلك شركة تعتبر رمز القوة الأمريكية التجارية.
وفي حين أنه لا يمكن اعتبار حياة نويي المهنية مثالاً مألوفاً، إلا أن هناك اليوم عدداً متنامياً من الأشخاص المولودين خارج الولايات المتحدة الذين يشغلون مناصب رؤساء ومديري شركات أمريكية ضخمة لديها موجودات ونشاطات في بلدان مختلفة أو رؤساء لفروعها الخارجية.
فهذه الشركات لا تكتفي الآن بإضافة غير الأمريكيين إلى مجالس إدارتها، بل بدأت تنقل مقارها إلى مراكز النشاطات التجارية الدولية، إلى أماكن تأمل أن تتمتع نتيجة لوجودها فيها بوزن أكبر على الصعيد العالمي. فقد نقلت شركة جنرال موتورز مقر وحدتيها الرئيسيتين إلى لندن. ونقلت شركة هالبرتون، وهي شركة خدمات نفط ضخمة، مقرها من تكساس إلى دبي. أما شركة آي بي إم فقد اختارت الصين مقراً لإحدى دوائرها الكبيرة.

الأكثر قراءة