بنك يو بي إس يأخذ الصرافة الإسلامية إلى بُعد آخر عبر إيجاد شهادات إسلامية لسلعة النفط
يتحدث فريق المصرفية الإسلامية في بنك UBS السويسري إلى مراسل مجلة " ذا بانكرز" البريطانية حول المنتجات الجديدة التي يعملون عليها منذ فترة، بما في ذلك أول صكوك قابلة للتبادل ، وشهادات إسلامية مرتبطة بالسلع .
استجاب بنك يو بي إس للطلب المتزايد على منتجات المصرفية الإسلامية من خلال إنشاء وحدة جديدة تدعى "المجموعة العالمية للمالية الإسلامية"، والتي أحرزت منذ الآن قصب السبق في عدد من الأمور.
إن بنك يو بي إس، ، ليس غريباً عن الشرق الأوسط، حيث إنه يعمل هناك منذ أربعين عاماً. بل أسس بنكه الإسلامي الخاص به هناك و أطلق عليه اسم نوريبا (المأخوذ من كلمة ربا في العربية، أي لا ربا، وهنا نرى لمسة من الفكاهة السويسرية في هذا المقام .
يقول بيتر جافامي، الرئيس العالمي للسلع في البنك : "أحد العوامل المحركة للنمو هو تزايد النزعة الإسلامية لدى الجمهور الاستثماري"
ومع هذا تظل هناك فجوات محددة في نطاق المنتجات المتاحة للمستثمرين الإسلاميين، ومن هذا الباب فإن بنك يو بي إس يركز معظم جهوده في هذا المجال.
وعلى خلاف بعض البنوك الأخرى فإن بنك يو بي إس يتمتع بمجلس شرعي خاص به ولديه القدرة على هيكلة المنتجات بصورة مستقلة.
وقد ظهرت هذه القدرة على نحو طيب عندما أطلق البنك اثنين من المنتجات الاستثمارية قصيرة الأجل والمصممة لأغراض خاصة، الأول هو مرابحة في السلع، والثاني هو تداول في العملات الأجنبية ملتزم بالأحكام الشرعية. المنتج الأول، أي المرابحة في السلع، يحاكي حسابات الإيداع التقليدية، باستخدام مبدأ المرابحة في المبيعات التي تعطي الأرباح استناداً إلى التكاليف. والذي يحدث أساساً في هذه الحالة هو أن المستثمر يشتري المعادن العادية ويبيعها إلى البنك مقابل ربح يُسدد بالاشتراك مع رأس المال على أساس مؤجل. وهناك عدد من المعادن الثمينة التي لا يُسمح بالتداول بها، مثل الذهب، لأنها تعد نوعاً من المال.
أما التداول في العملات الأجنبية فإنه عقد مرابحة بين عملتين، ويقدم مردوداً أعلى بقليل في مقابل تبادل افتراض مخاطر العملة. حيث يستثمر العميل في إحدى العملات على أساس المرابحة، وربما يحصل على عوائده في عملة أخرى، اعتماداً على سعر الصرف عند تاريخ الاستحقاق.
إحدى النتائج المهمة لجهود بنك يو بي إس هي نطاق جديد من الشهادات الملتزمة بالأحكام الشرعية في مجال الاستثمارات المرتبطة بالسلع والمصممة لأغراض خاصة. هذه المنتجات تزاوج بين اثنين من أقوى المفاهيم الحالية في العالم الاستثماري، وهما نمو المصرفية الإسلامية ودور السلع باعتبارها فئة ناشئة من فئات الموجودات.
يقول ديفيد كيمب،: "تشير بعض الأبحاث الآن إلى أن 10 في المائة من المحافظ الاستثمارية ينبغي أن تكون في السلع، وذلك بسبب عدم ارتباطها بالأسهم والسندات."
ويقول البنك إن ما يميز شهادات يو بي إس عن غيرها من الشهادات هو أنها الأولى من نوعها القابلة للتداول. يقول كيمب: "من الناحية التاريخية فإن الشهادات المرتبطة بالسلع لم تكن قابلة للتداول بموجب الأحكام الشرعية. إذ لم يكن بمقدور المستثمر شراؤها ثم بيعها، وإنما كان عليه شراؤها والاحتفاظ بها. ولكن لنفترض أنك تريد تحويل أحد المنتجات التي تمتعت بأرباح من ورائه إلى أموال سائلة، فما العمل في هذه الحالة؟"
إن بنك يو بي إس لا يصرح بالآليات التي تسمح للشهادات بالتداول، رغم أن من الواضح أنه يعتقد أن هذه الآليات هي أمور قيمة. يقول كيمب: "الشهادة شبيهة بكمبيالة، ، كما أن الموجودات التي تقوم عليها الشهادة هي موجودات مقبولة للتعامل. . والطريقة التي تمكنا بها من عمل ذلك هي طريقة مبتكرة إلى درجة أننا تقدمنا بطلب للحصول على براءة تسجيل أمريكية خاصة بها".
تتمتع هذه الشهادات بمرونة عالية. ويستطيع المستثمرون الاختيار من بين عدد كبير من السلع التي يمكن أن تقوم عليها الشهادة، بما في ذلك النفط . والمدد الاستثمارية المتاحة تراوح بين سنة وعشر سنوات، ويستطيع العميل اختيار هيكل لدفع الأرباح بصورة دورية أو هيكل لدفع الأرباح مرة واحدة عند نهاية المدة.