رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


خالد الفيصل .. التطوير أينما حل

[email protected]

خلال لقاء لسموه نحو عشرة آلاف من أهالي المنطقة والمسؤولين يوم الأحد 11/6/2008هـ قال الأمير خالد الفصيل أمير منطقة مكة "إنني منذ شرفت بثقة خادم الحرمين الشريفين وتكليفه لي بتولي إمارة منطقة مكة المكرمة بدأت أفكر في نقطة الانطلاقة لوضع استراتيجية لخطة عمل للنمو بهذه المنطقة".
ما أجمل هذه الكلمات التي تعزز صورة الأمير خالد الفيصل التنموية في أذهاننا والتي رسخها بإنجازاته في منطقة عسير والساحات التنموية المتعددة, خاصة الثقافية منها، نعم فهذه الكلمات تؤكد لنا محور تفكيره أينما حل, إذ إن محور تفكيره الدائم هو التنمية والتطوير والتجديد من خلال الدراسات والتخطيط وإيجاد وتعزيز المحفزات وإزالة المشكلات والمعوقات، وتكوين محركات دفع جبارة في أي منطقة ينال شرف قيادتها بما يضمن لها الاستمرارية في التطور إلى الأفضل. ولعمري لو أصبح هذا التفكير ديدن كل قيادي في المملكة لنهضنا باتجاه العالم الأول كما يريد الأمير خالد الفيصل بالسرعة التي يريد ونريد.
خالد الفيصل المفكر طرح كلمة "سياحة" في منطقة عسير عندما كانت تلك الكلمة مستهجنة ومستنكرة ومثار تندر، وهذا حظ القيادي المفكر عندما يطرح أفكاره الرفض والتندر والاستهجان، ولكن بالإصرار والعزيمة والثقة بجدوى أفكاره لصالح الوطن والمواطن كان النجاح, والنجاح الباهر, حتى أصبحت لدينا هيئة متخصصة لتطوير قطاع السياحة في بلادنا, كما أصبحت منطقة عسير قبلة للسياح من مواطني المملكة ودول الخليج العربي, حيث تكتظ الفنادق بالسياح وتحقق أعلى نسب الإشغال.
خالد الفيصل المفكر طرح مشروع (مؤسسة الفكر العربي) لعلمه بأن العمل دون تفكير جماعي هو عمل أقرب للفشل منه للنجاح، حيث وجوب دراسة القضايا وتحليلها وتشخيصها التشخيص السليم ومن ثم التفكير بشكل جماعي لوضع الحلول المثلى وتطبيقها ومتابعة هذا التطبيق ليحقق الأهداف المرجوة. ولا شك أن مؤسسة الفكر العربي تلعب اليوم دورا كبيرا في إعادة تشكيل الوعي في المجتمع العربي ونتوقع منها المزيد ـ بإذن الله.

خالد الفيصل المفكر الذي قاد مسيرة تأسيس صحيفة "الوطن" لتكون أداة فاعلة في إعادة تشكيل الوعي في بلادنا بما يرسخ لثقافة مجتمعية تتناسب والتطورات المحلية والدولية من أجل وطن متنام بمرور الزمن، ومعظمنا يدرك ما حققته هذه الصحيفة من ارتقاء بمستوى الطرح الإعلامي في بلادنا وما ترتب على ذلك من تطور فكري أصل لوعي جديد يتناسب والوعي العالمي الجديد.
الإنجازات كثيرة ولا أستطيع أن أحصرها في هذه المقالة، فما يهمنا اليوم منطقة مكة ومحافظاتها، حيث مكة قبلة المسلمين ومهبط الوحي، وجدة البوابة الغربية لبلادنا، والطائف التي تعد منطقة سياحية متميزة ومتفردة حيث المناخ اللطيف والقرب من البيت الحرام والتضاريس الجغرافية الجذابة، فهذه المنطقة بدل أن تصبح مفخرة لبلادنا رغم ما بذلته الحكومة من جهود وأموال أصبحت منطقة مشكلات (العشوائيات التي تجاوزت 50 عشوائية، الصرف الصحي والأمراض الوبائية، المياه والطوابير الطويلة، التخلف والانحطاط الاجتماعي ، الجريمة والمخدرات .. إلخ)، وكلنا يدرك ما لهذه المشكلات من تداعيات محلية ودولية إذا لم يتم تداركها في الوقت المناسب بحلول جذرية ناجعة، وكلي ثقة بأن خالد الفيصل لها.

ما يسرني ويسر كل مواطن أن خالد الفيصل شمر عن ساعديه منذ أن حطت قدماه في منطقة مكة, ما تمثل في خطة أطلقها سموه، خطة ترتكز كما هو عودنا دائما إلى الفكر والثقافة، حيث أوضح أننا نحتاج إلى مفهوم ووعي يصل إلى مستوى طموحات القيادة وتطلعات المواطن مؤكدا على الإخلاص في العمل وتضافر جهود أبناء الوطن كافة. ولا شك أن الفكر الذي يعمل به الفيصل القائل بتقديم الحوافز والمميزات للمتميزين في أعمالهم ومحاسبة للمقصر في أداء مهام عمله، وتشجيع المبادرات وحث القطاع الخاص للمشاركة في التنمية، وتكامل المحافظات في الأداء حيث تتخصص كل محافظة في مجال اقتصادي معين يبشر بخير كبير، وبكل تأكيد، إن ما صدر من قرارات تتعلق بمعالجة العشوائيات وآثارها من تخلف وجريمة وانحطاط اجتماعي، وما أطلق وما سيطلق من مشاريع تنموية بشائر خير تثبت أن قول الفيصل يصدقه العمل والإنجاز.
ختاما أرجو أن يكون ما قاله الأمير خالد الفيصل في اللقاء ذاته نصب أعين كل مسؤول نال ثقة خادم الحرمين الشريفين ليكون على ثغر من ثغور التنمية ويعمل بفكر وهمة لا تقل عما يقوم به سموه حيث قال "إن المملكة تمر في الوقت الحاضر بمرحلة انتقالية نوعية جديدة، من حالة حضارية إلى حالة حضارية أفضل, ومن حركة اقتصادية إلى حركة اقتصادية أعلى في المجال الاقتصادي والتجاري، وأن السعودية تتبوأ مكانة عالية في العالم من ناحية المكانة الاقتصادية والسياسية والثقافية، وأن هذه المرحلة تهيأت فيها فرص كبيرة وثمينة يجب ألا تمر دون أن يتم استثمارها بأقصى درجات الاستثمار في ظل قيادة حكيمة تتطلع إلى الأفضل ولها طموح كبير ورؤى وآمال، واستقرار سياسي واقتصادي وأمني، إضافة إلى وجود وفرة مالية كبيرة". وكلنا ثقة بالمسؤولين في بلادنا وفقهم الله جميعا لتنمية المواطن والوطن.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي